قصيدة في الحلم أم في سكرةٍ أتخيَّلُ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة في الحلم أم في سكرةٍ أتخيَّلُ الشاعر احمد الكاشف
في الحلم أم في سكرةٍ أتخيَّلُ


ما أنت مقترحٌ على من يأملُ


لو عدت طفلاً ساذجاً ما صدَّقت


نفسي بأني في غدٍ أتموَّلُ


ما زال بي التجريب حتى أنني


أصبحت أخشى ما به أتعلّلُ


لي من أذى أمسى ويومي زاجرٌ


عن أن أظن سلام ما أستقبل


قد عضني الدهر المطوّح غدوة


فعلمت ما كنت العشيّةَ أجهل


وأمضَّني الداء المبرِّح ليلةً


منحتني الخلقَ الذي أستكمل


لولا العواطف عشت دهري هادئاً


تتزلزل الدنيا ولا أتزلزل


ولما أذبت جوانحي بقصيدة


في الصيف أهديها لمن لا يعقل


وبعيشة دون الكفاف رضيت لو


لا أنني بشؤن غيري مُثقَل


أيطاع في قومي رشيد معسر


ولو اَنَّهُ فيهم نبي مرسل


لو تنصف الأيامُ كنت محكّماً


أقضي قضاء المستبدِّ وأفصل


يا ضيعة الشيم الحسان الغرِّ إن


لم يجمعنِّي والخليفةَ محفل


يرجو الفقير غنىً وينذر بذله


متجملاً فإذا اغتنى لا يبذل


لا يشعرن بفضيلة الإنفاق وال


إحسان إلا ذو العناء المرمل


إن الذي وهب البلاد دموعه


ودماءه بنضاره لا يبخل


إن ينسني الرفق الإخاء ففاقتي


أولى وإن أدمى يديَّ المعول


ولو اشتملت على غنى قارون ما


أبرأت في صدري جوى يتغلغل


لو أن لي أموال روكفلر الذي


تعني فعلت لمصر ما لا يفعل


وبنيتُ للسلطان خمسَ بوارجٍ


يختال في نعمي عليها الجحفل


ونشرتُ ألوية البخار بملكه


يدنو به ناءٍ ويغلو مُهمَل


ومددت دجلة والفرات ليرويا


ذاك الثرى الصادي ويعشب ممحل


وشريت في السودان أرضاً خصبة


أحيي بها المسترزقين وأشغل


وأسابق الشركات في غاياتها


حتى يكون لي المقام الأول


ووهبت ألفاً كل فرد من ذوي


قرباي تضمن لي رضاه وتكفل


وبنيت مستشفىً ومدرسة وبس


تاناً بقريتيَ التي هي أفضل


وضربت في الأرض العريضة جائباً


أقطارها مستعبراً أتأمل


ورفعت لي قصراً على البوسفور كي


أصطاف فيه شاعراً أتغزل


وجعلت للشعراء رزقاً طيّباً


يحمي أرقَّ الناس أن يتذللوا


وجمعتهم لصحيفةٍ يوميةٍ


تروي الصحيح إلى العباد وتنقل


وإذا أتى ذو كربة مستقرضاً


أقرضته والحمد ربحي الأجزل


برٌّ كفى أجراً عليه أن أرى


متنعماً مرحاً به يتمثل


إن البلاد وأهلها بيدي إذا


كانت يدي لبني بلادي تشمل
شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook