قصيدة فُرِشَ الفَضاءُ بِأَحمَرٍ وَبِأَصفَرِ الشاعر ابن وكيع التنيسي

الكاتب: المدير -
قصيدة فُرِشَ الفَضاءُ بِأَحمَرٍ وَبِأَصفَرِ الشاعر ابن وكيع التنيسي
فُرِشَ الفَضاءُ بِأَحمَرٍ وَبِأَصفَرِ


وَبَدَت لَنا حُلَلُ الرَبيعِ المُزهِرِ


حُلَلٌ تُعَدُّ إِذا اِجتَهَدتَ مُقَصِّرا


في وَصفِها وَتَكونُ غَيرَ مُقَصِّرِ


هذي الرِياضُ كَأَنَّهُنَّ عَرائِسٌ


يَختَلنَ بَينَ تَمايُلٍ وَتَبَختُرُ


في جَوهَرٍ فاقَ الجَواهِرَ قيمَةً


لَو أَنَّهُ يَبقى بَقاءَ الجَوهَرِ


سِرٌّ أَسَرَّ بِهِ السَحائِبُ في الثَرى


فَأَذاعَهُ فَأَذاعَ أَحسَنَ مَنظَرِ


زَمَنٌ أَغَرُّ فَلَو شَرَيتَ بِطيبِهِ


طيبَ الجِنانِ لَكانَ أَربَحَ مَتجَرِ


وَالسَروُ تَثنيهِ الرِياحُ لَواعِباً


مِن فَوقِ جَدوَلِ مائِهِ المُتَفَجِّرِ


كَالجُندِ في خُضرِ المَلابِسِ حاوَلوا


أَمراً فَبَينَ مُقَلِّصٍ وَمُشَمِّرِ


زَمَنٌ مَتى أَبصَرتَهُ وَكَفَفتَ عَن


خَلعِ العِذارِ بِحُسنِهِ لَم تُعذَرُ


وافى عَلى أَثَرِ الشِتاءِ كَأَنَّهُ


إِقبالُ جَدٍّ بَعدَ أَمرٍ مُدبِرِ


فَكَأَنَّ ذلِكَ كانَ وَجهَ مُهَدِّدٍ


وَكَأَنَّ هذا جاءَ وَجهَ مُبَشِّرِ


وَردٌ كَوَجنَةِ كاعِبٍ قَد موزِحَت


فَتَراجَعَت خَجلى بِفَرطِ تَحَيُّرِ


فَكَأَنَّما النارَنجُ في أَغصانِهِ


أُكَرٌ خُرِطنَ مِنَ العَقيقِ الأَحمَرِ


وَكَأَنَّ زَهرَ الباقِلاءِ دَراهِمٌ


قَد ضُمِّخَت أَوساطُها بِالعَنبَرِ


وَكَأَنَّهُ مِن فَوقِ خُضرِ غُصونِهِ


يَرنو بِمُقلَةِ أَقبَلٍ أَو أَحوَرِ


وَكَأَنَّما الأَترُنجُ أَكؤُسُ عَسجَدٍ


وَلَها مَقابِضُ مِن حَريرٍ أَخضَرِ


وَالنَرجِسُ الرَيّانُ بَينَ رِياضِهِ


يَرنو بِعَينِ الباهِتِ المُتَحَيِّرِ


وَالجُلَّنارُ يُريكَ في أَثوابِهِ


نَوعَينِ بَينَ مُزَعفَرٍ وَمُعَصفَرِ
شارك المقالة:
11 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook