قصيدة في آخر السطر الشاعر أحمد بخيت

الكاتب: رامي -
قصيدة في آخر السطر الشاعر أحمد بخيت
فى آخر السَّطر أمْ فى بَدئِهِ تَقفُ


فى الحالتين وحيدٌ أيُّها الألف


أرسلتُ جِذركَ حيثُ الأرضُ مُعتِمةٌ


وامتدَّ جِذعُكَ حيثُ النَّجمُ يُقتَطفُ


يا ساقى الغيمِ يا عرَّاب أنجُمنَا


يا نخيلاً يلى حولهُ السَّعَفُ


أعلى مِنَ الزَّه لا كبرٌ ولاَ بطرٌ


والحُب ليسَ بغير الحُبُّ يتَّصفُ


عامٌ كَبرنًاهُ شابتْ بُحَّتى شَجنًا


والشمسُ يَصعدُ فى مرآتها كَلفُ


وكُّلما قلتُ: يكفى قالت امرأتى


إنَّ الكأبة عجزٌ الأسى نزفُ


لولاَ الذى بيننا فى الحبِّ من رحمٍ


كنتُ انصرفتُ ومَا فى الحُب مُنصرفُ


قُلْ للمليحةِ : لا يأسٌ لا ندمٌ


وقُلْ لِمنْ آسفونا بعدُ لا أسفُ


لم أقترف دمعةً إلاَّ التى اجترحتْ


صفحًا لِمنْ جرحونى فوق ما اقترفوا


صدقت قلبى فمَا من حربةٍ كذبت


إلا كشفتُ لها صدرى فتنكشِفُ


فإنْ تبسَّمَ لى حتفى ابتسمتُ لهُ


لقيا الأحبة بعد الوحشة ائتلفوا


لى أمَّةٌ فى زمان الرُّوم تائهةٌ


نامَ المماليك عنها وهى تنزفُ


أُختَ العُروبة ها قد جئتُ مُكتَهلاً


والعُمرُ يركضُ والأنفاسُ تُختطفُ


وها أنا بين أهلى هُمْ دمى بدى


هُمْ ملحُ دَمعى هُم التَّحنانُ والشَّغفُ


إن يختلفْ خُبزُنا اليومى لهجتُنا


فى القلب فصحى دماءٌ ليس تختلفُ


مُذ كانت الأرض عجماءً وهم عربٌ


لمْ يعرف النَّاسُ لولا أنَّهم عُرفوا


تصفَّحوا هذهِ الصَّحراءَ فاكتشفُوا


أنَّ السَّماء على أكتافهم تَقفُ


المُوقِدون نعم الموقِدون هُمُو


فى العُسر اليُسر لا منٌّ ولا صلفُ


مُضرَّجٌ بأساها وهى ذاهلةٌ


ما مسها الضُّرُّ إلا مسَّنى لهفُ


لا يرجفُ الرُّومُ إلاَّ حول خيمتها


باسمِها كان قلبُ الرُّومِ يرتجفُ


ذهبتُ ألقف كيدَ السِّحر روَّعنى


حْبلُ الفراعين حتَّى كِدتُ ألتقفَ


الجاثمون على أكبادنا فرحًا


مِنْ عهد عادٍ إلى أنْ تُنشرَ الصحفُ


سُبْحانَ من حرَّرَ الإنسان يُخجلنى


أنَّا على هذه الأصنام نعتكفُ


لمْ ينكفئ صنمٌ إلا طغى صنمٌ


حتَّى متى يا إلهى هذه الجيفُ؟


لو رشفةُ الماء بعضٌ المن كَدَّرها


ماتوا عطائى على الرَّمضا وما رَشفُوا


الحلمُ والنُّبل والإيثار عن كرمٍ


والعزمُ والحزمُ والإقدامُ والأنفُ




شكرتُ أكرم أهل قد حللتُ بهم


وما كفرتُ بأهلى هكذا الشَّرفُ


أنا ابنُ منْ رابطوا فى الأرض مُذ خُلقتْ


حتَّى القيامة لا ميلٌ ولا كُشفُ


سبعٌ وسبعون مليونًا على غضبٍ


كفءٌ لأنْ تقف الدُّنيا إذا وقفوا


حملتُ صخرةَ أهرامى على كتفى


فهلْ تضيقُ بأهلى هذهِ الكتفُ؟


أكَّلما ظمئ السَّيَّابُ قلتُ لهُ


خُذنى لدجلةَ ما فى النيلِ مُرتشفُ


حزنُ العراقِ شُموعٌ مِلءُ أردتي


تُضيء قبرَ على فابكِ يا نجفُ


هلاَّ نصرناهُ يومَ الذَّارفاتِ دمًا


كى لا تنوحَ عليهِ الأعُين الذُّرفُ


منْ حِجر مكة حتَّى القدس ثمَّ خطيً


نمشى وتمشى لها فى صُلبنا النُّطفُ


غنَّيتُ طرحةَ ثكلى كُّلما ولهتْ


تقولُ : يا غُرفَ الجناتِ لى غُرفُ


رغرودةٌ للذَّين استشهدوا شهدت


أنّى شرفُتُ بهم أهلاً وبى شرفُوا


قلْ للتَّى فارقتنى هى باكيةٌ


لسنا حديدًا ولا صلصالُنا خزفُ


لسْنَا أقلَّ جمالاً أنْ نكون معًا


يوم الوداع وهذا الدَّمعُ يعترفُ


الموجعون بصت البحر ما مكثُوا


إلاَّ قليلاً قليلاً ريثما انصرفوا


لى سحبةُ القوس فى شجو الكمان لي


أناقةُ الحزنِ لى لحنى الذى عَزَفُوا


أنامُ ملء جُفونى عنْ شواردها


يسهر الخلق جرَّاها ويختلفُ
شارك المقالة:
277 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook