قصيدة يَحِق لِلأَزهَرِ المَعمورِ أَن يَهنا الشاعر أحمد الكناني

الكاتب: رامي -
قصيدة يَحِق لِلأَزهَرِ المَعمورِ أَن يَهنا الشاعر أحمد الكناني
يَحِق لِلأَزهَرِ المَعمورِ أَن يَهنا


فَما تَمَنّاه مَولانا بهِ منّا


وَالدَهرُ مَدَّ يَداً لِلصُلح مُعتَذِراً


وَأَصبَح اليَومَ يَرجو قُربه مِنّا


وَأَشرَقَت في سَماءِ السَعدِ شَمسُ مُنىً


وَبُلبُلُ الأُنسِ في رَوضِ الصَفا غَنّى


وَاِستَبشَر الناس بِالخَيرِ المَزيد لِذا


كُلٌّ لِصاحِبِه في الكَونِ قد هَنّى


مُذ عاد مَولى التُقى شَيخاً لأَزهرنا


حَسّونَةُ المُنتَقى يستصحِبُ اليُمنا


الجِهبِذيُ أَبو الإِفضلِ مَن بِسَنا


مِشكاةِ أَفكاره فاق الوَرى ذهنا


ربُّ المَهابَةِ وَالإِجلالِ مَن شهِدت


بِطيب مَسراه فينا السيرَةُ الحَسنا


دُرِّهِ المُنتَقى كم زان قاصِدَهُ


وَكنزِهِ المُجتَبي كم أَجزل المنا


في حُسنِ منطقه سحرُ البيانِ بدا


شهمٌ رَأَينا لهُ كسبَ العُلا فنا


أَبو المَعالي فتَأبى أَن يكون لها


سواهُ أَهلاً وَلا يَرضى سواها ابنا


هذي مَآثره تُغنيكَ بيِّنَةً


فَإِنَّ منطِقها لا يَعرِف المينا


لا عَيبَ فيهِ سوى تقليدنا منناً


غَرّاء تُعجِزُ مَن طولَ المدى أَثنى


اذا عُيونُ وُلاةِ الأَمرِ قد غَفلَت


نَراه في نفعِنا قد أَسهر الجَفنا


يولى الجَميلَ لراجيه وَيُشكرهُ


وَلَيسَ يُتبِعه فخراً وَلا مَنّا


لِلَّهِ أَخلص في قولٍ وفي عملٍ


وَليسَ غيرَ صلاحٍ يبتَغي مِنّا


لا يُعرفُ الطيب إِلّا من شَمائِلِه


وَلا العَدالةُ إِلّا ما له سنّا


لَئِن تَقضّى زَمانٌ كان يُغضِبُنا


فَذا زَمانٌ به فَوقَ المنى نِلنا


فَالأَزهَرُ اليوم مَسرورٌ بِعَودَتِهِ


فَإِنَّهُ مِن نَواهُ طالَما أَنّا


وَطالَما قد شَكا مِمّا أَلَمَّ بِهِ


وَطالَما بِاِستِياقٍ لِلِّقا حَنّا


يا ناصِرَ الدينِ وَالأَعدا قَدِ اجتَمَعوا


لِيَهدِموا من أَعالي حِصنه رُكنا


نصرتهُ عند ما عَزّ النَصيرُ له


وَكنتَ وحدَكَ في مِصرٍ له عَونا


لم تَخشَ في اللَهِ لَومَ اللائمين وقد


جاهَرتَ بِالحَقِّ وَالغَيرُ انزَوى جُبنا


أَفحَمتَ خَصمك مُحتَجّاً عَلَيه بِلا


إِكراهَ في الدينِ حَتّى قالَ آمنا


وَبِعتَ في دينكَ الدُنيا بِما اِشتَمَلَت


وَقُلتَ إِن ننصُر الرحمن يَنصُرنا


لِذا مَقامَكَ فاقَ الشَمس منزِلَةً


وَطيبُ ذكرِكَ فينا عطَّر الكونا


يا آلَ الأَزهر كونوا كُلُّكُم رجُلاً


وَبِالقُلوبِ تَصافَوا وَاِرتُكوا الضِغنا


كَفى كَفى ما مَضى مِمّا أَضرَّ بِنا


مِنَ التَفَرُّقِ وَلنَرجع كما كُنا


قَد كانَ أَصغَرُكُم يُجِلُّ أَكبَرُكُم


وَالأَبُّ في كُلِّ آنٍ يَرحَمُ الإِبنا


وَما سَمِعنا بِشَكوى قَبلُ مِن أَحدٍ


وَلا رَئيسٍ عَلى ذي حاجَةٍ ضَنّا


وَكُنتُمُ باِئتِلافٍ في عَفافِكُم


يَسعى الأَميرُ إِلَيكُم ليس مُمتَنّا


فَصَيَّرَ الحالَ مَعكوساً تَزَلُّفُكُم


لكُلِّ ذي نِعمَةٍ عنكُم قَد استَغنى


حَتى ازدراكُم بهذا كل مُحتَرِمٍ


لكم وَمجكُمُ الأَعلى مَعَ الأدنى


وَحَلَّ بعد الوِفاقِ الخُلفُ بينكم


وَالحِقدُ وَالبُغضُ صارا عِندَكم فنّا


وَالعَفوُ أَنكرتُموهُ وَهوَ شيمَتُكُم


وَالصَفحُ لَفظٌ لديكُم مُبهَمُ المَعنى


لذاكَ نال أَعادي الدين بغيتهم


فينا وَكان الَّذي مِن أَمره خِفنا


الحَقَّ قلتُ وَلا أَخشى ملامتكُم


فالحقُّ إن ضاع عمداً بيننا ضِعنا


فإن تَرَوا أن تُعيدوا مجدَ سالِفِكم


وَأن تصونوا به أعراضكُم صَونا


فلتَقطَعوا حبلَ مرذولِ التقاطُعِ وَل


يكُن شعارُكُم الإِخلاصَ لا الشَّحنا


وَلتقتدوا بهداةٍ منكمُ شهِدت


بفضلهم وتقاهم سيرةٌ حَسنا


عَفُّوا فخفّوا وصانوا ماء وجههمُ


فكان هذا لدين المصطفى حِصنا


كونوا يَداً مَع نَصير الحقّ شَيخِكُمُ


وإن ظَنَنتُم عُدولا حسِّنوا الظَنّا


وَاِستَغفِروا اللَهَ مِمّا كان وابتهلوا


إليهِ يَغفِر لنا فضلاً ويرحَمنا


عَلَيهِ صلِّ وَسَلِّم رَبَّنا أَبداً


وَالآلِ وَالصَحبِ جَمعاً ما الدُجا جَنّا
شارك المقالة:
178 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook