قصيدة من مسعفي يا للرجال ومنصفي الشاعر احمد الشاوي

الكاتب: رامي -
قصيدة من مسعفي يا للرجال ومنصفي الشاعر احمد الشاوي
من مسعفي يا للرجال ومنصفي


من لائمي في حبهم ومعنفي


هذا يلوم وليس يدري ما الهوى


وكذا يعنف ذا ولما يعرف


قالوا الرحيل ولست أعلم قبلها


ان الرحيل حمام نفس المدنف


بانوا ولي قلب على آثارهم


يقتص آثار الظعون ويقتفي


والشوق يلعب بي على عاداته


لعب الصبا بحريق غاب أجوف


ولقد نزلت من الصبابة بعدهم


للحب دار تأوهٍ وتلهف


ودعاني الشغف القديم بذكرهم


فاجبت دعوته ولم اتخلف


فنهضت مضطلعاً باعباء الهوى


من بين أهليه بغير تكلف


ووقفت في الدمن القفار ولم اقل


للدمع حين وقفت من عيني قف


ولربما تبلت فؤادي غادة


هيفاء ذات تدلل وتعطف


نظرت إلي بمقلة مكحولة


يصبو الحليم لها وطرف أوطف


وتبسمت عن ذي غروب واضح


بفم سوى مسواكها لم يرشف


ودنت على وجل مخافة كاشح


مني دنو الشادن المتخوف


ورأت فلا كانت رأت فتأسفت


بالرأس شيب الرأس أي تأسف


وتنهدت جزعاً وصكت وجهها


بمخضب لو لامس المُضنى شفي


فجعلت أسألها الوفاء بعهدها


فيما مضى بتخضع وتلطف


فاسترجعت ومضت وأبقت حسرة


لا تنقضي مني بذاك الموقف


هيهات أطمع أن تفي وبخفية


شيبي يغامزنا على أن لا تفي


لله نار في الحشى مشبوبة


أبداً بغير وصالهم لا تطفي


ومدامع لفراقهم مصبوبة


من عين عين ماؤها لم ينزف


يا ليت شعري والأماني ضلة


وصروف هذا الدهر ذات تصرف


هل راجع عصر مضى لسبيله


في دارة الأفراح دارة رفرف


عصر جنيت الأنس من أغصانه


فيه بكف يد الشباب المسعف


وقطفت غصن الورد في إبانه


من خد هيفاء القوام وأهيف


واليوم ودعت الصبابة والصبا


وخلعت عني اللهو خلعي مطرفي


وسقيت عن حب الغواني سلوة


وقطعت حبل وداد كل مسفسف


من مبلغ الأقوام عني ان لي


قلباً بغير أولي النهى لم يشغف


ومن اصطفى من لم يكن بالمصطفى


آليت غير المصطفى لا اصطفي


العالم الحبر الذي في صدره


قاموس علم زاخر لم ينكف


وإذا المسائل والنصوص تعارضت


واعتاص مشكلها على المتفلسف


ألقى عليها فكر ذهن كاشف


للمشكلات فآذنت بتكشف


يا مفرداً جمع الفضائل كلها


فيه الإله ليظهر اللطف الخفي


أتحفتني بفريد نظم رائق


بصريح ودك ناطق يا متحفي


وحبوتني ببديع نثر رائق


بالسحر ينفث من خلال الأحرف


فكأنه أسماط در علقت


في جيد حوراء المدامع مخشف


أو روضة أنف زها نوارها


رأد الضحى غب الغيوم الوكف


ما إن تلاه منشدٍ في مجلس


ألا تمشى فيهم كالقرقف


يا برده نظماً على كبدي ويا


لله قاله وان لم يعرف
شارك المقالة:
205 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook