قصيدة لِلَّهِ في الأَرضِ أَلطافٌ وَأَسرارُ الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة لِلَّهِ في الأَرضِ أَلطافٌ وَأَسرارُ الشاعر ابن عثيمين
لِلَّهِ في الأَرضِ أَلطافٌ وَأَسرارُ


تَجري بِها عِبراً لِلنّاسِ أَقدارُ


يَومَ العُروبَةِ في البَيتِ الحرامِ جَرَت


حَوادِثٌ مِها الدينُ يَنهارُ


لَولا دِفاعُ إلهِ العالَمينَ إِذاً


ماجَت بِنا الأَرضُ أَو ضاقَت بِنا الدارُ


إِنَّ الزَنادِقَةَ الباغينَ كانَ لَهُم


مِن مِثلِ ذا في الشَقا وِردٌ وَإِصدارُ


راموا مرامَ شَقِيذٍ كانَ قَبلَهُم


يُدعى اِبنَ مُلجِمَ مَأواهُ وَهُم نارُ


فَأَصبَحوا وَهُمُ صَرعى بِمُعتَرَكٍ


مَن هَمَّ فيهِ بِإِلحادٍ لهُ النارُ


لا تَعجَبوا يا بَني الإِسلامِ إِنَّ لهُم


أَسلافَ سوءٍ لَهُم في الشَرِّ آثارُ


قالوا لِزَيدٍ مَقالاً لا يَليقُ بِهِ


فيهِ لِمُعتَقديهِ الإِثمُ وَالعارُ


اِبرَ لنا مِن أَبي بَكرٍ وَمن عُمَرٍ


نَقُل فِداؤُكَ أَموالٌ وَأَعمارُ


فَقالَ حاشا وَكَلّا لا أَقولُ بهِ


لِأَنَّهُم وَزَرا جَدّي وَأَصهارُ


وَكَيفَ ذا وَأَبو بَكرٍ خَليفَتُهُ


وَهوَ الرَفيقُ لهُ إِذ ضَمَّهُ الغارُ


فَعِندَ ذا رَفَضوهُ وَاِشتَروا سَفهاً


اِسمَ الرَوافِضِ بِئسَ الإِسمُ ما اِختاروا


إِنَّ الإِمامَ الذي راموا مَكيدَتَهُ


لهُ مِنَ اللَهِ حُرّاسٌ وَأَنصارُ


اللَهُ أَكرَمُ أَن يُخلي بَرِيَّتَهُ


مِن ناصِرٍ لِلهُدى وَاللَهُ يَختارُ


يا خَيرَ مَن مَرَحَت كُمتُ الجِيادِ بهِ


وَخَيرَ مَن أَمَّهُ بَدوٌ وَحُضّارُ


سَيَشكُرُ البَيتُ ما أَحيَيتَ من سُنَنٍ


وَيَشكُرُ العَدلَ حُجّاجٌ وَعُمّارُ


أَصلَحتَ لِلنّاسِ دُنياهُم وَدينُهُم


لِلنّاسِ أَمنٌ وَبِالمَعروفِ أَمّارُ


بَسَقتَ مِن محتدٍ طابَت مَنابَتُهُ


شَمسٌ عَناصِرُها في الكَونِ أَقمارُ


مُتَوَّجٌ بِجَلالِ المُلكِ مُتَّشِحٌ


بِحَليَةِ الفَضلِ نَفّاعٌ وَضَرّار


أَضحَت به مِلَّةُ الإِسلامِ باسِمةً


يُدعى لهُ بِالبَقا ما بَقيَ دَيّارُ


أَعَزُّ مَن ذَبَّ عَن مُلكٍ وَأَكرَمُ مَن


هُزَّت إِلَيهِ عَلى الأَنصاءِ أَكوار


تُحدى إِلَيهِ مَهاري العيسِ ضامِرَةً


تُدمي مَناسِمَها ميثٌ وَأَحجار


تَرى المُلوكَ قِياماً عِندَ سُدَّتِهِ


ذا مُستَميحٌ وَذا لِلعَفوِ مُمتاز


وَذاكَ مِن لُجَجِ البِحارِ يَقصدُهُ


يُؤَمِّلُ الرِفدَ منهُ وَهوَ مِكثارُ


هذي المَكارِمُ لا مَكرٌ وَشَعوَذَةٌ


بِها يَغُرُّ ضِعافَ العَقلِ أَغمار


يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرُهُ


طابَت بِمَسعاكَ أَيّامٌ وَأَعصارُ


إِنَّ العَدُوَّ وَإِن أَصفاكَ ظاهِرُهُ


حَرّانُ في طَيِّ ما يُبديهِ إِضمار


كَالماءِ يُبدي صَفاءً عِندَ رَكدَتِهِ


وَكامِنٌ تَحتَ ذاكَ الصَفوِ أَكدارُ


وَأَنتَ تَعرِفُ ما يُخفونَ لَو لَحَنوا


حاشا يَغُرُّكَ خَدّاعٌ وَمَكّارُ


لِلَّهِ مَجدُكَ يا عَبدَ العَزيزِ لَقَد


سارَت بِفضلِكَ في الآفاقِ أَذكارُ


هانَت عَلى نَفسِكَ الدُنيا فَجُدتَ بِها


حَتّى شَكا فُرقَةَ الدينارِ دينارُ


إِذا اِمرؤٌ حادَ عَن طَورٍ رَسَمتَ لهُ


أَو غَرَّهُ بِالتَغاضي عَنكَ غَرّارُ


أَوطَأتَهُ فَيلَقاً جَمّاً صَواهِلُهُ


كَأَنَّهُ لِطُيورِ الجَوِّ أَوكارُ


مَتى يَجُس في خِلالِ الدارِ يَترُكُها


إِذا عَصَت وَهيَ غَبرا الجَوِّ مِقفارُ


وَإِن أَطاعَت فَفي أَمنٍ وَفي دَعَةٍ


تَجري بِها في جِنانِ العَدلِ أَنهارُ


أَفعالُ مُعتَصِمٍ بِاللَهِ مُنتَقِمٍ


مِمَّن عَصاهُ وَلِلزَّلّاتِ غَفّار


لا ناكِثٌ عَهدَ مَن أَعطاكَ صَفقَتَهُ


وَلا إِذا قُلتَ قَولاً فيهِ خَتّار


لَقَد أَراكَ الذي اِستَرعاكَ مَصلَحَةً


لِلمُسلِمينَ وَفَضلُ اللَهِ مِدرار


تَرى الأُسودَ معَ الأَنعامِ راعِيَةً


قَد قُلِّمَت مِنهُمُ بِالعَدلِ أَظفار


فَدُم كَما رُمتَ في العَلياءِ مُرتَقِباً


عِزَّ المُطيعِ وَلِلأَعداءِ قَهّار


وَدونكَ الجُهدَ مِن مَملوكِ نِعمَتِكُم


لكُم مَدى عُمرِهِ في الناسِ شَكّارُ


وَأَشرَفُ المَدحِ ما حُلّي بِذِكرِكُمُ


لَو نُمِّقَت خُطبٌ فيهِ وَأَشعارُ


ثُمَّ الصَلاةُ عَلى الهادي وَشيعَتِهِ


وَصَحبهِ ما شَدا في الدَوحِ أَطيارُ
شارك المقالة:
123 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook