قصيدة شُموسٌ مِنَ التَحقيقِ في طالِعِ السَعدِ الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة شُموسٌ مِنَ التَحقيقِ في طالِعِ السَعدِ الشاعر ابن عثيمين
شُموسٌ مِنَ التَحقيقِ في طالِعِ السَعدِ


تَجَلَّت فَأَجلَت ظُلمَةَ الهَزلِ وَالجَدِّ


قَواطِعُ مِن آيِ الكِتابِ كَأَنَّها


بِأَعناقِ أَهلِ الزَيغِ مُرهَفَةُ الحَدِّ


إِذا ما تَلاها مُنصِفٌ وَمُحَقِّقٌ


يَقولُ هيَ الحَقُّ المُبينُ بِلا جَحدِ


وَيَصدُفُ عَنها مُبطِلٌ مُتَعَسِّفٌ


يُقَلِّدُ آراءَ الرِجالِ بِلا نَقدِ


يَجُرُّ أَقاويلَ الرَسولِ وَفِعلَهُ


إِلى رَأيهِ الغاوي وَمَذهَبهِ المُردي


كَفاناهُمُ مَن لَم يَزل مُتَجَرِّداً


لِنَصرِ الهُدى وَالدينِ أَكرِم به مَهدي


سُلَمانُ مَن سارَت فَضائِلُ مَجدِهِ


مَسيرَ مَهبِّ الريحِ في الغَورِ وَالنَجدِ


وَما قالَهُ الصَقّارُ آيةُ جَهلهِ


وَعُنوانُ بُطلانِ العَقيدَةِ والقَصدِ


وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لأَصبحَ سائِلاً


أُولي العِلمِ وَالتَحقيقِ مِن كلِّ مُستَهدي


فَقالَ بِعِلمٍ إِذ تَفَوَّهَ قائِلاً


وَإِلّا رَأى الإِمساكَ خَيراً فَلَم يُبدِ


لَعَمرُكَ ما التَقوى بِلُبسِ عِمامَةٍ


وَلا تَركِها فَاِسلُك سَبيلَ أُولي الرُشدِ


وَلكِن بِجَوفِ المَرءِ وَاللَهِ مُضغَةٌ


عَلَيها مَدارُ الحَلِّ في الدينِ وَالعَقدِ


فَكُن واقِفاً عِندَ المَحارِمِ زاجِراً


عَنِ البَغيِ نَفساً تَستَبيكَ لما يُردي


وُخُذ يُمنةً وَاٍسلُك الأُولى مَضَوا


مِنَ الرُسلِ وَالآلِ الكِرامِ أُولي المَجدِ


وَإياكَ وَالإِقدامَ بِالقَولِ حاكِماً


بحلٍّ وَتَحريمٍ بِلا حُجَّةٍ تُجدي


فَتُصبِحَ في بيدِ الضَلالَةِ هائِماً


وَتُصدَفَ يَومَ الحَشرِ عَن جَنَّةِ الخُلدِ


وَنَهيُكَ أَن تُقرا رَسائِلُ عالِمٍ


لَدَيكُم فَخِذلانٌ لكُم واضِحٌ مُردي


أَلَيسَ بها آياتُ حقٍّ قَواطِعاً


تَدلُّ عَلى الأَمرِ المُرادِ منَ العَبدِ


وَأَقوالُ خيرِ المُرسَلينَ وَصحبِهِ


وَأَهلِ النُهى وَالعِلمِ مِن كلِّ مُستَهدي


فَمن كانَ يَوماً نابِذاً مثلَ هذهِ


يَقولُ بِأَقوالِ المَلاحِدَةِ اللُدِّ


فَما بَعدَها إِلّا الضَلالَةُ وَالعمى


وَما بَعدَها إِلّا العُلومُ التي تُردي


وَدُونكَ مِنّي إِن قَبِلتَ نَصيحَةً


وَما كلُّ مَنصوحٍ يُوَفَّقُ لِلرُشدِ


تَمَسَّك بما في مُحكَمِ النَصِّ ظاهِراً


وَبالسُنَّةِ الغَرّا عَن الصادِقِ المُهدي


وَطالِع تَصانيفَ الإِمامِ مُحمَّدٍ


وَأَبنائِهِ أَهلِ الدِرايَةِ وَالنَقدِ


فَإِنَّ بها ما يُطفىءُ الغُلَّةَ التي


بِها من أُوارِ الجَهلِ وَقدٌ عَلى وَقدِ


هُمُ قُدوَةٌ في ذا الزَمانِ وَحُجَّةٌ


وَميزانُ عدلٍ لا يَميلُ عنِ القَصدِ


وَقُل لابنِ قَهدانٍ رُوَيدَكَ إِنَّما


تَسيرُ عَلى نَهجٍ من الجَهلِ مُمتَدِ


سَينَدمِ مِمّا قالَ يومَ مَعادِنا


إِذا اِنكَشَفَ المَستورُ في مَوقِفِ الحَشدِ


وَما كانَ ذا عِلمٍ وَحِلمٍ وَلا حِجىً


وَلكنَّهُ بِالإِفكِ يَلحُمُ أَو يُسدي


فَلا تَكتَرِث مِن عُصبَةٍ قَد تَوازَروا


عَلى عَيبِ أَهلِ الفَضلِ وَالمَدحِ لِلضِّدِّ


وَمالوا مَعَ النَفسِ المُضِلَّةِ وَالهَوى


لِنَيل حُظوظٍ مِن ثَناءٍ وَمِن رِفدِ


وَكَيما يَقولُ الجاهِلونَ بِحالِهِم


بِهِم وَلَهُم فَرقٌ وَذا القَصدُ لا يُجدي


فَسَل رَبَّكَ التَثبيتَ وَاِسأَلهُ عِصمَةً


تَقيكَ الرَدى حَتّى تُوَسَّدَ في اللَحدِ


وَلَولا الذي قَد قالَهُ الحَبرُ قَبلَنا


لكِلنا لهُ بِالصاعِ كَيلاً بِلا عَدِّ


وَدونَكَها مِنّي عُجالَةَ راكِبٍ


تُراوِحُ ما بَينَ الذَميلِ إِلى الوَخدِ


وَصَلِّ إِلهي ما هَمي الوَدقُ أَو شَدا


عَلى الأَيكِ نَوّاحُ العَشِيّاتِ وَالبَردِ


عَلى المُصطَفى الهادي الأَمينِ وَآلهِ


وَأَصحابهِ أَهلِ الحَفيظَةِ والجِدِّ
شارك المقالة:
144 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook