قصيدة فيك الرجاء مسلماً ومودعا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة فيك الرجاء مسلماً ومودعا الشاعر احمد الكاشف
فيك الرجاء مسلماً ومودعا


متمهلاً فيما تروم ومسرعا


حسب المواطن من صفاتك أنها


وجدتك مشتد العزيمة أروعا


تسعى إلى خير المقاصد مفرداً


فتنال منها ما نأى وتمنعا


حتى أعدت من المناقب والعلى


ما أفقد الدهر العنيد وضيعا


وجمعت بين الأمتين موفَّقاً


للخير بالسبب الذي لن يقطعا


وكفيت شعبك أن يراع بحادث


ويخاف بأساً للعداة ومطمعا


وملأت عصرك بالفتوحات التي


ما غادرت حصناً أشم وموقعا


بكتائب أظللتها بخوافق


كالسحب إلا أنها لن تقشعا


ورميت خصم الملك بالحرب التي


فيها نصرت على الحسام المدفعا


ما ثار محتدماً وأرسل مارجاً


حتى هوت شمُّ الرواسي رُكَّما


وسطت جنودك في البلاد فزلزلت


رهباً وضيقت الفضاء الموسعا


ما زال بأسك في القبائل سائراً


ملء الجوانح بالأعادي موقعا


حتى جرى دمهم فروى غلة


لم يروها النيل المبارك مترعا


وأتاك محتفلاً بحكمك راضيا


من كان يأبى أن يذل ويخضعا


فغفرت ذنب التائبين تكرماً


وحبوتهم صفو الحياة تبرعا


أتمم عليهم هذه النعمى ولا


تحرمهم من نور وجهك مطلعا


وارفق بهم فلقد تكاد قلوبهم


شوقاً إلى ملقاك أن تتصدعا


زرهم زيارة جدك الأعلى الذي


لم تخل من ذكرى نداه موضعا


واستعرض الجند الرهيب ممثلاً


لك كيف ساق إلى العصاة المصرعا


عظة لمن أبقيت لا متشفيا


بالهالكين ولا لهم متوجعا


حيناً وحينا فِضْ ببرِّك فيهم


حتى ترى الصحراء روضاً ممرعا


ويدوم مضموناً نعيم حياتهم


ما دمت للنيلين أوسع منبعا


لهم الهناء فقد جرى في أرضهم


نهر من النهرين أحلى مشرعا


لو كان بشّرهم بعهدك ناصح


ما صدَّقوا مهديَّهم فيما ادَّعى


ولما أقاموا دون جندك معقلاً


ولما رأوا إلا إليك المفزعا


ستراهمُ إذ تلتقيك وفودُهم


كالبحر ماج عبابُه فتدفعا


وتكاد من فرط السرور وجوههم


تبيضُّ حتى تجتليها لُمَّعا


لو يعلم الماضون ما أوليته ال


باقين لاختاروا إليك المرجعا


ولو استغاثوا قبل ذاك من الردى


وجدوا شفيعاً من رضاك مشفعا


عباس للإيمان والسلطان وال


أوطان ما أصبحت فينا مزمعا


ما زال وعد اللّه بين عباده


حتى رأوك وفاءه المتوقعا


فادع الشعوب إلى الخليفة جامعاً


في اللّه بين الدين والدنيا معا


واجعل لها في كل قطرٍ مُبعَدٍ


عنها مناراً أو طريقاً مهيعا


لا زلت ميمون التنقُّل محيياً


لمقامك المصطاف والمتربعا


ورعاك من أعطاك حكماً عادلاً


وهُدىً تسوس به ممالك أربعا
شارك المقالة:
159 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook