قصيدة يا بلاء السماء والأرضِ مهلاً الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة يا بلاء السماء والأرضِ مهلاً الشاعر احمد الكاشف
يا بلاء السماء والأرضِ مهلاً


زاد ما عاد منك عندي وجلّا


أزمتي أزمتي كما هي لا يد


ري لها القائمون بالأمر حلّا


ورهين الديون ما زال للبي


ع مسوماً برهنه وأقلّا


جددوا عقدَه وما جددوا إل


لا مضيقاً له وقيداً وغلّا


وأطالوا آجاله وهي حتمٌ


فأطالوا له الممل المعلّا


ورأوا سخرة الثلاثين عاماً


نعمة منهمُ عليه وفضلا


تأخذ الأرض من قواه وتعطي


وهو أسخى يداً وقلباً وعقلا


ساقياً تُرْبَها من العرق السا


ئل منه أبرّ ماءٍ وأحلى


وهو في خصبها يجوع ويعرى


وهو في خصبها يذوب ويبلى


كيف تحيي بقلة الأرض من لي


س بكاف غريمه ما استغلّا


عجزتْ عن قضائها دينَ معيي


ها ولو يستطيع عنها تخلّى


وعجيب أني أهنِّئ بالتس


ويةِ القومَ وهي أثقلُ حملا


جاوزتني وما ظفرتُ بأسبا


بٍ إلى غيرها ولم أر سُبْلا


وتخلفتُ غير منتفع بع


د فنائي بها عناءً وشغلا


لست أدري أأصبح السهل صعباً


بعد هذا أم أصبح الصعب سهلا


وشهيدُ الخطوبِ ضيقاً وهماً


كشهيد الحروب أسراً وقتلا


من مُجيري ممن يكلفني الغر


مَ مراراً ويحسب العجزَ مطلا


يضع النار في غراسي ويبغي


ثمراتٍ من الغراس وظلّا


والذي عنده جميلي وإحسا


ني رأى غمرتي ففر وولّى


أمنَ الصحبَ فاستخف بهم واع


تدَّ بالخصم فاصطفاه وأعلى


ولقاءُ العدو بالبأس أولى


من مجاراته خِداعاً وختلا


طال حرصُ الرجال فينا على الحك


م إلى أن رماهمُ وأذلّا


والغريم الذي كم التمس الزل


فى إليهم أضحى عليهم مُدِلّا


مكَّنوه من المصير وقد كا


ن على السائر الرقيب المطلّا


وتحمَّلتُ ما جنته المقادي


ر فكان الجزاء لوماً وعذلا


فتواريتُ والعوادي عيان


وتوانيت والحوادثُ عجلى


يا رجالَ الزمان أحسنتمُ ما


قلتمُ والزمانُ يطلب فعلا


وخلا جوُّهُ لكم فأمنتم


للرضى مبدلاً وللحال نقلا


وضمنتم بقية الخمس سلماً


تصرفون الأمور أصلاً وفصلا


وائتلفتم وبعضُ خصمكمُ أق


وى لبعض أذىً وأعظم غِلّا


عالجوا أزمة الديون كما عا


لجتم أزمة السياسة قبلا


واستردوا رهائن الشاعر الزا


رع كي يستقلَّ فيما استقلّا


لا تسيغ البلادُ شعريَ إن لم


أمتلكْ في البلاد بيتاً وحقلا


أنا أهلٌ للخير ما دمت للخي


رِ أرى كل من على الأرض أهلا


والذي مارس الكوارثَ طفلاً


هو أولى براحة البالِ كهلا


أنا في قريتي أناجي بشكوا


يَ وحسبيْ نجواي كتباً ورُسلا


زاهداً لا أقول ليت لنفسي


كان هذا ولا أقول لعلّا


غافراً للزمان أن لا أرى عو


ناً عليه ولا أرى فيه خِلّا


ولقائي بحاجتي النار خيرٌ


من لقائي بها الزنيمَ العُتُلّا


كل ما عنده مواعيدُ يلقي


ها لقُصَّاده كذوباً مُضِلّا


وهو في غدوتيه أكثرُ عجزاً


وهو في روحتيه أكبر جهلا


ولغيري إذا تقاضيت حقاً


ولغيري إذا تلمَّستُ عدلا


وقصارى الحياةِ أن أجمع الرأ


يَ لقومِي وأن أؤلفَ شملا
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook