قطاع الزراعة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
قطاع الزراعة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

قطاع الزراعة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
أ - لمحة تاريخية:
 
كان قطاع الزراعة قبل اكتشاف النفط هو المرتكز الأساسي لاقتصاد البلاد، ومنها منطقة نجران؛ فكانت غالبية السكان تعمل بالزراعة وتربية الماشية، إلا أن النشاط الزراعي كان بدائيًا وبسيطًا سواء من ناحية الوسائل أو من ناحية حجم الإنتاج، فقد كان المزارعون يعتمدون على الأسلوب البدائي (الخبرات المتوارثة) في العمليات الزراعية معتمدين في الجزء الأكبر من زراعتهم على مياه الأمطار أو استخدام السقيا بوسائل بدائية، مع الاعتماد بشكل كبير على الأيدي العاملة والحيوانات بدلاً من الآليات والمعدات الزراعية، كما اتسم قطاع الزراعة في تلك الفترة بعدم توافر البنية التحتية والخدمات المساندة وصغر حجم الحيازة واستخدام أساليب ومستلزمات إنتاج تقليدية، مع عدم توافر التقاوي والأسمدة المطورة والمبيدات لمكافحة الآفات الزراعية ما أدى إلى تدني الإنتاجية  
 
ووادي نجران  وادٍ مستطيل يبلغ طوله من الشرق إلى الغرب 25كم وعرضه من الشمال إلى الجنوب بين 2 و 5كم وهو خصب جدًا ويمتاز بكثرة مزارع النخيل على ضفتيه من الناحية الجنوبية والشمالية حيث تزيده جمالاً، إذ تبلغ أشجار النخيل نحو 70 ألف نخلة تقريبًا يكاد يكون نماؤها طبيعيًا. والنخيل في نجران قديم وله ميزات عن غيره في المناطق الأخرى، حيث إن نجران هي المنطقة الوحيدة في المملكة التي لا تسقي النخل ويعزى ذلك إلى قربه من الوادي وقرب المياه الجوفية منه  
 
وأهالي نجران يمارسون الزراعة بشكل واسع منذ القدم، ساعدهم في ذلك خصوبة الأرض ووفرة المياه، فنجد واحات النخيل المتناثرة على ضفاف الأودية التي كان لها دور كبير في توفير الغذاء اللازم للسكان، كما كان أهالي نجران يزرعون القمح والشعير والذرة معتمدين في الزراعة على مياه السيول والأمطار ومياه الآبار، وكان ذلك بطرق بدائية استطاع المزارع أن يتقنها ويوفر لها كل طاقاته البشرية، فعند نـزول الأمطار يبذر المزارع الحبوب في الأرض ثم يقلب التربة بوساطة المعاول ويتركها حتى تنمو. أما السيول فإن المزارعين في كل قرية يتعاونون على إقامة ما يسمى "المنشى" على ضفاف الوادي حتى يسهل دخول السيل إلى القرية بطريقة تروي أرضهم ولا تضرهم. وأما مياه الآبار فتستخرج بوساطة الإبل أو البقر على السواني، ويستمر ذلك من الصباح الباكر إلى منتصف الليل، وإذا كان هناك عدد من الأسر المشتركة في بئر واحدة فعندئذٍ يكون لكل منها يوم معروف لا تتعداه. وأكثر الآبار القديمة في نجران بُنيت من الحجارة التي تجلب من الجبال وتعمل بطريقة هندسية بديعة، ولا تخلو قرية من قرى نجران من الآبار المطوية التي يعود تاريخ بعضها إلى عصور تاريخية متقدمة، وما زال كثير منها موجودًا حتى الآن وإن كانت مياهها قليلة؛ لانخفاض منسوب المياه الجوفية، ولكثرة الآبار الارتوازية الحديثة التي حفرت في أعماق الأرض بعد التطور الهائل في المجال الزراعي في المملكة  
 
ولأهمية الحجر الحيواني والنباتي، فإنه يوجد في المنطقة محجران حيوانيان ونباتيان في كل من الخضراء ونهوقة تم تجهيزهما بالفنيين والمختبرات والأجهزة اللازمة لفحص الإرساليات الحيوانية والنباتية الواردة إلى المملكة للتأكد من خلوها من الأمراض والآفات وفسحها وإعطاء شهادات الإيراد والتصدير.
 
ب - أبرز التطورات: 
 
تعد منطقة نجران من أقدم المناطق الزراعية في المملكة، وتشتهر بزراعة الحبوب والفواكه والنخيل والخضراوات والحمضيات  . وتنفرد المنطقة بزراعة بعض أنواع النخيل، مثل: البياض، والرطب، والمواكل التي تمتاز بجودتها وقابليتها للتخزين لفترات طويلة ومقاومتها للتسوّس، كما يزرع في المنطقة محصول قمح "السمراء" الذي يمتاز بوفرة إنتاجه وطول حبوبه.
 
وقد ساعد المناخ المعتدل طوال العام ووفرة المياه والأراضي الصالحة للزراعة، على التوسع في زراعة الفواكه والحبوب والخضراوات، ومعظم الإنتاج يتم عرضه في الأسواق الرئيسة في المملكة. كما أنشئ مشتل زراعي حديث لإنتاج شتلات الفواكه المناسبة لمناخ المنطقة وتوزيعها على المزارعين، وكذلك إنتاج شتلات الأشجار الحراجية لتجميل منطقة نجران  
 
ج - الوضع الحالي للزراعة:
 
يعد القطاع الزراعي في المملكة - وبخاصة في منطقة نجران - من أهم الأنشطة التي يعتمد عليها كثير من السكان، حيث ينعكس نمو القطاع الزراعي إيجابيًا على نمو كل من القطاع الصناعي والقطاع التجاري، ويتمثل ذلك في قيام الصناعات الغذائية وصناعات التعبئة والتغليف، ومشروعات الإنتاج الحيواني وملحقاتها من صناعة المنتجات الجلدية والألبان ومشتقاتها، وكذلك قيام صناعة مستلزمات الإنتاج الزراعي بأنواعها، مثل: الأسمدة، والمبيدات، والآلات الزراعية تبعًا لنمو القطاع الزراعي. حيث يوجد في منطقة نجران أكثر من 72 مؤسسة تعمل في أنشطة مستلزمات الإنتاج الزراعي بأنواعها. وتمتاز المنطقة بعدد من المقومات والخصائص التي أسهمت في تطور القطاع الزراعي بها؛ ومنها خصوبة الأراضي الزراعية، ووفرة المياه، حيث يوجد في المنطقة عدد من الأودية والشعاب التي تروي كثيرًا من المزارع في القرى والهجر المنتشرة في المنطقة ومن أهمها: وادي نجران، وادي حبونا، وادي ثار، وادي بدر الجنوب، وغيرها.
 
وتعد نجران من المناطق الأولى من حيث إنتاج الموالح في المملكة. إذ تتمتع بمساحات صالحة للزراعة تمتد من سد وادي نجران غربًا حتى شرورة شرقًا ووادي الدواسر شمالاً، وقد أدى اعتدال المناخ ووفرة الأراضي الزراعية إلى اتجاه المواطنين إلى استصلاح الأراضي الزراعية والاستقرار في منطقة نجران، وقد تم حصر وتصنيف 230000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة يدمة، وتقع على حوض مياه الوجيد الجوفي المعروف 210كم شمال نجران  .  ويتركز الإنتاج الزراعي للمنطقة في بعض المحصولات، مثل: الحبوب (القمح والذرة الرفيعة والذرة الشامية والشعير)، والخضراوات (الطماطم والبطاطس والكوسا والباذنجان والبامياء والجزر والبصل الجاف والشمام والبطيخ والخيار وخضراوات أخرى)، والأعلاف (البرسيم وأعلاف أخرى)، والفاكهة (التمور والموالح والعنب وفواكه أخرى) 
شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook