قصيدة ما زلتِ يا كاسُ تُعلينا ونُعليكِ الشاعر أبو الفضل الوليد

الكاتب: رامي -
 قصيدة ما زلتِ يا كاسُ تُعلينا ونُعليكِ الشاعر أبو الفضل الوليد
ما زلتِ يا كاسُ تُعلينا ونُعليكِ


حتى رأينا تباشيرَ الهُدَى فيكِ


لما اصطبَحنا ودمعُ الليلِ يُضحِكُنا


قُلنا سلامٌ على مَثوى محبِّيك


تفتَّحَ الزهرُ ممطوراً وأطيَب من


ريّاهُ ريّاك أو أنفاسُ حاسيك


فالوردُ والحَبَبُ الطَّافي قد اجتَمَعا


كالثَّغرِ والريقِ من ذاتِ المساويك


تِلكَ التي لذَّ لي في حبِّها أرقي


ورقَّ شِعري بحبّيها وحبَّيك


نهواكِ أيَّتُها الخمرُ التي رَفعَت


عروشَ عزٍّ ومَجدٍ للصعاليك


إنّا مُحَيُّوكِ في دنٍّ وفي قدَحٍ


ولا حياة لعيٍّ لا يُحيِّيك


وإن عبدناكِ لا إثمٌ ولا حرجٌ


فرُبَّ وَحيٍ أتانا من معاليك


رأيتُ فيكِ النجومَ الزهرَ غائرةً


عند الصباحِ وقد خَرَّت تُلاقيك


فأطلِعيها على نفسٍ غَدَت فلكاً


وقد غدا ملكاً في الحيِّ ساقيك


الهمُّ ليلٌ بهيمٌ أنتِ كوكَبُهُ


وجنَّةُ الخلدِ مَغنى من مغانيك


فتَّحتِ قلبي لآمالٍ كما انفَتَحَت


لطلعةِ الشمسِ أستارُ الشبابيك


فأنتِ صبحٌ جميلٌ في أشِعَّتِهِ


تبدو زخارفُ أحلامٍ لهاويك


هذي أحاديثُ عشَّاقٍ مُسَلسَلةٌ


فلا يُكذَّبُ راويها ورائيك


إنّا بَعَثناكِ من سوداءَ ضَيِّقةٍ


صفراءَ في الكأسِ تُحيينا ونُحييك


كذاك يُطلقُ مأسورٌ على أملٍ


ويُعتَقُ العبدُ من بين المماليك


فالفضلُ منكِ يُساوي فضلنا أبداً


ولا يُعَدُّ ظلوماً مَن يُساويك


من حمرةِ الفَلقِ الورديِّ توشيةٌ


إذ رقَّ ثوبُ الدَّياجي بعد تفريك


فبالكؤوسِ نُحَيِّي الصبحَ مُنبلِجاً


ونحتَسيكِ على أنشودةِ الديك
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook