قطاع الإيواء السياحي في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
قطاع الإيواء السياحي في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

قطاع الإيواء السياحي في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
نما قطاع الإيواء السياحي في منطقة القصيم استجابة للتطور السريع الذي أوجد حركة تبادلية على مستوى المناطق. ويرتبط الإيواء في درجته ورُقِيِّه بمستويات الدخل للزوار، لذا يكون التوسع في بناء الفنادق والشقق بمواصفات تتناسب مع متوسطي الدخل بوصفهم أكبر شريحة مستفيدة منها، بحيث يتوافر لها عاملا الراحة والنظافة. ويوجد بالمنطقة فنادق من فئة أربع نجوم. أما الاستثمار في خدمات الإيواء فإنه مرتبط بالدخل العام بما فيه الدخل الموسمي الخاص بالصيف الذي يزيد فيه عدد الزوار، وعلى الرغم مما تعانيه دخول بعض المستثمرين في مجال السياحة إلا أن تعدد السياحات (الثقافية، والرياضية، والتجارية،...) أعطت نوعًا من الدخول الإضافية التي يمكن أن تغطي أجزاء من نفقات التشغيل في الموسم المعطل، وبخاصة للقطاع الفندقي الذي لا يمكن أن يعوض ذلك بالإيجار المستديم الذي ينتهجه مالكو الشقق المفروشة عند تدني الدخل.
 
ويتوقع لقطاع الإسكان السياحي في منطقة القصيم النمو؛ للتوسع الواضح في برامج التنشيط السياحي في أغلب مدن المنطقة بناءً على زيادة أيام البرامج السياحية وتباين مواعيدها. ويمكن أن يؤدي الحصر السياحي لأعداد السياح، والإنفاق السياحي، والليالي التي تقضى في ربوع الإسكان السياحي الذي بدأ تنفيذه بعد إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ إلى الدقة في اتخاذ القرارات الاستثمارية السياحية فيما يخص هذا القطاع الذي يحتاج إلى مزيد من دراسات الجدوى.
 

الإسكان الفندقي

 
استحدثت الفنادق في منطقة القصيم في فترة متأخرة - تسعينيات القرن الهجري / سبعينيات القرن الميلادي الماضيين - بعد نقل فكرتها من مناطق المملكة الأخرى، خصوصًا في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين يرتادهما المسلمون بغرض السياحة الدينية. وهناك معايير يمكن أن تؤدي إلى نجاح قطاع الفندقة، منها: الموقع المتميز، وآلية التمويل، وطرق الدعاية وتنشيط المبيعات وغيرها، وخصوصًا إذا كان الإنفاق على الإيواء يشكل أكثر من 50% من الإنفاق الذي يخصصه السائح في رحلته إلى المنطقة؛ لذا يرى منظمو الرحلات السياحية أن الإسكان بفئاته المختلفة (الفنادق، ومنازل الضيافة...) من أبرز المقومات المرتبطة بقطاع الرحلات والتجوال  
 
ويتركز توزيع الفنادق بمنطقة القصيم في مدينتي بريدة وعنيزة بواقع 40% و 20%؛ وهو توزيع ربما لا يخدم السياحة على مستوى المنطقة؛ بسبب رغبة السائح في أن تكون لديه خيارات في الإسكان المؤقت، وتقدم الفنادق في المنطقة خدمات جيدة ومغرية لحدة المنافسة، وبهدف إعطاء سمعة أفضل، وأقيم في مدينة بريدة فندق خمس نجوم على طريق خادم الحرمين الشريفين إلى جنوب مبنى الإمارة. ومن المتوقع إنشاء فنادق جديدة في المدن متوسطة الحجم، من شأنها دعم النشاط السياحي، لكن واقع الحال يقتضي أهمية الاستفادة من تجارب المدن الثلاث الرئيسة (بريدة، وعنيزة، والرس) في تشييد الفنادق وإدارتها، وآلية تشغيلها حتى تكون قادرة على الاستقطاب السياحي، ويفضل الرجوع إلى بيوت الخبرة العالمية المختصة بهذه الصناعة.
 
ويوضح ( الجدولان 6 و 7 )، الإسكان الفندقي وخصائصه العامة، في مدن ومحافظات منطقة القصيم، ومقارنة بين منطقة القصيم وسائر المناطق في هذا المجال.
 

 الإسكان غير الفندقي

 
تتعدد أشكال الإسكان غير الفندقي وتتمثل في: الشقق المفروشة، وبيوت الشباب، وبيت الطالب، والاستراحات. وربما نمت هذه الأشكال السكنية (الخاصة منها) في القصيم بفعل اتجاه مستثمر القطاع الخاص إلى التوسع فيها بسبب مرونة رخص البناء الناتجة من اتساع حيز الهامش الخاص بالضوابط المنظمة، مقارنة بتلك المعايير الدقيقة المختصة بإنشاء الفنادق؛ مما يساعد في انخفاض تكاليف التشييد، ولذا فقد شكّل هذا النوع من الإسكان منافسًا قويًا للفنادق بجميع أنواعها. ولعل التوسع فيه يتوافق أيضًا مع خصوصية الأسرة السعودية، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
 
1 - الشقق المفروشة:
 
نبعت فكرة الشقق المفروشة في مدينة بريدة من إنشاء أحد المستثمرين مجموعة استثمارية للشقق المفروشة على مستوى المدن الكبيرة في المملكة، وحقق نجاحًا ملحوظًا عندما نقل هذه التجربة الاستثمارية إلى بريدة؛ ما أسهم في انتشار هذا النوع من الإسكان الذي يتمتع بخصائص الحرية في التعامل مع مكوناته، بالإضافة إلى ذلك فإن نسبة كبيرة من الزوار يحبذون السكن في المجمعـات السكنية المعـدة للإيجار (الوحدات السكنية المفروشة)؛ لأنها أكثر خصوصية بالنسبة إلى المواطنين السعوديين، وتناسب الزيادة في عدد أفراد الأسرة.
 
وتنتشر الشقق المفروشة في قطاعات المدينة مع ميل نسبي في تركزها في النطاق الحديث من المدن. وقد أسهم التوسع في بنائها في إذكاء جذوة المنافسة وارتفاع كفاءة الخدمات فيها؛ ما جعل السياحة في المنطقة في تصاعد مستمر لأهمية المرافق السكنية للزوار والسياح الذين يحبذون في الغالب المكتمل والجديد من المساكن. وتصنف الشقق في درجات خدمية من قبل أفرع وزارة التجارة بوصفها صاحبة الصلاحية في إعطاء الفسوحات للمستثمرين، وقد نقلت هذه الصلاحية حاليًا إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، ويتم ذلك بعد المعاينة والمطابقة على المعايير المعمول بها. ويوضح (جدول 8) ملخصًا لأعداد الوحدات السكنية المفروشة المرخصة وتصنيفاتها عام 1424هـ / 2003م.
 
ويوجد في بريدة قرابة ثلثي إجمالي الوحدات السكنية المفروشة 65.6% في المنطقة؛ بسبب نشاط الاستثمار الاقتصادي العام في المدينة بما فيه قطاع الإسكان. وعلى الرغم من تقارب محافظات عنيزة والرس والبكيرية في عدد الشقق المفروشة إلا أن نسبة الوحدات تختلف، فهي ترتفع في عنيزة إلى 15.6% من إجمالي الوحدات السكنية في منطقة القصيم عنهما بنسبة كبيرة، حيث سجلتا 5.1% و 7.6% على التوالي، ويعود ذلك إلى أن عدد الوحدات السكنية في شقق عنيزة مرتفع، فمثلاً سجل مركز الهطلاني  52 وحدة سكنية بوصفه أكبر تجمع سكني في القصيم. وقد أثر وجود فندقين في عنيزة على حجم الاستثمار في الشقق المفروشة. وتتدرج أعداد الوحدات السكنية في المدن الأخرى لتصل إلى 3.2% و 1.2% و 1.7% في كل من المذنب والبدائع ورياض الخبراء، على التوالي. وهناك تدرج في أعداد الشقق وعدد وحداتها حسب درجة الضيافة على مستوى منطقة القصيم، ما يدل على تباين في الإنفاق السياحي من لدن الزوار إلى المنطقة المرتبط بدخولهم ومدة الرحلة السياحية.
 
2 - بيوت الشباب:
 
أُنشئ في منطقة القصيم بيتان للشباب من جملة 21 بيتًا في المملكة كلها، وذلك في مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بمدينة بريدة وفي محافظة الرس، ويهدف إنشاء تلك البيوت إلى تنمية المعارف لدى الشباب وتشجيعهم على الترحال والأسفار. ويتيح البيتان مبيتًا لفئة الشباب؛ حيث يعد هذا النوع من الإسكان السياحي متوافقًا في الإمكانات المادية وملبيًا أيضًا لشريحة كبيرة من المجتمع وهم الشباب؛ خصوصًا في الموسم السياحي الذي قد يصعب فيه توفير السكن للعزاب في الشقق المفروشة.
 
وحسب البيانات التي أعدتها الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب في الدليل السنوي لعام 1422 - 1423هـ / 2001 - 2002م فقد استطاع بيت الشباب بالرس تقديم خدماته لعدد من الزوار؛ فاستقطب 509 أفراد  ،  وربما يعود ذلك إلى موقع مدينة الرس على طريق المدينة المنورة مباشرة مما يجعل البيت مقصدًا للزوار والعابرين للمنطقة؛ كما هو واضح في (جدول 9) 
 
3 - بيوت الطلاب: 
 
أعدت وزارة التربية والتعليم مجموعة من بيوت الطلاب موزعة على أكثر إدارات التربية والتعليم بالمملكة، بهدف ممارسة الأنشطة المتنوعة، وإجراء اللقاءات والحلقات العلمية، والثقافية، والاجتماعية، وتنمية ثقافة الطلاب من خلال تيسير الترحال للتعرف على جغرافية المملكة، وزيارة الآثار التاريخية والسياحية. وكان نصيب القصيم بيت الطالب الذي أسس في مدينة عنيزة عام 1395هـ / 1975م، وأعد له مبنى بمساحة 3779م  في حي الفيحاء، ويتكون المبنى من ثلاثة أدوار، وهو مزود بصالة اجتماعات سعتها 107 كراسي، وصالة طعام، ومكتبة، وجلسة عربية. ويضم البيت 30 غرفة بسعة 228 سريرًا. وبلغت أعداد ليالي المبيت في بيت الطالب عام 1424هـ / 2003م 1031 ليلة، حيث زاره 396 فردًا، تختلف مدة إقامتهم بين ليلة واحدة وأكثر من عشر ليال. وتستفيد الأندية الرياضية من بيت الطالب، حيث زارت وفود 11 ناديًا البيت بنسبة 59% من إجمالي الوفود  
 
4 - الاستراحات:
 
أحدثت التغيرات الحضرية في طبيعة الحياة نمطًا جديدًا من استخدامات الأرض تمثل الاستراحات التي اتخذت مقار للترفيه، ونمت هذه المقار نموًا سريعًا على مستوى مدن القصيم، حتى إن مساحاتها طغت على معظم استخدامات الأرض لبعض الأحياء الحديثة، وخلّف هذا الاستخدام نشاطًا وظيفيًا تمثل في استثمار ترفيهي في شكل منتديات خاصة تقضي فيها الأسر أوقات فراغها. ويمكن تعريف الاستراحة من وجهة استثمارية بأنها منشأة عمرانية ترفيهية بمساحات متفاوتة الهدف من إنشائها توظيف رأس مال جامد في زيادة الدخل للملاك  .  واستفاد مجموعة من زوار المنطقة من الاستراحات عندما استقروا فيها أثناء بقائهم في المنطقة لتناسُب مواصفاتها مع السكن السياحي بما تمثله من السكن الواسع وما يلحق بها من مسطحات خضراء ومواقف، ومسابح، وملاعب، وقاعات جلوس تقليدية (بيوت شعر) وغيرها.
 
والاستراحات بما تتمتع به من مقومات ترفيهية، تعدُّ سياحة إضافية لدى أفراد الأسر الزائرة، بخاصة إذا كانت تعيش في مسكن محدود المساحة في مقر إقامتها الدائم. وهذه السياحة الإضافية جاءت بفعل ما تلقاه عملية تشييد الاستراحات من الاهتمام النوعي والشكلي في الأدوات الترفيهية.
 
ومما جعل الاستراحات مناسبة للإيواء السياحي تداخلها مكانيًا ضمن الكتلة العمرانية للمدن، فضلاً عن إمكانية توصيل الطلبات؛ لشهرة أكثر الاستراحات وسهولة تحديد مواقعها. ويبلغ عدد الاستراحات العامة التي شيدها القطاع الخاص في المدن الرئيسة عام 1422هـ / 2001م أكثر من 228 استراحة بواقع 191 و 96 و 41 استراحة في كل من مدينة بريدة ومحافظتي عنيزة والرس، على التوالي.
 
 
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook