قصيدة فؤادٌ ذكيٌّ شاعر ناثر حرُّ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة فؤادٌ ذكيٌّ شاعر ناثر حرُّ الشاعر احمد الكاشف
فؤادٌ ذكيٌّ شاعر ناثر حرُّ


ولكنه بالعلم والفضل مغترُّ


يتيه على الإخوان كبراً ولم يكن


ليخفض من مقداره التيه والكبر


فكان له من مجده خير شافع


لديهم ومن آياته لهم صبر


إذا هجروه ساعة زاد ميلهم


إليه فعادوا بالمعاذير واضطروا


ولو تركوه واغتنوا عن وداده


لكان له عما تعوده زجر


تمادى يرى أن ليس في الأرض مثله


وأن ليس إلا ذكره في الورى ذكر


فما كان إلا أن تناول عجبُه


أباه فأمسى ساخراً منه يَزْوَرُّ


يعيره بالجهل حيناً ويعتدي


عليه بما تأبى المروءة والبر


تحكَّم فيه مستبداً برأيه


وصار له في بيته النهي والأمر


ولم يقتنع حتى تطلع طامعاً


إلى سَفَرٍ يرقى العلى بعده السُفْرُ


فقال أبي جربت مصر وأهلها


فلم ترضني مصر وما وسعت مصر


وعندي إلى باريس شوقٌ لعلني


أرى راحة فيها بما أبدع العصر


فقال أفي وسعي منالك بعد ما


بدا لك من ديني فديني هو العذر


فإن كنت طمّاحاً إلى المجد فارتزق


يعنك على آمالك المال والوفر


فقال إذا لم تعطني المال راضياً


تفرق شمل الأهل واستحكم الشر


فبع من حُلِي أختي أو ارهَنْ فإنني


مُصرٌّ على عزمي وإن ثقل الوزر


فباع أبوه مكرهاً بعض ملكه


وفي صدره غيظ يضيق به الصدر


وقال بُنَيَّ ارحَلْ بسخطي مزوداً


فقال وداعاً أيها الوالد الغر


فنادى أبوه لا ظفرت ببغية


ونالك مما غرك الهون والضر


فسار الفتى ليلاً وعاج بقرية


له مبغض فيها وقد طلع الفجر


وكانت صلاة العيد فاضطر مسرعاً


إلى مسجد فيه الْتَقى البدو والحضر


فلاقى خطيباً بالخرافات واعظاً


فصاح به اسكت إن ما قلته كفر


وقد حسبوه حاكماً فاحْتَفَوا به


وما راعه من خصمه النظر الشزر


وكان خطيب القوم عمَّ عدوِّه


فعز عليه أن يضيع له قدر


فناداهم يا قوم هلا امتحنتم


مكذب عمي فانجلى لكم السر


عليّ إذا طاوعتموني جداله


وما لي عليكم إن ظفرت به أجر


فجاء من الطين الكريه بقطعة


وقال أجبني إن تشأ ولك الشكر


ترى عرضاً أم جوهراً فأجابه


أرى جوهراً لا شك فيه ولا نكر


فقال اعجبوا يا قوم من حكم ضيفكم


ففي مثل هذا الحكم يضطرب الفكر


فهاجوا عليه بالحصا يرجمونه


كما هاج في ميدانه الجحفل المَجْر


فلم ينصرف إلا مهاناً محقراً


وفي وجهه جرح وفي رجله كسر


وقد سلبوه ماله وثيابه


فعاد إلى أهليه يخجله الفقر


وكان له من ذلك الخطب رادعٌ


فعاش كما يرجو وسالمه الدهر
شارك المقالة:
178 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook