قصيدة عادت اليوم مصر خلقاً جديداً الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة عادت اليوم مصر خلقاً جديداً الشاعر احمد الكاشف
عادت اليوم مصر خلقاً جديداً


لك تستقبل القران السعيدا


ماجتْ الأرضُ بالجموعِ ولولا


ك عليه لم يأمنوا أن تميدا


وتجلَّت فيها المدائن تختا


ل كما هزت الأغاني الغيدا


وكأن العبادَ جاءوا من البع


ث يلاقون في النعيم الخلودا


بعثوا بالقلوب في سبل الرك


بِ فكانت زهوره والورودا


وهمُ أعلنوا لسدَّتك النج


وى فكانت شعارهم والنشيدا


وأقاموا فرائضَ الحبِ في الأف


قِ فكانت راياتهم والبنودا


وتصافى الأقرانُ حولك حتى


صار هذا خِلّاً لهذا ودودا


وتحامى الذنوب من كان لا يخ


شى عقاباً ولا يخاف وعيدا


وسعى البرُّ فيه والرفقُ حتى


لا نرى معسراً ولا منكودا


واحتوى الخافقين حتى حسبنا


أبدَ الدهر شهرَهُ المعدودا


فاقضه في القصور يمناً وإن شئ


ت فخذه إلى السماء صعودا


أقبلت بالعروس حورٌ يردِّد


ن حنين القيان والتغريدا


زانها الخلقُ قبلَ زين اللآلي


معصمَيها وتاجها والجيدا


ملتقى النيرين يحتفل الوا


دي به في السماء والأرض عيدا


أكبرت شأنه الملوكُ فجاءت


تسبقُ البرق كتبُهمْ والبريدا


لك أهدوا وكان بين الذي أه


دوا إليك الوفود تتلو الوفودا


وكأني أرى الفراعين فيها


والخواقين حاضرين شهودا


لست أدري للمهرجان أرى جن


دَ الحمى أم لغزوةٍ محشودا


جال في كل جانب منه حتى


حفز الريف واستفز الصعيدا


ضاق عنه المدى ولو لم تسعه


لتخطَّى حدوده والنجودا


واعتلى حصنه ولو لم تَرُضْهُ


حمل النار واستثار الحديدا


يتنادى فيها هتافاً ولولا


أنه للسلام عاد رعودا


وهوَ أدَّى لك اليمين فكانت


لك منه مواثقاً وعهودا


هنَّأتك الدنيا بعرسك فخماً


وأتى العام يرقبُ المولودا


النجيب المشهود في عالم الغي


ب المرجَّى لمن يليه رشيدا


بالبنين الأبطال بالفتية الأق


يال تحمي سلطانك المحدودا


ومن الفتحِ أن يعود حليفاً


لك نداً من كان خصماً عنيدا


أنت ألزمته لمصر الأمانا


ت فكانت لها عليه قيودا


ما له من ضمانها غير أن تد


فع عنه ما يتقي وتذودا


لم يكن ما أنلت أمَّتك الحر


رة إلا لغيره تمهيدا


وإذا صحت العزائم فيها


فالمرام البعيد ليس بعيدا


يا سريع الخطا إلى الغاية القص


وى كريماً موفَّقاً محمودا


أنت أقوى وقد ملكت عنان ال


دهر من أن تسير فيه وئيدا


بمجيد الوسائل اعتدت والأس


باب أن تطلب المصير المجيدا


ولقد تفعل الشمائل ما لا


يفعل الجيشُ قادةً وجنودا


يا مُمدّ النيلين من فيض كفي


ه يجوبُ الربى ويحيي البيدا


إنما الجودُ والتقى من سجايا


ك وما أحسن التقى والجودا


والذي يملك الفضيلة في العا


لم أولى بالعيش فيه رغيدا


جمع الصالحين في ذاتك الل


ه وفي ملكك العظيم الوجودا


ووهبت الحياة قومك حتى


كدت تحيي آباءهم والجدودا


أصبحتْ بينهم وقائعَ بِيضاً


بك آمالهم وكانت وعودا


واستوت عندك الطوائف في الأم


ر فلم تبق سادة وعبيدا


أنت وفقت بين أمسك واليو


م فساوى الطريف منك التليدا


والتقت حولك النفوس فأضحى


كلُّ موفٍ لما أردت مريدا


واحترمت الشورى فلم تلقَ منها


لك إلا الولاء والتأييدا


وأطلت التجريب حتى حملت ال


عبء عن كل حامليه وحيدا


والوقور المكين أنت إذا هز


زَ الصبا النضرُ عطفَك الأملودا


راكعٌ أنت ساجدٌ تسبق الغر


ر الميامين رُكَّعاً وسجودا


ما تركت المحراب حتى تناول


تَ الميادين فارساً صنديدا


آية العصر أن يصير نسوراً


وتماسيح ناسُهُ وأسودا


وترى في العباب والجو أسطو


لك للحرب والسلام عتيدا


أثمرت طيبات جدك فيهم


فاستحقوا على يديك المزيدا


أنت أعلى من أن تلاقيَ جهلاً


للذي أنت صانعٌ أو جحودا


وإذا أبطرتْ يد غير أهل


منك عادت عليه عتباً شديدا


جلَّ قدر المحبوب من كل نفس


أن يكون المنازع المحسودا


ليس ينسى الورَّاد مختلف الأس


باب والسبل حوضك الممدودا


هذه نفسي الوفية للأم


مة أرسلتها إليك قصيدا


ضاء ملء الدنيا فكان لأعنا


ق الليالي قلائداً وعقودا


وكأني به لك اليوم قبَّل


تُ جبيناً وراحة وخدودا


حسب فاروق بين دين ودنيا


أن يكون الخليفةَ الموعودا


إن شعباً ترعاه بالعدل والإح


سان أولى بطبعه أن يسودا
شارك المقالة:
29 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook