قصيدة مدحتُ رسولَ اللَه أبغي بمدحه الشاعر الناشئ الأكبر

الكاتب: المدير -
قصيدة مدحتُ رسولَ اللَه أبغي بمدحه الشاعر الناشئ الأكبر
مدحتُ رسولَ اللَه أبغي بمدحه


وُفورَ حظوظي من كريمِ المآربِ


مدحتُ امرءاً فاق المديح موحِّداً


باوصافه عن مُبعِدٍ ومقارِب


نبيّاً تسامى في المشارق نورُه


فلاحت هواديه لأهل المغارب


أتتنا به الأنباءُ قبل مجيئه


وشاعت به الأخبارُ في كلِّ جانبِ


وأصبحتِ الكهّان تهتف باسمهِ


وتنفي به رجمَ الظنونِ الكواذب


وأُنطِقت الأصنامُ نطقاً تَبَرَّأت


إلى اللَه فيه من مقال الأكادب


ورامَ استراقَ السمع جنَّ فزيَّلت


مقاعدهم منها رجومُ الكواكب


هدانا إلى ما لم نكن نهتدي به


لطول العمى من واضحات المذاهب


وجاء بآيات تبين أنها


دلائل جبّارٍ مثيب معاقب


فمنها انشقاق البدر حين تعمَّمت


شعوب الضيا منه رؤوس الأخاشب


ومنها نبوع الماء بين بنانه


وقد عدم الوراد قرب المشارب


فروى به جمّاً غفيراً وأسلهت


بأعناقه طوعاً أكفَّ المذانِب


وبئرٍ طغت بالماء من مسِّ سهمه


ومن قبل لم تسمح بمِذقَةِ شارب


وضرعٍ مراهُ فاستدر ولم يكن


به دِرَّة تصفي إلى كفِّ حالب


ونُطقٍ فصيحٍ من ذراع مبينةٍ


لكيد عدوٍّ للعداوة ناصب


وإخباره بالأمر من قبل كونه


وعند بواديه بما في العواقب


ومن تلكم الآيات وحيٌ أتى به


قريب المآتي مستجمّ العجائب


تقاصرت الأفكار عنه فلم يطع


بليغاً ولم يخطر على قلب خاطب


حوى كلَّ علمٍ واحتوى كلَّ حكمةٍ


وفات مرام المستمرِّ الموارب


أتانا به لا عن رويَّةٍ مرتئٍ


ولا صُحف مستَملٍ ولا وصف كاتب


يواتيه طوراً في أجابة سائلٍ


وإفتاء مستفتٍ ووعظ مخاطب


وإتيان برهان وفرض شرائع


وقص أحاديث ونص مآرب


وتصريف أمثال وتثبيت حجَّةٍ


وتعريف ذي جَحدٍ وتوقيف كاذب


وفي مَجمع النادي وفي حومةِ الوغى


وعند حدوثِ المعضلات الغرائب


فيأتي على ما شئت من طُرقاته


قويم المعاني مستدرَّ الضرائب


يصدق منه البعضُ بعضاً كأنما


يلاحظ معناه بعين المراقب


وعجزُ الورى عن أن يجيئوا بمثل ما


وصفناه معلوم بطول التجارب


تأبّى بعبد اللَه أكرم والدٍ


تبلَّجَ منه عن كريمِ المناسب


وشيبةَ ذي الحمدِ الذي فخرت به


قريشُ على أهل العلى والمناصب


ومن كان يُستسقى الغمامُ بوجهه


ويُصدَر عن آرائه في النوائب


وهاشم الباني مشيد افتخاره


بغرِّ المساعي وامتنان المواهب


وعبد منافٍ وهو علَّم قومه اش


تطاط الأماني واحتكام الرغائب


وإن قصيّاً من كريم غراسه


لفي منهلٍ لم يدنُ من كف قاضب


به جمع اللَه القبائلَ بعدما


تقسَّمها نهب الأكفِّ السوالب


وحل كلابٌ من ذرى المجدِ معقلاً


تقاصَرَ عنه كلَّ دانس وغائب


ومرةً لم يحلل مريرةَ عزمه


سِفاه سفيهٍ أو مَحوبةُ حائب


وكعب علا عن طالب المجد كعبه


فنال بأدنى السعي أعلى المراتب


وألوى لؤيٌّ بالعُداة فطُوَّعت


له هممُ الشمِّ الأنوفِ الأغالب


وفي غالبٍ بأسٌ أبى البأس دونهم


يدافع عنهم كلَّ قِرنٍ مغالب


وكانت لفهر في قريشٍ خَطابةٌ


يعوذُ بها عند اشتجار المخاطب


وما زال منهم مالكٌ خيرَ مالكٍ


وأكرمَ مصحوب وأكرمَ صاحب


وللنضر طَولٌ يقصر الطرف دونه


بحيث التقى ضوءَ النجوم الثواقب


لعمري لقد أبدى كنانة قلبه


محاسن تأبى أن تطوع لغالب


ومن قبله أبقى خزيمة حمده


تليد تراثٍ عن حميد الأقارب


ومدرِكةٌ لم يدركِ الناسُ مثلَه


أعفَّ وأعلى عن دني المكاسب


وإلياسُ كان اليأس منه مُقارِناً


لأعدائه قبل اعتدادِ الكتائب


وفي مُضَرٍ يستجمع الفخرُ كله


إذا اعتركت يوماً زحوفُ المقارنب


وحلَّ نزارٌ من رياسة أهله


محلاً تسامى عن عيون الرواقب


وكان معدَّ عدةً لوليِّه


إذا خاف من كيد العدو المحارب


وأد تأدي الفضل منه بغايةٍ


وارثٍ حواهُ عن قُروم أشايب


وفي أددٍ حلم تزيَّنَ بالحجا


إذا الحلم أزهاه قطوبُ الحواجب


وما زال يستعلي هميعُ بالعلى


ويتبع آمالَ البعيد المَراغِبِ


ونبت بنتهُ دوحة العز وابتنى


معاقله في مشمخرِّ الأهاضب


وحيزت لقيذارٍ سماحةُ حاتم


وحكمةُ لقمانٍ وهمَّةُ حاجب


هُموا نسلُ إسماعيل صادقِ وعدِه


فما بعده في الفخر مسعىً لذاهب


وكان خليلُ اللَه أكرمَ من عَنَت


له الأرض من ماشٍ عليها وراكب


وتارحُ ما زالت له أريَحِيَّة


تُبيِّنُ منه عن حميد المضارب


وناحورُ نحّار العدا حُفظت له


مآثر لمّا يحصها عدُّ حاسب


وأشرع في الهيجاء ضيغم غابةٍ


يقدُّ الطلى بالمرهفات القواضب


وأرغو نابٌ في الحروب محكم


ضنين على نفس المشحِّ المغالب


وما فالغٌ في فضله تِلو قومه


ولا عابدٌ من دونهم في المراتب


وشالخ وارفخشذ وسام سمت بهم


سجايا حمتهم كلَّ زارٍ وعائب


وما زال نوح عند ذي العرش فاضلاً


يعدده في المصطفين الأطايب


ولمكٌ أبوه كان في الروع رائعاً


جريئاً على نفس الكميِّ المضارب


ومن قبل لمكٍ لم يزل متوشلخ


يذود العدى بالذائدات الشوازب


وكانت لإدريس النبي منازل


من اللَه لم تقرن بهمة راغب


ويارد بحر عند آل سراته


أبي الخزايا مستدق المآرب


وكانت لمهلاييل فهم فضائل


مهذبة من فاحشات المثالب


وقينان من قبل اقتنى مجد قومه


وفات بشأو الفضل وخد الركائب


وكان أنوش ناش للمجد نفسه


ونزَّهها عن مرديات المطالب


وما زال شيثٌ بالفضائل فاضلاً


شريفاً بريئاً من ذميم المعائب


وكلهم من نور آدم أقبسوا


وعن عوده أجنوا ثمار المناقب


وكان رسول اللَه أكرمَ مُنجَبٍ


جرى في ظهور الطيِّبين المناجب


مقابلةً آباؤه أمهاتِه


مُبَرَّأة من فاضحات المثالب


عليه سلامُ اللَه في كل شارقٍ


ألاح لنا ضوءاً وفي كلِّ غارب
شارك المقالة:
11 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook