قصيدة فيم ابتسامك للدنيا وغايتها الشاعر أحمد شوقي

الكاتب: رامي -
قصيدة فيم ابتسامك للدنيا وغايتها الشاعر أحمد شوقي
فيم ابتسامك للدنيا وغايتها


ترد كل محب عنك منتحيا


وما اتساعك منها بعد ما حسبت


عليك ضيقة الأجداث منقلبا


كم صاحب لبدور الأرض فارقهم


لم يحص من حشرات الأرض ما صحبا


وناعم كان يُؤذى من غِلالته


تالَّف الدود والأكفان والتربا


لا يعرف العيش حتى ينقضى فنرى


صدق الحياة بعين الموت والكذبا


كل الحقائق فيها الشك محتمل


إلا المنية تأبى الشك والريبا


وما رأيت على علمي وتجربتي


كالموت جدا ولا ما قبله لعبا


ما مات من أودع الدنيا عظيم نبا


ولا قضى من قضى للمجد ما وجبا


وما استوى المرء يطوى ذكره معه


وذاهب فضله في الناس ما ذهبا


فإن مررت على الدنيا فمرَّ فتى


ولا تمرنّ مثل الأكثرين هبا


فالخلد صفنان خلد الناس بعدهم


بالذكر والخلد عند الله مرتقبا


أبكى رفاعة أبكى العلم والأدبا


أبكى المروءة والفضل الذي احتجبا


أبكى القوافي كضوء الشمس سائرة


ابكى المحابر والأقلام والكتبا


ابكى الأحاديث تجرى كلها ادبا


ابكى البلاغة ابكى بعدك العربا


يا ابن الذي بعثت مصرا معارفه


ابوك كان لأبناء البلاد ابا


اتيتما وظلام الجهل يملؤها


كالشمس والبدر لا ادعو كما الشهبا


تربيان لها الأبناء صالحة


وتخرجان حماة الدولة النخبا


والشكر اولى واحرى في الشعوب به


من يمطر العلم ممن يمطر الذهبا


قال النعاة قضى خير الكرام ابا


فقلت إن شاء ربى خيرهم عقبا


لا يهدم الله بيتا أُسه شرف


مدت له يده من فضله طنبا
شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook