قصيدة ما على مَن ناح في تعزية السبط الحسين الشاعر أحمد الدورقي

الكاتب: رامي -
قصيدة ما على مَن ناح في تعزية السبط الحسين الشاعر أحمد الدورقي
ما على مَن ناح في تعزية السبط الحسين


وجرت من كلِّ عضوٍ منه في ذا الرُّزء عين


إنّه رزءٌ عظيمٌ في البرايا ليس هَين


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاي الحسين


بأبي أفديه فراداً في فيافي كربلاء


وعليه قد أحاط الكربُ فيه والبلاء


وإليه جحفل الفجّار بغياً أقبلا


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاي الحسين


لستُ أنساه وقد قام خطيباً فيهمِ


ببليغ الوعظ واللفظ لعُجمٍ مفهمِ


بفصيح النثر طوراً من غريب الكَلمِ


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاي الحسين


أو بنظمٍ يسبه السّحر بياناً مُعرباً


يا لقومي فاطلبوا عمّا سيُردي مَهربا


ودَعوني ورجوعي نحو جدّي يثربا


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاي الحسين


أوَ لستُ ابنَ النّبي المصطفى وابنَ علي


فاطم الزَّهراءُ اُمّي نَسَبي فيكم جلي


جعفر الطيَّارُ ابنَ النّبي المصطفى وابنَ علي


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاي الحسين


راجعوا أنفسكم يا قوم فيما جئتمون


عاتبوها فعساكم بعد ذا أن تدعون


لا تبؤوا بقتالي ما لكم أن تقتلون


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاي الحسين


فأبوا إلاّ ضلالاً مثل ما كانوا عليه


وتعدَّوا حجَّة الله وما يدعو إليه


وَرَأوا قتل ابنَ بنت المصطفى مع وَلَديه


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاى الحسين


فسطى فيهم فَولَّوا حُمراً مستنفرة


رَأتِ اللّيث ففرَّت خيفة من قَسورَة


فهُمُ شطران للقتل وشطرٌ ذُعَّرَه


بأبي أفدي ونفسي خيرة الله الحسين


ما سمعنا كحُسين في الزمانِ الأوَّل


مُفرداً أمَّ إليه كعديد الأرمُل


جيشُ كفرٍ وهو منهم في الوغى لم يجفَلِ


بل غدوا مُذ أبصروا كرَ حسين فرقتين


شهدوا بدراً واُحداً حملة اللّيث الصأول


حيدرَ الكرّار والفرسانُ إذ ذاك تجول


ما رأوا قطُّ كحملاتِ فتاهُ ابن البتول


مفرداً يا بأبي أفدي لمولاي الحسين


هكذا أوجب أن يحمِل فيهم ذو العُلى


لِيروا أنّ حُسيناً حُجّة الله عَلى


مَن دَنى مِن هؤلاءِ الخلق طُرّاً أو عَلا


فعسى يَدَّبروا بالقول والفعل لِتَين


حجّتين أبرز الرّحمنُ منه لُهُمُ


عِظَةً بالغةً قولاً فلما صمَّموا


أتبع القولَ بفعلٍ معربٍ كي يفهموا


ويَروا ألاَّ معاذير لهم بعد الحسين


وحياة المرء والموت امتحان للعباد


فِلذا خَرَّ صريعاً من على ظهر الجواد


عافراً في التّرب لم يلفِ سواها من مهاد


طعنة غادَرَهُ فيها خبيثُ المولدين


يا لَها من فتنةٍ قد حدثت في العالمين


خيرة الجبّار يُمسي وهو في البوغا طعين


وأبوه حجة الله الفتى ليث العرين


حيدر الكرّار والهادي مُصلّي القبلتين


يا له خطباً على دين إله العرش حلّ


واحد الدَّهر ومولى الخلق حقاً عن كَمل


ترتوي من دِمه بيض الأعادي والأسل


وهو عطشان وما ذاق المَا قطرتين


يوم لا خِلَّ لخلٍّ نافع إلاّ الإمام


يا لقومي من عَذِيري في بكائي للحُسين


غيرة الله اغضبي لإبن النبي الأعظمِ


خيرة العالم مولى عُربها والعَجَمِ


جسمه فوق الثرى منه صبيغٌ الأعظمِ


يا بنفسي وأبي أفدي لمولاي الحسين


بين أنصارٍ كرامٍ قُتلوا بين يديه


قُتِلوا صَبراً عطاشى رأوا الأمرَ إليه


فسخت أنفسهم بالقتل من خوف عليه


ففدوه فليفُز كلهُّم بالجنّتين


سبقوا السابقَ واللاحِقَ في هذا المقام


عَلِموا ألاّ نَجا فابتدروا كأسَ الحمام


فاحتسوه كلُّهُم في الله نصراً للإمام


لم يَضر ذلك مَن فاز بكلتا الحسنين


بأبي أفديه يجري دَمُهُ فوقَ البطاح


عارياً تصهره الشمسُ بميدان الكفاح


غادياتٍ رائحاتٍ فوقه هوجُ الرياح


يا بنفسي وأبي أفدي لمولايَ الحسين


بأبي أفدي دماءً سائلاتٍ في الرِّمال


بأبي أفدي جسوماً في وهادٍ وتلال


بأبي أفدي رؤوساً فوق أعوادٍ طوال


أدرك الأعداءُ فيها ثارَ بَدرٍ وحُنَين


بأبي أفدي نساءً من خباها خارجات


هائماتٍ في البراري بذيولٍ عاثِرات


أبرزوهنّ من الستر وكانت خَفِرات


مُعولاتس صارخاتٍ نادباتٍ للحسين


هاتفاتٍ برسول الله في أسر الأعاد


صفَّدوهُنَّ ولمَّا يحذروا يوم التناد


ناظراً شزراً إليها حاضِرُ الناسِ وباد


فَمَن المُسعُدني أُجري الدِمّا في الوجنتين


جُد يفيضِ الدمع ما عشتَ على هذا المصاب


إنّه حَبَّةَ قلبِ المصطفى الطهر أصاب


ولنفس المرتضى الكرَّار مولانا أذاب


وأقِم دأباً عدُوّاً وعشياً مأتمين


ولك الله بهذا يعظم الأجرَ العظيم


إنّه أوهى قوى الإسلام والدين القويم


وحِمى الجبّارِ أضحى وهو مهتوكُ الحريم


وبهِ الشّركُ ودين الكفر قرّت منه عين


هو رزءٌ قد بكت من أجله سَبع الشداد


وله قد فاضت الأرضُ دماً بين العِباد


وعليه زُلزلَ العرش وبيتُ الله ماد


واقشعَرَّ الكون والأرض وما في الحرمين


أيها الساري مُجدّاً جُز على وادي الغََري


تَّجدن فيه سريّاً للهدى خيرَ سَرَي


ومحيطاً بعلومٍ أُنزِلت في الزُّبُر


حجّةَ الله عليّاً والد السبط الحسين


عُجَّ بالشكوى على القبر وقل بعد السَّلام


جئتُ أنعى سيدي إبنك من فوق الرّغام


قتلوه القوم عطشاناً على غير اجترام


في اُناسٍ من ذويه بأبي الزّاكي الحسين


قتلوه وَذويه وَعتَوا مستكبرين


أوطأوه الخيلَ ظهراً بعد صدرٍ فَرحين


ثمَّ مالوا النسا فانتُهِبَت لا وَجِلين


ربَّقوا بالحبل منها عنقاً بَعد يَديَن


بأبي السجادَ أفدي خيرةَ الله علي


بينها يا سيّدي في أيّ قيدٍ مُثقلِ


ركِّبوهم بالعَرى من فوق نيبٍ هزَّل


مَغنماً تستاق للرجس خبيث المولدين


يا بني طه ويس وطسينٍ وصاد


يا هُداةَ الخلق يا مَن لَهُمُ أمرُ العباد


يا مواليَّ عليكم ما عراني من فساد


أصلحوا حالي بإذن الله رب المشرقين


واقبلوني إنني أحمدكم والوالدين


وابن موسى وخليلاً فيكم أسهر عين


وعليكم صلوات الله رب المشرقين


ما علا ذكركم في شرقها والمغربين
شارك المقالة:
212 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook