قَد وَدَّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قَومَهُ<br><br><br>فَدَعا إِلَيهِ مَعاشِرَ الحَيوانِ<br><br><br>وَأَشارَ أَن يَلِيَ السَفينَةَ قائِدٌ<br><br><br>مِنهُم يَكونُ مِنَ النُهى بِمَكانِ<br><br><br>فَتَقَدَّمَ اللَيثُ الرَفيعُ جَلالُهُ<br><br><br>وَتَعَرَّضَ الفيلُ الفَخيمُ الشانِ<br><br><br>وَتَلاهُما باقي السِباعِ وَكُلهُم<br><br><br>خَرّوا لِهَيبَتِهِ إِلى الأَذقانِ<br><br><br>حَتّى إِذا حَيّوا المُؤَيَّدَ بِالهُدى<br><br><br>وَدَعَوا بِطولِ العِزِّ وَالإِمكانِ<br><br><br>سَبَقَتهُمُ لِخِطابِ نوحٍ نَملَةٌ<br><br><br>كانَت هُناكَ بِجانِبِ الأَردانِ<br><br><br>قالَت نَبِيَّ اللَهِ أَرضى فارِسٌ<br><br><br>وَأَنا يَقيناً فارِسُ المَيدانِ<br><br><br>سَأُديرُ دِفَّتَها وَأَحمي أَهلَها<br><br><br>وَأَقودُها في عِصمَةٍ وَأَمانِ<br><br><br>ضَحِكَ النَبِيُّ وَقالَ إِنَّ سَفينَتي<br><br><br>لَهِيَ الحَياةُ وَأَنتِ كَالإِنسانِ<br><br><br>كُلُّ الفَضائِلِ وَالعَظائِمِ عِندَهُ<br><br><br>هُوَ أَوَّلٌ وَالغَيرُ فيها الثاني<br><br><br>وَيَوَدُّ لَو ساسَ الزَمانَ وَمالَهُ<br><br><br>بِأَقَل أَشغالِ الزَمانِ يَدانِ