قل صدق الله مهما أرجف المرجفون

الكاتب: المدير -
قل صدق الله مهما أرجف المرجفون
"قُلْ صَدَقَ اللَّهُ مَهْمَا أَرْجَفَ الْمُرْجِفُونَ

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ?[1].

قُلْ صَدَقَ اللَّهُ مَهْمَا رَأيتَ مِنِ افترَاءٍ عَلَى دِينِ اللهِ.

قُلْ صَدَقَ اللَّهُ مَهْمَا تشككَ الْمُتَشَكِّكُونَ.

قُلْ صَدَقَ اللَّهُ مَهْمَا أَرْجَفَ الْمُرْجِفُونَ.

 

قَالَ الْمُشْرِكُونَ حينَ بزغَ فجرُ الدعوةِ الإسلاميةِ: سيموت محمدٌ وتموت معه دعوته. فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ?[2].

 

وتحقق موعودُ اللهِ، فَصَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وأَعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ.

 

? وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ?[3].

 

فملأ الْقُرْآنُ أسماعَ الخلقِ، وغَشِي أبصَارَهم نُورُه، وتَرَدَّدَ فِي ارجَاءِ الكونِ صَدَاهُ.

 

وحَاولَ أعداءُ الإِسْلَامِ مرارًا طَمْسِ مَعَالِمِهِ، وَإِطْفَاءَ نُورِ اللَّهِ، فكانوا كمن يؤججُ في شعاعِ الشَّمْسِ نارًا، ويقدح في تلهبها زنادًا، أو كالذي ينبح على السحاب ليتوقف عن سيره.

 

فسَطَعَ نُورُ الإِسْلَامِ أَضْوَءَ مِنْ نُورِ الشَّمْسِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ?[4].

 

? وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ?[5].

 

فَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فمهما وَطِئتَ أرضًا، فنزلتَ سهلًا أو عَلَوتَ شرفًا وجدتَ مَنْ يدين بهذا الدينِ، ويبذلُ في سبيلِ نُصرَته مَالَهُ ومُهْجَتَه، ويستعذب العذاب في إعلاء كلمته، ورفع رايته.

 

وكم من أموال بذلها الَّذِينَ كَفَرُوا لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، ويحولوا بين المسلمين ودينهم، فكانت عَلَيْهِمْ حَسْرَةً، وغلبوا في كل موطنٍ وانقلبوا صاغرين، وبقي الدين عزيزًا، وبقي أهله به معتصمين.

 

وَصَدَقَ اللَّهُ تَعَالَى: ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ?[6].

 

إنه وعد الله الذي لا يتخلف، وقول الله ومن أصدق من الله قيلًا؟




[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 93.

[2] سُورَةُ التَّوْبَةِ: الْآيَة/ 33.

[3] سُورَةُ فُصِّلَتْ: الْآيَة/ 26.

[4] سُورَةُ التَّوْبَةِ: الْآيَة/ 32.

[5] سُورَةُ سَبَأ: الْآيَة/ 31.

[6] سُورَةُ الْأَنْفَالِ: الآية/ 36.


"
شارك المقالة:
29 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook