قصيدة نُراوِدُها عَجوزاً دَردبيسا الشاعر أبو الفضل الوليد

الكاتب: رامي -
 قصيدة نُراوِدُها عَجوزاً دَردبيسا الشاعر أبو الفضل الوليد
نُراوِدُها عَجوزاً دَردبيسا


فتَبدُو في الكؤوسِ لنا عَرُوسا


لقد هَرمَت وشابَت في القناني


وشبَّت حينَ لامسَتِ الكُؤوسا


مُعتَّقةٌ أجدَّت كلَّ بالٍ


وصيَّرَتِ الحصى ذَهباً لبيسا


فقُل للفَيلسوفِ إلامَ تُعنى


وتهوى الكيمياءَ هوىً رَسيسا


عن الإكسيرِ تبحثُ وهو عندي


إذا أترَعتُ كأسي خَندريسا


فخُذ مِنها الحقيقةَ بعدَ وَهمٍ


وفي الإفلاسِ خُذ مِنها الفلوسا


فهذا العلمُ جرّبهُ وفاخر


بهِ الرازيَّ والشيخَ الرئيسا


خشونةُ دنّها ثقلت عَليها


وكيفَ تحبُّ ضاحكةٌ عبوسا


وفي قدحٍ من البلَّورِ طابت


فتِلكَ نفيسةٌ تَهوى النَّفيسا


من الفخَّارِ قد سخرت وقالت


أعدُّوا لي إناءً مَرمَريسا


كراهبةٍ تردَّت ثوبَ صوفٍ


فشقَّتهُ وناغَمتِ القسُوسا


تذلُّ لشارِبيها في القَناني


وتعصي حينَ تحتلُّ الرؤوسا


فرِفعتُها على ضِعةٍ مثالٌ


لحسنِ سياسةٍ رَفعَت خَسيسا


فكم فَتَحتَ لهم جنّاتِ عَدنٍ


وكم شهرت لهم حرباً ضروسا


فكانَ مذاقُها سلماً وحرباً


حميّاها فأشبَهتِ البَسوسا


يدُ الخمّارِ عنها الخَتمَ فضَّت


وحينَ تنَفَّسَت أحيَت نُفُوسا


فقالَ حَبَستُها دَهراً فلانت


وكانت قبلُ ثائرةً شَمُوسا


فقلتُ صنعتَ معجزةَ ابنِ نونٍ


ففي الدَّيجورِ أطلعتَ الشُّموسا


أضنُّ بقطرةٍ منها وسؤرٍ


فكُن في السَّكب مُحترِساً لميسا


فيا لكِ حانةً جمعت جَحيماً


وجنَّاتٍ فصارَ البيتُ خيسا


شربنا بينَ نوّارٍ ونارٍ


نُحاذِرُ أن نمسَّ وأن نميسا


وقابَلنا اللَّهيبَ بها فلاحت


لنا ناراً فحَيَّينا المجُوسا


وهرَّقنا على الأزهارِ منها


فزدنا طيبها طيباً دسيسا


وما زلنا على التَّشراب حتى


شكَكنا برهةً بوجودِ بوسى


فصارَ العيُّ مِلساناً حكيماً


بقَسٍّ أو بأفلاطونَ قيسا


فموسى لو تَجَرّعَها ثلاثاً


على عيٍّ لخفَّ لسانُ مُوسى


وعيسى كانَ يَشربُها فيَغدُو


جريئاً وهيَ جَوهَرُ دينِ عيسى
شارك المقالة:
41 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook