قصيدة غوث الوجود أغثني ضاق مصطبري الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة غوث الوجود أغثني ضاق مصطبري الشاعر أبو مسلم البهلاني
غوث الوجود أغثني ضاق مصطبري


سر الوجود استلمني من يد الخَطَرِ


نور الوجود تداركني فقد عميَت


بصيرتي في ظلام العين والاثرِ


رُوحَ الوجود حياتي إنها ذهبت


من جهلها بين سمع الكون والبصرِ


رُوحَ الوجود دهى الكرب العظيم وفي


أنفاس روحك روح المحرج الحصرِ


أنسَ الوجود قد استوحشتُ من زللي


وأنتَ انسيَ في وردي وفي صدري


أمنَ الوجود أجرني من مخاوف ما


أحرزتُ نفسي منها في حمى الحذرِ


عينَ الوجود بعز اللّه أنتَ لها


فواقر درسَت أعيانها أثري


وجهت نحو رسول اللّه نازلتي


وقلتُ يا نفسِ حُمّ النصر فانتظري


أمنية الفوز منه غير خائبةٍ


ومطمع النجح منه غير منحسر


ونائل الخير منه غير منقطع


وفائض البر منه غير منحصر


بسطتُ كفي إلى فياض رحمته


على يقين بدرك السؤل والظفر


وقمتُ أَلْهجُ والآمالُ صادقةٌ


يا عصمتي يا حبيبَ اللّه يا وزري


حقيقة الصبر أستعطي الثوابَ بها


والفقر يلزمني ما عزّ مقتدري


ولست أعذر هذا الدهر في شظفٍ


ما دام فضلك عندي غير معتذرِ


ولا أريدك بالأيام تبصرة


لأنتَ أبصر بالدنيا من البصرِ


أنت الحياة التي نفس البقاء بها


بل أنت مكنون سر اللّه في البشر


مولايَ من كنت في الأزمات ناصره


فليس يغلبه شيءٌ سوى القدر


تلقني في مهاوي حوبتي فلقد


أوقعت نفسي ببعدي عنك في الخَطرِ


يا مصطفى اللّه يا مختار نظرتهِ


يا أصل ما أظهر الابداع من فطرِ


يا رحمة اللّه يا مبعوثَ رأفته


يا مظهر اللطف في الأرواح والصورِ


يا أول الكل بعد اللّه مبتدَعاً


وأول الكل عند اللّه في الخطرِ


يا آخر الرسل لا تأخير مرتبةٍ


وإنما السرّ مطويٌ عن الفِكر


يا ظاهراً بكمالات الظهور على


كل الظواهر في سُلطانِ مقتهر


يا باطناً لم تفته الباطنات ولم


يُدرك مقاماتِهِ علم من الفطر


أنوار حبك في قلبي قد انطبعَت


جِبِلةً كانطباع الشمس في القمر


ما زال حبك في روحي يخامرها


حتى تجردت عن عيني وعن أثري


ما للمحبة مقدار إذا اقتصَرت


الحق حبك حب غير مقتصر


تجرداً من هنات كلها حجبٌ


لا وصل والحُبَ محجوب بذي الستر


أدعوك خلف حجاب الكون منبسطاً


في بسط حبك لم أخلص من الأثر


ذهلتُ عن كل شيء مذ علقتُ بهِ


فلا أفرق بين الصفو والكدر


لا أحسب الروح إلا أنها خُلقت


من الهوى فاختفت عن عالَم الصور


فلا علاج لها من أصل فطرتها


إذا اصيبت بسهم الحب عن قدر


وجدتُ روحي صريعاً في مصارعه


يا حبُّ لا تُبق من روحي ولا تذر


نار المحبة نار لا يقام لها


لواحة قسَماً بالحب للبشر


طارحت أهل الهوى حتى بُليتُ بهِ


ففتهم ومشوا خلفي على أثري


لا يصدُقُ الحب إلا من يموت به


ما للوى دون حسو الموت من قدر


وليتها موتة في الحب موصلة


بوصلة من حبيب اللّه في العمر


ولستُ في الحب من نفسي على ثقةٍ


من نصبها للهوى طَوراً على وَطَر


إن كان حبيَ معلولاً فأنتَ لها


أدرك عليلك قبل الأخذ في الخطر
شارك المقالة:
217 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook