قطرات من بحر الخاطر

الكاتب: المدير -
قطرات من بحر الخاطر
"قطرات
(من بحر الخاطر)




1- إذا رُمْتَ أن تكون عملةً نادرة في ناسِ زمانك، فصاحِبْ مَن هم أصغر منك سنًّا كي تحافظ على حيويتك، والأطفالَ كي تحافظ على براءتك، ولا تنسَ مصاحبة مَن هم أكبر منك كي تأخذ منهم زُبْدة الحكمة وعصير الأيام!

 

2- عندما تجد كاتبًا ما فتِئ يبالغ في إعطاء القيمة لمكتوباته، مضخمًا شأنها، ومدَّعيًا بأن روحه تخرج مع كل زخَّة ينثرها من زخات حبره، و...، و... إلخ، فاعلَمْ بأنه كاتبٌ متكلِّف، يفتقر للعفوية والسلاسة التي هي من سمات الأدب المليح المؤثر!

 

3- لقد شُنق الإخلاص ورمس - يا قوم - في أيامنا هذه، والدليل ما ننقشُه على تلك الجدران البِيض التي سوَّدناها بالرياء والتسميع وحب الظهور: فمِن مُظهرٍ تبتُّلَه أمام الملأِ، ومِن مُصوِّرة لنا نفسها بنقابِها الساتر أو حجابها الضافي دون ضرورةٍ، ولغيرِ ما سبب وجيهٍ، ومِن محدِّثة عن حسن تبعُّلها لزوجها وقد سَمَّت للعالَمين نفسها أميرة زوجي، ومِن مظهرٍ لطفَه مع زوجه، وبرَّه بأمه، ونبله مع أخته... إلخ من الطوامِّ المنشورة هنا وهناك في ربوع ذلك الأزرق، فاللهم ألهِمنا رشدَنا وأعِدْ إلينا الإخلاص وأعدنا إليه.

 

4- قد يغطُّ الرجل في صمتٍ عميق، ولا يدري أن فؤادًا أُنثويًّا يكاد يتفتَّت حيال صمته ذاك، وصومه عن الكلام ولطفه المعهود!

 

5- كونوا - معشرَ الكتَّاب - على وصالٍ دائم مع الإعراب؛ وذلك بالحرص على ضبط نصوصِكم ما استطعتم إلى ذلك سبيلًا، ولا تسألوا بعد ذلك عن ثمراتِ ذلك الوصال على أنفسكم وعلى غيركم من القرَّاء!

 

6- لا أدري ما السرُّ وراء كون الإلهام والخواطر اللامعة لا تهبُّ عليَّ بكثرة إلا وأنا أمام (الحاسوب)، بينما تهجرني هجرًا غيرَ جميلٍ و(الجوَّال) في يدي، رغم أن هذا الأخير أدنى من الأول وأكثر منه خصوصيةً، حقًّا لله سبحانه في خلقه شؤون!

 

7- سَعَة حِلم الله قد تدفعُ العبد (إن لم تتدارَكْه رحمات ربه وألطافُه) إلى الجرأة على رب العالمين سبحانه وتعالى، والدلال المذموم (إن صح التعبير)؛ أَلَم ترَوا إلى إبليس اللعين الذي خاطب ربَّ العالمين قائلًا: ? قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ? [الإسراء: 62]؛ وذلك لعلمِه بسَعَة حلمِه، ولولا ذاك لَما استطاع أن يتفوَّه بما به تفوَّه خوفًا مِن أن ينسفه نسفًا!

 

8- خِصال الفطرة علاوة على أنها من السنن النبوية التي يؤجر عليها العبد إذا أتى بها، وكذا آية شاهدة على أن الإسلام دين النظافة بامتياز - ففيها تذكيرٌ للعبد بأنه عبدٌ لله، مملوك، مطالب باتباع أوامر سيده العظيم، حتى في أموره الشخصية الخاصة!

 

9- لعله مِن حسن صنيع الكاتب أن يتعمَّد انتقاء كلمةٍ فصحى (أو كلمتين أو حتى ثلاث)، ويُرصِّع بها نصه؛ وذلك حتى يشغل القارئ الكريم قليلًا فيُهرَع إلى المعاجم العربية لينفضَ عنها غُبار الإهمال، باحثًا عن المعاني المرادة، فيكون الكاتب حينئذٍ قد ساهم نوعًا ما في تصالح ذلك القارئ مع لغته العربية التي تشكو الهجران!

 

10- أيها الرجل!

تأكَّد أنه عندما تركَنُ إلى الصمت (وأنت القادر على البطش) في لحظة الغضب - التي ترعد فيها المرأة في وجهك وتزبد - تأكد أنها ستؤوب إليك نادمةً وخَجْلَى ولو بعد حين، مُقدِّرة جدًّا جدًّا لطفَك لحظتها، ورافعة لشخصك قبعةَ الاحترام وباقات الإعجاب!

وتأكَّد أيضًا أن فؤادها في تلك اللحظة لم يفتُرْ عن تأنيبِها بشدة وإن أبدَتْ خلاف ذلك.

 

11- لطالَما تعجَّبتُ مِن رجل يتَّقي ذكر اسم زوجته أمام الآخرين ولا يُسمِّيها حتى في جواله الخاص، واعتبرت ذلك انتقاصًا من قدرِنا - نحن النساء - إلى أن طرَقَ سمعي فجأةً بيتٌ شعري رقيق رائق للشاعر الأندلسي ابن زيدون، أثناء استماعي واستمتاعي بنونيَّتِه الشهيرة أضحى التنائي بديلًا من تدانينا، سلَّاني كثيرًا، وجعلني أبتسم وأُحسِن الظن بمن يفعَلُ ذلك، يقول فيه:

لسنا نُسمِّيك إجلالًا وتكرمةً ??? وقدرُك المعتلي عن ذاك يُغنِينا!




12- يقول عز وجل في سورة البقرة، مخاطبًا الأزواج: ? وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ? [البقرة: 237]، مِن تباشير ذلك الفضل الذي لا ينبغي أن يُنسَى - رغم أنه ينسى غالبًا - أن الرجل اصطفاها دونَ غيرِها مِن نساء عصرهما، وطرق باب بيتها هي بكل نبل وشهامة؛ لتكون سكنه وأُنْسَه وأمًّا لأبنائه!

وأما هي، فقد وافقت عليه هو دون غيره من الشباب؛ لتكون تحت لوائه، وعانيةً عنده، وساهرة على راحته، في حين ردَّت غيره الكثير، ربما!


"
شارك المقالة:
23 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook