قصيدة هَلا يقارِنُ منكِ الحسنُ إِحسانا الشاعر أبو الفضل الوليد

الكاتب: رامي -
 قصيدة هَلا يقارِنُ منكِ الحسنُ إِحسانا الشاعر أبو الفضل الوليد
هَلا يقارِنُ منكِ الحسنُ إِحسانا


فاللهُ بالحبِّ والمعروفِ أوصانا


فلا تخافي على وَصلٍ معاقبةً


إذ ليسَ يحرمُنا ما مِنهُ أعطانا


إنّ النَّبيِّينَ في التَّوراةِ أكثرُنا


عِشقاً فداوودُ قد أغرى سُليمانا


ماالحبُّ عِندي صلاةٌ والهوى عَبَثٌ


إنِّي رَأيتُ ملاكَ الحبِّ شيطانا


من عفَّ أظهَرَ عَجزاً فيهِ أو جَزعاً


إنِّي لأرحَمُ قيساً ثم غيلانا


حِكمُ الطبيعةِ هذا عادلٌ فسَلي


شَبعانَ من طيِّبات الحبِّ ريِّانا


يُجبكِ عندي من الأخبارِ أصدَقُها


فالخبرُ صيَّرني في الحبِّ لُقمانا


كلُّ الشَّرائعِ والأديان كاذبةٌ


فالطَّيرُ والوحشُ ساوَت فيه إنسانا


ما تمَّ عقدُ زواجٍ في مَكامِنها


وليسَ تعرِفُ أشياخاً ورهبانا


إن غصَّ آدمُ بالتفَّاحِ مُختبئاً


إني لآكُلُ تُفَّاحاً ورُمّانا


وإن أُعَرِّج على الجنَّاتِ مُقتطِفاً


خَرَجتُ منها وقد كسَّرتُ أغصانا


ولا أخافُ عِقابَ اللهِ في هِنَةٍ


من أجلِها يُضرمُ الشيطانُ نيرانا


فهكذا بنتُ حواءَ الضعيفةُ لا


تُريدُ إلا من العشَّاقِ فُرسانا


وَهي القويَّةُ إن تخطُر بحِلَّتِها


وهي الضَّعيفةُ إن فرَّكتَ أعكانا


وأفضَلُ النَّاسِ أقواهم فلا عجبٌ


إذا تطَلَّبتُ تبريزاً وسُلطانا


ففي تفَجُّرِ حُبِّي حاذِري هَوَجي


إنِّي لأحمِلُهُ في الصَّدرِ بُركانا


إن قُلتِ ويحَكَ حاذِر كاشحينَ غدَوا


مُشنِّعينَ بلُقيانا ونَجوانا


ماذا عَليكِ وفي عَينيكِ صاعقةٌ


أن تحرقيهم وتُجري الحبَّ طُوفانا


ولا سفينةَ لي إلا هواكِ وإن


أغرَق فأسعدُنا في الحبِّ غَرقانا


لا تطلبي الشَّرحَ منِّي إنني رجلٌ


إيجازُهُ كان إسهاباً وتبيانا


يهوى الدَّعابةَ أحياناً وعِفَّتُهُ


تُعَجِّبُ الكاعبَ العذراءَ أحيانا


فقد أقولُ بلا فعلٍ وأفعَلُ ما


أقولُ في وَصفِهِ قد كان ما كانا


هذي حياتي وعندي من سرائرها


ما يملأ الكونَ أفراحاً وأحزانا


فظلِّليني بأزهارٍ منوَّرَةٍ


في غصنِ قدٍّ رَشيقٍ أخجَلَ البانا


وأسمِعيني مِنَ الألحانِ أطيَبَها


حتى أرى الحُسنَ أشكالاً وألوانا


والرِّيحُ تحمِلُ من زهرٍ ومن شعَرٍ


طيباً يُهيِّجُ أشواقاً وأشجانا


فكم جَسَسنا من الأوتارِ ألطفَها


لمّا تلاقت على القَلبين كفَّانا


وبتُّ واللِّيلُ يُرخي سِترَ ظُلمَتِهِ


أنضُو ذُيولاً وأكماماً وأردانا
شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook