إنَّ المعنى الإجمالي لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ}، أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يأمرُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يخبر المشركين أنَّ جميع ما يخوِّفهم به من العذاب لا يأتي به من عنده إنَّما يأتي به من عند الله -عزَّ وجلَّ- عن طريق الوحي، فإن استجبتم فقد استجبتم لله وسيثيبكم على ذلك وإن أعرضتم فإنَّ الأمر كلَّه بيد الله لا يملك لهم منه شيئًا، وقد شبه الله -عزَّ وجلَّ- المشركين الذين يُعرضون عن سماع الهدى وقبول الإهتداء بالأصمِّ الذي لا يسمع، ووجه الشبه بينهما أنَّ كلاهما تعطِّل محلَّ السماع عنده وفسد، فالأصم تعطلت آله سمعه فلا قدرة له على سماع الأصوات والمشرك كذلك تعطِّل قلبه عن سماع الهدى والوحي،