قصيدة يا صاحِبَيَّ دعا عَذلي وَتَأنيبي الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة يا صاحِبَيَّ دعا عَذلي وَتَأنيبي الشاعر ابن عثيمين
يا صاحِبَيَّ دعا عَذلي وَتَأنيبي


لا أَنثَني لِمَلامٍ أَو لِتَثريبِ


ما كنتُ أَوَّلَ مَن لجَّ الغَرامُ بهِ


أَو هامَ بِالخُرَّدِ البيضِ الرَعابيبِ


أَلقاتِلاتُ على عمدٍ بلا قودٍ


وَالمُصَبِياتُ بِتَغميزِ الحواجيبِ


من كلِّ أَحورَ ساجي الطَرفُ فاتِرهِ


يَمضي سهاماً بِتَرشيقٍ وَتَعذيبِ


ذي عارِضٍ مُشرِقٍ يَفتَرُّ عَن بَردٍ


عذبِ المُقَبَّلِّ بَالصَهباءِ مَقطوبِ


مُضَرَّجِ الخَدِّ لو رُمتَ اقتِباسَ ضواً


أَغنَتكَ وجنَتُهُ عن كلِّ مَشبوبِ


عَبلِ الرَوادِفِ ضامي الكَشحِ مُقتَبِل


غانٍ من الحُسنِ مَنّاعٍ لِمَطلوبِ


أَهواهُ في غَيرِ مَحظورٍ وَلا سَفهٍ


كَذلكَ الحُبُّ صَفوٌ غيرُ مَشيوبِ


فَدَع تَذَكُّرَ أَيّامِ الشَبابِ وَما


قَد كانَ فيهِنَّ من غَزلٍ وَتَشبيبِ


وَاذكُر فَواضِلَ مَن عَمَّت فَضائِلُهُ


على الأَنامِ وَلم يَمنُن بِمَوهوبِ


خَليفَةُ العَهدِ سامي المَجدِ همَّتهُ


لِلدينِ نَصراً وَلِلدُنيا بِتَرتيبِ


مُؤَيَّدُ العَزمِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ


مُسَدَّدُ الرَأي في بَدءٍ وَتَعقيبِ


يَغشى الكَريهَةَ لا يَخشى عَواقِبِها


وَيَركَبُ الخَطبَ لا يَلوي لِتَنكيبِ


شَأنَ المُجارينَ سَبقاً كلَّ مَكرُمَةٍ


سامَ المُعادينَ تَدميراً بِتَتبيتِ


نَماهُ في الأَصالِ أَمجادٌ خَضارِمَةٌ


شُمُّ الأُنوفِ إلى البيضِ المَناجيبِ


قومٌ هُو نُصرَةٌ لِلحَقِّ مُذ خُلِقوا


بِالبيضِ وَالسُمرِ وَالجُردِ السَراحيبِ


كَم أُودعوا الدَهرَ مِن بَأسٍ وَمن كرمٍ


وَأَنقَذوا الناسَ مِن كُفرٍ وَمن حوبِ


وَقامَ بَعدَهُمو عَينُ الزَمانِ وَمن


يُرجى وَيُخشى لِمَوهوبٍ وَمَرهوبِ


أَبوكَ فَخرُكَ من عادَ الزَمانُ فتىً


في عَصرهِ بعدَ تَقويسٍ وَتَحديبِ


أَشَمُّ أَشوَسُ في الجُلّى يُلاذُ بهِ


في الحَربِ وَالجَدبِ مَأوى كلِّ مَكروبِ


إِذا اِدلَهَمَّت هوادى الخَطبِ وَالتَبَسَت


عَلى ذوي الرَأيِ من أَهلِ التَجاريبِ


جَلّى لهُ رَأيهُ ما كان مُلتَبِساً


مِنها فَعادَت كَصُبحٍ بَعد غِربيبِ


لهُ سَرائِرُ لِلإِسلامُ أَضمَرَها


وَاللَهُ أَظهَرَها جَهراً بِتَوجيبِ


فَهوَ الحَبيبُ المُفَدّى بِالنُفوسِ وَما


تَحويه أَنفُسُنا مِن كلِّ مَحبوبِ


سَمّاك باسمِ سُعودٍ إِذ طَلَعتَ بهِ


سَعداً بيُمنٍ وَعنواناً بِتَلقيبِ


وَلّى لكَ العهدَ مُختاراً وَمرتَضياً


جَميلُ صُنعكَ في شَتّى الأَساليبِ


أَرادَ أَنَّكَ وَالأَعداءُ راغمةً


تَلى مشارِقَها من بعدِ تَغريبِ


فَنَستَمِدُّ منَ المَولى لكُم مدداً


في العُمرِ وَالفَخرِ وَالإِذكارِ وَالطيبِ


وَكم يدٌ لكَ في العَلياءِ باسِقَةً


محمودَة بينَ مَوروثٍ وَمَكسوبِ


لا نَنثَني أَبداً نُثني عَلَيك بها


نَظماً وَنثراً وَتَفصيلاً بِتَبويبِ


يا اِبنَ الكِرامِ الأُولى ما زالَ فَضلهمُ


في الناسِ ما بينَ مَتلُوٍّ وَمَكتوبِ


أليكَ أَعلَمتُها عيساً مُدرَّبَةً


تَفلى الفَلا بينَ إِدلاجٍ وَتَاويبِ


مِن كلِّ حَرفٍ كَحَرفِ الخَطِّ مُعمِلَةً


رَفعاً وَخَفضاً وَتَسكيناً بِتَنصيبِ


يَذودُ عَنّا الكَرى الحادي بِمَدحِكموا


وَيَستَفِزُّ مَطايانا بِتَطريبِ


لِنَبلُغَ الظِلَّ وَالمَرعى الخَصيبَ كَذا


الفَضلَ العَميمَ وَنَيلاً غَيرَ مَحسوبِ


ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ عَلى


مَن خصَّهُ اللَهُ بِالزُلفى وَبِالطيبِ


محمدٌ خيرُ مَبعوثٍ وَشيعَتهُ


وَصَحبهُ همو خَيرُ الأَصاحيبِ
شارك المقالة:
142 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook