قصيدة هَلا وَفَيتِ كما وَعَدتِ حَزينا الشاعر أبو الفضل الوليد

الكاتب: رامي -
 قصيدة هَلا وَفَيتِ كما وَعَدتِ حَزينا الشاعر أبو الفضل الوليد
هَلا وَفَيتِ كما وَعَدتِ حَزينا


وشفَيتِ داءً في الضّلوع دفينا


أَأَراكِ تبتَسمينَ لي في خلوةٍ


أم قلبكِ القاسي يظلُّ ضنينا


ذيّالِكَ الحسنُ الذي هو نعمةٌ


هل كان يا حسناءُ كي يُشقينا


ويكونُ في الدّنيا جحيمَ قلوبنا


وشعورُها قد زادَه تَحسينا


إن الهَوى شمسُ الرّبيع فتارةً


تَخفى وتسَمحُ بالأشعَّة حينا


فلطالما فيهِ ابتَسَمتِ وطالما


بلَّلتِ بالدّمعِ السخينِ جفونا


كم غادةٍ يا جُملُ قَبلكِ زِرتُها


وشمَمتُ منها الوردَ والنّسرينا


وملأتُ قلبي من محاسنِ وَجهها


لتزيدَهُ تلكَ المحاسنُ لينا


أهوى الحديث من الحرائرِ مثلما


أهوى أريجَ الزّهرِ من وادينا


فإذا تَدانينا أذوبُ تعفُّفاً


وإذا تَنائينا أذوبُ حنينا


إن تُعرِضي عنِّي دلالاً تندَمي


هل مثلَ قلبي في الهوى تَجِدينا


في أضلعي قلبٌ يضيقُ عن المُنى


ما كان إلا في هواكِ سجينا


أو لم تريني باسلاً مُستبسِلاً


طَلقَ المحيّا فاتناً مَفتونا


للهِ من كَرَمي وبُخلِكِ إنَّني


أُعطي الثمينَ وأنتِ لا تُعطينا


مهما وَهَبتِ يظلُّ ما أنا واهبٌ


في كلِّ عَصرٍ فوقَ ما تَهبينا


نَثَّرتُ دَمعي في هواكِ ومُهجَتي


ونظمتُ أشعاراً ترنُّ رنينا


فلبستُ من دمعِ الخلودِ وشعرهِ


عقداً أعزَّ من النُّجوم ثمينا


الحسنُ فانٍ والهوى باقٍ فلا


ترضي بما يَزهُو ويُرضي حينا


ذهبت رواتعُ في الحريرِ وفي الحلَى


وعرائسُ الشعرِ الحسانُ بقينا


الشعرُ خَلَّدَ مجدَنا وجمالنا


لولاهُ لم يبسم لنا ماضينا


والحسنُ زهرٌ والغرامُ عبيرُهُ


يا حبّذا لو بتِّ تنتَشِقينا


كم زهرةٍ تذوي وتحملُ عرفَها


هبّاتُ ليلٍ ساكنٍ تُحيينا


ولذاذةٍ مرَّت عليكِ سريعةً


فَغدَوتِ من تَذكارِها تَبكينا


لا تَحسبي أني سأنسى في النَّوى


ما قد رأينا في الهوى ولقينا


فأنا المعذَّبُ في هواكِ وربّما


خُنّتِ العهودَ وماحفظتِ يمينا


فقِفي نُجدّد ما نسيتِ بحلفةٍ


وبدمعةٍ ذكراهما تَشفينا


لما سمعتُ رنينَ أبواق النّوى


أبصرتُ أبراجَ الهوى يَهوينا


ورأيتُ مثلي إخوتي الشعراءَ من


ذكرَى الحبائبِ والحمَى باكينا


فابكي عليَّ إذا رحلتُ ولم أعُد


فالذكرُ من ماضي الهوى يَكفينا


وإذا سَرَى عندَ العشيّةِ مَركبٌ


فيهِ شبيبةُ أرضِنا حيِّينا


وتنفّسي الصعداءَ وابكي ساعةً


إذ تَسمعينَ معَ الرّياحِ أنينا
شارك المقالة:
175 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook