قصيدة كانت بلادك في نواك محولا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة كانت بلادك في نواك محولا الشاعر احمد الكاشف
كانت بلادك في نواك محولا


فارجع إليها آملاً مأمولا


في الداء طبّاً في الكريهة سلوةً


في الخوف أمناً في العثار مقيلا


لولا جهادك راحلاً متنقِّلاً


لشكت إليك تنقُّلاً ورحيلا


تغدو تبوعاً للخليفة مخلصاً


وتروح بالهمم العلى مشغولا


هل بعد ما حادثته وشهدته


جذلان يحسبه العداة عليلا


هبه مريضاً كان أياماً أما


كان اللقاء على الشفاء دليلا


صف للرعية كيف مَكَّنَ عرشَهُ


في المشرقين وشيَّد الأسطولا


وانصح عباداً يزعمون الشر في


أن يستعيد إلى الفرات النيلا


هم أرجفوا بالحرب يبتدرونها


وتوقعوا التدمير والتقتيلا


وتسلموا عدد الدفاع كأنما


أضحى حماك إليهم موكولا


واستظهروا بالزاخرين ليقطعا


بين الضمائر والهوى ويحولا


قالوا استعان بنا على سلطانه


من أن يمد يداً إليه طولى


هل تستغيث بضيفك المملول من


أهليك والمولى الأعز قبيلا


ويجرد الترك الحسام لموقع


لا يغنينَّ الظافرين فتيلا


إن لم تجئْ بهمُ إليك سفينة


جعلوا جسورهمُ قنا ونصولا


هل في التآلف والتعاون فتنة


تجتاح جاراً أو تنال نزيلا


ما بال وهاب الأمان كما ادعى


أمسى يرى في كل فجٍّ غولا


ولقد يصر على التمادي لو رأى


من قومه الإرجاف والتهويلا


أو كان يأمن عصبةً عبسوا له


شهداء يأبون العناد عدولا


ومهذباً مستشرقاً متطوِّعاً


يقظان للبلد الأمين خليلا


وهو القَئُولُ الأريحيُّ وليتَه


كسواه يقدر أن يكون فعولا


لولا اتكال الصابرين على غد


ودّوا الرجوع إلى الليالي الأولى


لم يعذروا الحكم المجرِّبَ ظالماً


ولطالما عذروا الظلوم جهولا


ومن الحياة شعورهم بجراحهم


يشكون حتى تنتهي وتزولا


ومن القوى تهيامهم في ليلهم


يتلمسون نهارك المصقولا


ولربما ملأوا البلاد مواسماً


من بعد ما ملأوا البلاد عويلا


لا يفزعون إلى الغريب وإن رأوا


سيف القريب عليهم مسلولا


اللّه أدَّبنا بأكبر خلقه


فعلاً وأنفذ في الممالك قيلا


متباينون همُ ونحنُ شرائعاً


وطبائعاً ومنازعاً وأصولا


كِلْهُمْ إلى الدهر القدير لعلنا


لا نعدم التغيير والتبديلا


وإذا هممت بنا إلى استقلالنا


فالحزم أن لا نطلب التعجيلا


ومن المحال نجاتنا إن لم نكن


أرقى نفوساً منهم وعقولا


ولقد تطلعنا إليها شُمَّخاً


فارفع على الأجيال هذا الجيلا


هي غاية الآمال شتى سبْلُها


طوبى لمن جعل السلام سبيلا


يا حسنهم إذ ينجلون ولا نرى


إلا الوداد إليهم موصولا


إن يذكروا طاعاتنا نذكر لهم


درساً تلقَّتْه البلاد جليلا
شارك المقالة:
42 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook