{قل لا يستوي الخبيث والطيب} نداء من الله لكل مسلم

الكاتب: المدير -
{قل لا يستوي الخبيث والطيب} نداء من الله لكل مسلم
"? قُلْ لا يَستوي الخبيثُ والطَّيِّبُ ?
نداءٌ من اللهِ لكلِّ مسلمٍ




لا شك أن كل إنسان اليوم مقتنع تمتام الاقتناع بشيوع الخبائث بكل أنواعها، فمع تقدم التقنيات الحديثة، وسهولة الاتصال بين الناس زاد حجم الفساد وتنوعت أساليبه، وتنافس أهل الرذيلة والشهوات في إفساد الناس، وتم عرض الفواحش بأجمل صورة وأبهى حلَّة لمرتكبيها، مع تسهيل الوصول إليها!.

 

ففي الإنترنت وما يحويه من مواقع إباحية ومنتديات آثمة حدث ولا حرج، وهذا جزء من مشروع ضخم يراد منه تحطيم الأمة من خلال حمأة الشهوات الرخيصة والمتع المحرمة، فصار الأمر كما قال الله تعالى: ? ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ? [الروم: 41].

 

وفي المقابل تساهل المسلمون في هذا الأمر، وضعفت همتهم في إنكار ذلك وهناك من يرون حدود الله تنتهك فلا يغارون، ويرون المعاصي تفعل فلا يغيرون، وأصبح هناك المداهن، والمقر بذلك، والراضي، والمعاون، ومن يعمل في ذلك.

 

أيها المسلم الغيور على دينك: تدبر معي هذه الآية العظيمة: ? قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? [المائدة: 100].

 

بدأت الآية بـ « قُلْ »؛ أليس هذا الأمر لك أن تقول؟ إنه موجه لك.

إن ربك - أكرر: ربك - يخاطبك ويقول لك: « قل »، فلا تتهاون أو تضعف همتك في تنفيذ أمر ربك!

إن ربك يحدثك أنت.

فأي تبجيل لك أن يخاطبك ربُّ العزة والجبروت ربُّ كلِّ شيء.

يقول لك: ? قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ?.

أعلنها مدوية بكل الوسائل وفي كل مكان وفي كل زمان.. ألا تستطيع ذلك؟

أصبحت وسائل النشر متاحة لكل فرد.

لا تنساق في تيار الفساد أو تجبن عن تنفيذ أمر ربك.

 

لقد حذر الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) من الإمعة بقوله: « لا تكونوا إمعة » تقولوا: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم؛ إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا؛ رواه الترمذي.

 

ألا تستطيع أن تتكلم بلسانك، ألا تستطيع أن تكتب.

 

فقد قال (عليه الصلاة والسلام): « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»؛ رواه مسلم.

 

إن ربك يحثك على ذلك ويصفك بالخيرية، ألم تقرأ: ? كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِ?لْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ ? [آل عمران: 110].

 

? قُلْ ? للناس محذرًا عن الشر ومرغبًا في الخير.

كن من أولي الألباب كما يصفك ربك، من أهل العقول الوافية، والآراء الكاملة.

فإن الله تعالى يوجه إليك الخطاب: ? فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ?

إن ربَّك يدفعك إلى الفلاح، في الدنيا والآخرة.

 

أيها المسلم لقد اختارك ربك وجعلك من خير أمة، تتحمل الأمانة، وتتعهد بتفيذ منهج الله في الأرض.

ألا تؤتمن على دين الله.

أيها المسلم لا تخشى إلا الله.

 

? الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ? [المائدة: 3].

 

نعم قد تجد من يتهكم عليك أو يسخر منك من أقرب الناس إليك أو من الزملاء في العمل أو غيرهم، ليثبطوك.

 

فقد يقول قائل بسخرية لك: يا سيدنا الشيخ كفانا مواعظ ويقول آخر يا سيدنا ابقى خدنا على جناحك للجنة ويقول ثالث ابقى اشفع لي عند ربك

 

فلا تيأس أو تضعف أمام هؤلاء.

 

? وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? [آل عمران: 139].




? إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ? [فصلت: 30].

 

إن كل مسلم غيور على دينه يستطيع أن يقوم بدوره بإنكار هذا الفساد بالكلمة الحسنة المرغبة وليست المنفرة.

 

? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? [يوسف: 108].

 

ولا نكون كبني إسرائيل ? كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ? [المائدة: 79]، فيكون عقاب الله لنا ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? [المائدة: 54].


"
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook