قصيدة يا أَيُّها البلد الكَئيبُ الشاعر ابراهيم طوقان

الكاتب: رامي -
 قصيدة يا أَيُّها البلد الكَئيبُ الشاعر ابراهيم طوقان
يا أَيُّها البلد الكَئيبُ


حياكَ مُنهمر سَكوبُ


لا تَبتئس بِالظُلم إن


ن غَداً لَناظرهِ قَريب


وَغدٌ عَصيبٌ لا يَسر


ر الظالمين غدٌ عَصيب


أَشرق بوجهك ضاحِكاً


وَلشمس شانئك الغُروب


ما بَعد غَمّك غَير يو


م تطمئن بِهِ القُلوب


لَهفي عَلى البَلَد الكئي


ب تَعطَلت أَسواقُهُ


عارٍ كَما أَعرورى الخري


ف تَساقَطَت أَوراقه


خَفقت جَوانحه أَسىً


وَتَقرّحت آماقه


صَبراً فَإِن الصَبر قَد


يَحلو بِفيك مَذاقه


هَذا عَدوّك لا يَرع


ك وَهَذِهِ أَخلاقُهُ


بلفور كَأسك مِن دَم الش


شهداء لا ماء العنَب


لا يَخدعنّك أَنها


راقت وَكللها الحبب


فَحبابها الأَرواح قَد


وَثبت إِلَيك كَما وَثَب


فَاِنظُر لِوَجهك إِنَّهُ


في الكَأس لوّحه الغضب


وَاِنظُر عمِيت فَإِنَّهُ


مِن صَرخة الحَق التهب


بلفور يَومك في السَما


ء عَلَيك صاعِقَة السَماء


ما أَنَت إِلا الذئب قَد


صَوّرت مِن طين الشَقاء


وَالذئب وَحشٌ لَم يَزَل


يَضرى بِرائحة الدِماء


إِخسأ بِوعدك إِن وَع


دك دونه رَب القَضاء


وَإِلى جَهَنَم أَنتُما


حطب لَها طول البَقاء


إِخسأ بوعدك لَن يَضي


ر الوَعد شَعباً هَبَّ ناهض


لا تَنقض الوَعد الَّذي


أَبرَمتهُ فَلَهُ نَواقض


وَيل لِوَعد الشَيخ مِن


عَزمات آساد روابض


أَتَضيع يا وَطَني وَها


عرق العُروبة فيَّ نابض


فَلأذهبن فِداءَ قَومي


في غِمار المَوت خائض


بشراك يا وَطَني فَقَد


نُفض الرقاد عَن البِلادِ


نَهَضَت بَواسل فيك تق


ذف بِالنُفوس إِلى الجِهاد


شَقوا الطَريق إِلى العُلا


وَخَطوا عَلى نَهج السَداد


وَلَسَوف تَنطق في سَبي


ل الحَق أَلسِنَةُ الجَماد


وَالوَيل يا وَطَني لِمَن


أَضحى يصرّ عَلى العِناد


بُشراك يا وَطني فَقَد


نَهَضَت بِكَ الغيد الأَوانس


حيّت جُموعَ الغانيا


ت عُيونُ نَرجسك النَواعس


أَقبَلنَ مِن باب الخَلي


ل يمسن في سود المَلابس


وَصَرَخنَ في وَجه العَمي


د وَحقهن لَهُنَ حارس


وَطَني ظَفرت إِذا النِسا


ء هَتفنَ باسمك في المَجالس


وَطَني عَلَينا العَهد جَم


عاً أَن نَسير إِلى الأَمام


وَنَعيش إِخواناً عَلى


مَحض المودّة وَالوِئام


وَنَردَّ عَنكَ النازِلات


مسابقين إِلى الحمام


وَنَكون في إِعلاء شَأ


نك عاملين عَلى الدَوام


حَتّى تُرى مُتفيئاً


ظَلَّ الكَرامة وَالسَلام
شارك المقالة:
188 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook