قصيدة ما دامَ رائِدَنا الإِخلاصُ في العَمَلِ الشاعر أحمد الكناني

الكاتب: رامي -
قصيدة ما دامَ رائِدَنا الإِخلاصُ في العَمَلِ الشاعر أحمد الكناني
ما دامَ رائِدَنا الإِخلاصُ في العَمَلِ


لا بُدَّ نَبلغُ يَوماً غايَةَ الأَمَلِ


وَذو العَزيمَةِ إِن رام المُحالَ فَلا


يحولُ دونَ مناه أَوعرُ السُبُلِ


وَمَن يُزَعزِعهُ تَضليلُ مُعتَمِدٍ


عَلى قُواهُ فهذا لَيسَ بِالرَجُلِ


الحقُّ لا بُدَّ يُعلى شَأنَ صاحِبِه


وَالظُلمُ يَدعو إِلى الخِذلانِ وَالخَطَلِ


وَالاتِّحادُ قُوىً لا يُستَهانُ بِها


تَعنو لها قوّةُ البَتّارِ وَالأَسَلِ


فَوَحِّدوا الرَأيَ لا يَلعَب بِلُبِّكُم


هَوى النُفوسِ فذا داعً إِلى الزللِ


أَمران مَن يَعتَصِم يَوماً بحَبلهما


فَالنُجحُ رائِدهُ في أَيِّما عَملِ


هُما الثَباتُ وَتَوحيدُ القُلوبِ لِذا


إِلَيهِما قد دعانا خاتَمُ الرُسُلِ


وَإِن أَردتُم مِثالا صالِحاً حسناً


فَسعدُ أَبلغ ما تبغون مِن مَثَلِ


فَبِالنَفيسِ وَبِالنَفسِ العَزيزَةِ قد


ضَحّى وَعَمّا أَرادَ الشَعبُ لم يَحِلُ


كَم وَقفةٍ لَم يَقفها غيرُهُ شهدت


بأنَّهُ فَوق أَهلِ الرَأيِ وَالجَدَلِ


وَلم يُزلزلهُ ما لاقى وَقد وَهَنَت


عزائِمُ الكلِّ مِن نَجدٍ وَمِن بَطل


قُوّادَنا إِنَّ مِصرَ اليومَ قد وَضَعت


آمالَها فيكُمُ فَاِمضوا بِلا مَهَلِ


وَحَقِّقوا ما رَجَت بِالفعل تحمَدُكُم


فَخيرَةُ الناس مَن يَفعل وَلم يَقُلِ


وَأَنقِذوها مِنَ الضيم المُهين لها


وَحَرِّموا النومَ تَحريماً على المُقَلِ


فَقَد عَرَفتُم وَكُلُّ الناسِ قَد عَرَفوا


عواطِف الشَعبِ نَحوَ المُخلِصِ البَطَلِ


مِلكُ الشُعوبِ بِإِخلاصِ القُلوبِ لها


وَلَيسَ مِلكُ قلوبِ الشَعبِ بِالحِيَلِ


وَالمَرءُ ذِكرى وَأَعمالٌ يُخلِّدُها


وقد كفاكُم دَليلاً سيرَةُ الأُوَلِ


وَالشاهِدُ العَدلُ تاريخُ الرِجال فَما


يقوله فهو مَقبولٌ بِلا جَدَلِ


فَإِن أَردتُم مكاناً في القُلوبِ لكم


مُخَلَّدَ الذِكرِ في الأَجيالِ وَالدُوَلِ


فَحَقِّقوا بِمَضاءِ العزمِ أُمنِيَةً


لِلشَّعبِ يَنجو بها من ذلكَ الخَطَلِ


لم نَنسَ وَقفَتَكم يومَ الكَريهَةِ إِذ


عِفتُم مَناصبكم جمعاً بِلا بَدَلِ


أَيَّدتُمُ الشَعبَ تَبغونَ النُهوضَ بِه


وَالحَقُّ لَولا اتِّحادُ الرَأيِ لم نَصِلِ


وحينَما قد قَرَأنا في ضَمائِرُكُم


آياتِ إِخلاصِكُم ف الحادِثِ الجَلَلِ


تجدَّدَت بعد يَأسٍ عندنا ثِقَةٌ


كما تجدَّدَ فينا باعِث الأَمَلِ


لنسا بِعُبّاد أَشخاصٍ نُقَدِّسُهُم


لَسنا نُقَدِّسُ إِلّا مَبدَأَ الرَجُلِ


سَعدٌ وَمَن معه في الرَأي قادَتُنا


ما دامَ إِخلاصُهُم في القَولِ وَالعَمَلِ
شارك المقالة:
192 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook