قصيدة قد أبهجتكَ بنورِها وصباها الشاعر أبو الفضل الوليد

الكاتب: رامي -
 قصيدة قد أبهجتكَ بنورِها وصباها الشاعر أبو الفضل الوليد
قد أبهجتكَ بنورِها وصباها


أيامُ صيفٍ لا يطيبُ سِواها


فقلِ السلامُ على ثلاثة أشهرٍ


ما كان أجملها وما أحلاها


فإذا ذكرتُ ضياءَها ونسيمها


وأريجَها وزلالَها ونَداها


ومروجَها وحقولَها وكرومَها


وطيورَها وظلالَها ورُباها


أصبُو إليها ثمّ أبكيها كما


تَبكي السماءُ بطَلّها وحَياها


تلك الطيورُ تفرَّدت وترحَّلت


فالأنس ناء عَنكَ بَعدَ نواها


وكذا الأزاهرُ في الرياحِ تناثرت


تلكَ الأزاهرُ لن تَشُمَّ شَذاها


لو كانَ أمٌّ للمَصيفِ بكت على


أنفاسهِ وتنشَّقت ريّاها


فيه الطَّبيعةُ كالعَروسِ تبرّجاً


وتزيّناً بثِيابها وحُلاها


والقلبُ مثلُ حَبيبِها مُتَنَعِّماً


بجمالِها مُتَوقّعاً نُعماها


إني مُحِبٌّ للطّبيعةِ عابدٌ


أبداً أدينُ بحُسنِها وهواها


جاءَ الخريفُ وفيهِ آخرُ بسمةٍ


من ثغرِ صَيفٍ راحلٍ ألقاها


هِيَ بَعضُ لَيلاتٍ بَهيَّاتٍ بها


حيَّا النفوسَ وطالما أحياها


يا صاحِ آثارُ المَصِيفِ قَليلةٌ


فتمتّعنَّ بطِيبها وسَناها


واملأ فؤادكَ من نَعِيمٍ زائلٍ


وامنَع جُفونَكَ أن تذوقَ كراها


هلا سهرتَ وقَد طربتَ لِليلَةٍ


قمراءَ تَنفُخُ في الرّياضِ صَباها


وذكرت صيفاً قد حلَت أسمارُهُ


وثِمارُهُ مع غادَةٍ تَهواها


فضَمَمتَ قَلبكَ مثلها إن أقبَلَت


ضمّاً تلطَّف خَصرُها وحَشاها


ونشَقت حِيناً هبَّةً شَرقيةً


جاءت تُبرِّدُ مِن حشاكَ لَظاها


وهَتَفتَ من ذكرِ المَصيفِ وذكرها


ما كان أطيَبَهُ وأطيَبَ فاها


يا صَيفُ ما للصَّبِّ بَعدَكَ بهجةٌ


فالنَّفسُ فِيكَ أمانُها ومُناها


عبَرَت لياليكَ الحِسانُ ولم تزَل


صورُ النَّعيمِ تَلوحُ من ذكراها


إنَّ الطّبيعَةَ في الخريفِ مراسلٌ


قامَت تجدّدُ لِلغرامِ صِباها


لاَ عطرَ بعدَ عَرُوسِها فأعِد لَها


ثوباً جَميلاً منه قد عرّاها
شارك المقالة:
178 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook