حذّر النبي عليه الصلاة والسلام من قطيعة الرحم، باعتبارها كبيرةً من الكبائر، وسبباً من أسباب عدم دخول الجنة، وفي المقابل فقد حثّ النبي الكريم على صلة الأرحام، وأنّها تكون بالإحسان إليهم، والسّعي في إزالة أسباب الشحناء، والقطيعة معهم، كما تكون صلة الرحم بوصل الأرحام المقطوعة، ذلك أنّ الواصل ليس من يقابل الوصل بالوصل، بل من يقابلُ القطعَ بالوصل والإحسان، وأمّا إذا أصرّ الأرحام على قطع رحمهم، ورفضوا استقبال من يأتي إليهم، أو ظهرت منهم مُنكرات، ومعاصٍ تستوجب مقاطعتهم فلا إثمَ على المسلم في تلك الحالة في ترك صلتهم، ومن الأحاديث التي جاءت في قطيعة الرّحم وجرمها قولُه عليه الصلاة والسلام: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)وفي الحديث الآخر أنّه جاء رجل إلى رسول الله فقال له: (أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويقطَعوني. وأُحسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ. وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ. فقال: لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفُّهمُ المَلَّ. ولا يزال معك من اللهِ ظهيرٌ عليهم، ما دمتَ على ذلك).
أمّا تعريف صلة الرحم فهي من الوصل الذي يأتي ضدَّ القطع، ويشتمل على أمور منها زيارةُ الأرحام، والإحسانُ إليهم بالمال، وإظهارُ طلاقة الوجه، والبشاشة معهم، وإرسالُ الهدايا لهم، ومعاونتُهم، وأمّا تعريف الأرحام فهم الأقارب، سواءً كانوا من المحارم، أو غير المحارم، ومن العلماء من قصر الأرحام على المحارم، ومنهم من ذهب إلى أنّهم الوارثون، وأمّا حكم صلة الأرحام فقد ذهب العلماء إلى القول بوجوبها، وتحريم قطعها.
من فضائل صلة الأرحام نذكر:
موسوعة موضوع