هو قضاء الليل أو قسم منه بالطاعة وعبادة الله، من صلاة وذكر ودعاء وتلاوة للقرآن، ويعتبر قيام الليل من أعظم العبادات عند الله تعالى، ويبدأ وقته من بعد صلاة العشاء، إلى ما قبل صلاة الفجر، وأفضل أوقاته الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله في هذا الوقت إلى السماء الدنيا، ويغفر الذنوب للمستغفرين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: "من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) [صحيح البخاري].
كان الصحابة يعظّمون قيام الليل، فمنهم من كان يقيم الليل كلّه، ومنهم من كان يصلّي الصبح بوضوء العشاء، ومنهم من كان يقيم نصف الليل أو ثلثه، فكان الفاروق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، يحيي الليل، ويوقظ أهله ويقول قوله تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) [سورة طه، 132]، حتّى أنّه سقط مغشيّاً عليه في ليلة من الليالي التي أقامها؛ بسبب قراءته هذه الآية: (إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع) [سورة الطور، 7-8]، كما كان تحت عينيه خطّان أسودان من الدموع لبكائه من خشية لله.
إنّ لقيام الليل العديد من الفضائل، ومنها ما يأتي: