قصيدة يا مَن أَذابَ نَواهُم مُهجَةَ المُضنى الشاعر أحمد الكناني

الكاتب: رامي -
قصيدة يا مَن أَذابَ نَواهُم مُهجَةَ المُضنى الشاعر أحمد الكناني
يا مَن أَذابَ نَواهُم مُهجَةَ المُضنى


وَبعدهُم عَن عُيوني أَسهَرَ الجَفنا


أَلا رَحِمتُم أَخا الشَجوى بِقُربِكُمُ


فَالقَلبُ مُنذ نَأيتُم طالَما أَنّا


بِنتُم وَحلّ الضّنى في أَضلُغي خَلفاً


وَالدَهرُ بِالقُربِ مِنكُم وَيحَهُ ضَنّا


أَبيتُ أَرعى بِكُم نَجمَ السُها سحراً


أُسامِرُ الدَمع وَالأَشجانَ وَالوَهنا


مَن لي بِهِم أَخَذوا قَلبي وَما رَحِموا


وَغادَروا مُدنَفاً يَستَوطِنُ الحُزنا


ما خِلتُ أَنَّ النَوى يَرمي وَمُذ هَجَروا


سَمِعتُ سهمَ النَوى في مُهجَتي رَنّا


يا جيرَةً بَعدوا وَالقَلبُ مسكَنَهُم


بِاللّهِ جودوا وَعودوا لِلِّقا مِنّا


لَم أَنسَ ساعَةَ أَن فارَقتُ حيَّكُمُ


وَالوَجدُ يَشرح شَوقاً أَوهَنَ المَتنا


جَفَّت بُحورُ دُموعي مِن جَوى كبِدي


وَلَم تَكُن أَدمُعي لَولا الجَوى تَفنى


لأَشكُوَنَّ النَوى شَكوى يُعيرُ لَها


قُضاةُ شَرعِ الغَرامِ القَلبَ وَالأُذنا


وَأُجرِيَنَّ عَقيقَ الدمع مِن أَسَفٍ


دمعاً يُسابِقُ في هَتّانِه المُزنا


وَأَهجُرَنَّ الكَرى هَجرَ المُتَيَّم في


ظَبيٍ أَخي كَحَلٍ ذي مُقلَةٍ وَسنا


يُمسي وَيُصبِحُ مِنهُ في الغَرامِ فذا


يَعقوبُ حُزناً وَهذا يوسفٌ حُسنا


يَرنو فَيَخجَلُ منهُ الظَبيُ مُلتَفِتاً


وَإِن تَرَنَّحَ قَدّا أَخجَلَ الغُصنا


قَضت بِأَن الهوى فرضٌ شريعته


وَسُنةَ العِشقِ قِدماً لِلوَرى سَنّا


أَقامَ شَرعَ الهَوى جَهراً وَحينَ دَعا


بِمُرسَلِ الشَعرِ وَالأَلحاظِ آمَنّا


وَقامَ فيهِ بِلالُ الخالِ مُرتَقِباً


صُبح الجَبينِ به يَستَشرِفُ الإِذنا


في وَجنَتَيهِ تَرى نارَ اللَظى وَتَرى


في وَجهِهِ الفِردَوس أَوعَدنا


وَكَوثَرُ الريق يُروى حَرَّ مُرتَشِفٍ


وَنَرجِسُ اللَحظِ في كَفِّ الصَفا يُجنى


إِن ماس في الحُلَّةِ الخَضراءِ قام عَلى


أَغصانِ قامَته قُمرى اليها غَنّى


دَيجورُ طُرَّتِهِ يُحكي بِظُلمَتِهِ


يَومَ اِفتِراقىَ مِن سُكّان ذا المَغنى


قَومٌ لإِصلاح أَمرِ النَشءِ قَد وَقَفوا


نُفوسَهُم وَلِهذا أَسهَروا الجَفنا


تَعَشَّقوا الفَضلَ وَالآدابَ اِذ شَهِدَت


لَهُم بِذلكَ فينا السيرَةُ الحَسنا


لا يُعرَفُ الطيبُ إِلا مِن شَمائِلِهِم


وَالحَقُّ في كُلِّ ما قالوا لنا عَنّا


لهُم نُفوسٌ عَلى حُبِّ الوَفا جُبِلَت


قومٌ رَأَينا لهُم كَسبَ العُلا فَنّا


فَعن طَريقِ الُهدى ما نَكَّبوا أَبداً


يَوماً وَلا عَرَفوا حِقداً وَلا ضِغنا


لِلخَيرِ قد وُفِّقوا في كُلِّ ما عَمِلوا


بِنورِ أَفكارِهِم فاقوا الوَرى ذِهنا


عَن رَغبَةٍ مَدَّتِ العَليا لَهم يَدها


فَبايَعوها وَقَد كانوا لها عَونا


مَن أمَّ ساحتهم يولونَهُ مِنَناً


وَلا يَرى مِنهُمُ فَخراً وَلا مَنّا


نالوا بِإِخلاصِهِم كُلَّ الَّذي طَلَبوا


فَإِنَّهُم خَيرُ مَن يَدري له مَعنى


لا سِمَّما الناظِرُ المَحمودُ سيرَتُهُ


مَن طيبُ ذِكره فينا عَطَّر الكَوانا


هو اللَبيبُ أَخو العَليا له مِننٌ


غَرّاءُ تُعجِزُ مَن طولَ المَدى أُثنى


هذي مَآثِره تُغنيكَ بيِّنةً


فَإِنَّ مَنطِقَها لا يَعرِفُ المَينا


كَذا المُمَجَّدُ مَحمودُ الفِعالِ وَمَن


بِحُسنِ أَخلاقِهِ من بَينِنا يُعنى


لا زِلتُم يا بُدورَ الفَضلِ في نِعَمٍ


وَاللّهُ يوليكُم التَوفيقَ وَاليُمنا
شارك المقالة:
179 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook