تحدث كثرة التبول (frequent urination) عندما تشعر بحاجة لطرح البول أكثر من المعتاد. لا يقف هذا الاضطراب عند حد التسبب بالانزعاج والاستيقاظ من النوم، بل إنه يمكن أن يشكل عرضاً لمشكلة صحية أو مرض.
كثرة التبول هي أن تحتاج للتبول أكثر من المعتاد بالنسبة لك. تستطيع المثانة عند معظم الناس تخزين البول لوقت مناسب حتى الذهاب إلى المرحاض – أربع إلى ثمان مرات في اليوم عادةً. فأن تتبول لأكثر من ثمان مرات في اليوم أو أن تستيقظ من النوم لدخول الحمام قد يعني أنك أفرطت في شرب السوائل ليلاً، أو أنك شربت قبيل أن تنام، أو قد يشير لوجود مشكلة صحية.
يتقبل كثير من الناس لسوء الحظ إصابتهم بكثرة التبول، لأنهم إما يشعرون أنها حالة طبيعية يمكنهم التعامل معها، أو يترددون في زيارة الطبيب خوفاً من أن تكشف الحالة عن إصابتهم بمرض خطير.
كثرة التبول هي الحاجة للتبول لأكثر من المعتاد (أكثر من ثمان مرات في اليوم)، والاستيقاظ من النوم من أجل دخول المرحاض. يترافق هذا أحياناً مع إلحاحية التبول Urgent Urination وهي حاجة قسرية مفاجئة للتبول، مترافقة مع انزعاج في المثانة.
يستطيع معظم الناس أن يناموا من 6 إلى 8 ساعات في اليوم دون أن يضطروا للاستيقاظ من أجل التبول، لكنهم يحتاجون أحياناً للاستيقاظ من أجل إراحة مثانتهم. نطلق على الحاجة المتكررة للتبول في الليل اسم البُوال الليلي Nocturia. إذا كان البوال الليلي متكرراً فسوف يؤثر على جودة حياتك.
تقييم السبب المؤدي إلى كثرة التبول أمر مهم لأنه قد يكشف مرضاً مزمناً أدى إلى الحالة مثل مرض السكر.
كثرة التبول ليست نفس سَلس البول Urinary Incontinence. في سلس البول لا يكون هناك تحكماً إرادياً في وظيفة التبول. بيد أن سلس البول يمكن أن يتسبب بكثرة التبول، ما يؤدي لحصولهماً معاً.
قد تحدث كثرة التبول بسبب مرض يؤثر على المجاري البولية. يتألف جهاز المسالك البولية من الكليتين والحالبين (وهما أنبوبان يصلان الكليتين بالمثانة) والمثانة، والإحليل، وهو الأنبوب الذي يطرح البول إلى خارج الجسم.
هناك العديد من العوامل التي ترتبط بالإصابة بكثرة التبول (عوامل خطورة الاصابة بكثرة التبول) وهي:
يمكن أن يعاني المريض بحسب سبب كثرة التبول من مشاكل بولية أخرى، مثل:
تشمل الأمراض أو الاضطرابات أو العوامل التي تسبب كثرة التبول ما يلي:
تلاحظ الحامل أنها تحتاج للتبول كثيراً حتى قبل أن تعرف أنها حامل. تشكل كثرة التبول فعلياً واحدة من علامات الحمل المبكرة الشائعة، حيث تبدأ في الأسبوع السادس بعد الحمل تقريباً.
تسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث بعد الحمل بفترة قصيرة جريان الدم بسرعة أكبر عبر الكليتين، الأمر الذي يتسبب بامتلاء المثانة بالبول بسرعة أكبر.
علاوة على ذلك، تزداد كمية الدم في جسم الحامل مع تقدم الحمل حتى يصل إلى 50% أكثر مما كان قبل الحمل. وهذا يعني أن الكليتين سوف تستخلصان كمية بول أكبر من المعتاد.
كما أن كبر حجم الرحم سوف يضغط على المثانة، وهذا سوف يجعل المشكلة أكبر.
تلاحظ الحامل أن كثرة التبول تزداد عندها في الليل، ويعود هذا إلى أنها عندما تستلقي يعود الدم المتراكم في الساقين إلى مجرى الدم، فتستخلص الكليتان بولاً أكثر.
كثرة التبول كما ذكرنا آنفاً جزء من أعراض الحمل الباكرة ابتداءً من الأسبوع السادس من الحمل، بل إن بعض الحوامل يلاحظن كثرة التبول قبل ملاحظتهن غياب الدورة الشهرية. كثرة التبول من الأعراض الكلاسيكية للحمل تحس بها جميع الحوامل بدرجات مختلفة.
تحتاج الحامل للإكثار من شرب السوائل من أجل المحافظة على حالة الإماهة عندها. لا تعتقدي لوهلة أن تقليل شرب السوائل هو حل كثرة التبول عندك. أفضل حل يمكنك اللجوء له هو تقليل السوائل التي تسبب إدرار البول، سوائل مثل تلك التي تحتوي على الكافئين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية. وحاولي أن تشربي معظم احتياجاتك من السوائل في النهار، لتقليل احتمال استيقاظك ليلاً من أجل الذهاب إلى المرحاض.
من المفيد أن تطيلي الجلوس في المرحاض عند دخولك كي تحرصي على إفراغ المثانة تماماً.
كثرة التبول عند الأطفال مشكلة مربكة للأهل. صحيح أن كثرة التبول لا تشير غالباً لوجود مشكلة خطيرة، لكنها ليست حالة طبيعية دائماً كذلك، لذلك ننصح بزيارة الطبيب عند إصابة الطفل بكثرة التبول، حتى ولو لم يكن عنده أي عرض آخر.
يجري الطبيب عند مراجعته فحصاً جسدياً وتحليلاً للبول لمساعدته على كشف معظم الأسباب الشائعة لكثرة التبول.
مرض السكري عند الأطفال (او السكري من النوع 1) من الحالات الطبية التي يقلق الأهل من إصابة طفلهم الذي يعاني من كثرة التبول بها. يتبول الطفل المصاب بمرض السكر على عكس الاضطرابات الأخرى كميات كبيرة من البول في كل مرة يطرح فيها البول، ويشرب كثيراً ويعاني من فقد الوزن.
يتبول الأطفال المصابون بالتهاب المسالك البولية كثيراً في غالب الأحيان، لكنهم يشكون من أعراض أخرى أيضاً مثل الألم والحرقان أثناء التبول (عُسر التبول Dysuria) والبول العكر أو الدموي والحمى.
نطلق على هذه الحالة أيضاً اسم متلازمة التبول النهاري المتكرر، وهي حالة شائعة عند الأطفال، لكنها لا تتسبب بكثرة التبول عند الأطفال الصغار إلا نادراً.
مرض السكر الكاذب سبب نادر لكثرة التبول عند الأطفال، وهو يحدث إما بسبب نقص الهرمون المضاد لإدرار البول Antidiuretic Hormone، أو بسبب وجود مرض كلوي.
لأن كثرة التبول اضطراب مركب يمكن أن يرجع لأسباب جسدية أو عصبية أو حتى نفسية، سوف يحتاج الطبيب لإجراء فحوص شاملة. وللقيام بهذا سوف يبدأ بأخذ التاريخ المرضي وإجراء فحص جسدي. ومن الأسئلة التي قد يطرحها عليك:
تتراوح الفحوص الديناميكية البولية من المراقبة البسيطة إلى قياسات دقيقة باستخدام أدوات معقدة.
تتوجه معالجة كثرة التبول صوب التعامل مع المشكلة الكامنة التي تسببها. فمثلاً إذا كان السبب هو مرض السكر، سوف تستهدف المعالجة إبقاء سكر الدم تحت السيطرة.
يتعين أن تبدأ معالجة المثانة مفرطة النشاط بمعالجات سلوكية، من مثل:
كما يمكن أن تتضمن المعالجة أدوية مثل التولتيرودين Tolterodine مديد التحرر(الذي يباع تجارياً تحت اسم Detrol LA) والأوكسيبوتينين Oxybutynin (تجارياً معروف بـ Ditropan) وداريفيناتسين Darifenacin (اسمه التجاري Enablex) ولصاقة جلد الأوكسيبوتينين Oxybutynin ايضاً (المعروفة بـ Oxytrol) ووميرابغرون Mirabegron (وتدعى Myrbetriq).
يوجد خيارات أخرى للمرضى الذين لا يستجيبون على تغييرات نمط الحياة والأدوية. فيمكن استخدام حقن البوتوكس Botox (المعروف علمياً بأسم ذيفان الوشيقية Botulinum Toxin) في عضلات المثانة من أجل إرخائها، ما يزيد من سعة تخزينها للبول.
هناك أدوية لعلاج كثرة التبول، إلا أن بعض الأشخاص يرضون بفعالية الأعشاب الطبيعية في تسكين أعراضهم. استشر الطبيب قبل استخدام الأعشاب لعلاج كثرة التبول لتتأكد أنها أمنة لك.
يمكنك تناول 160 ميليغرام من البلميط المنشاري مرتين يومياً لو كنت رجلاً وتعاني من تضخم غدة البروستاتا. أفاد بحث من جامعة ميريلاند أن عشبة البلميط المنشاري تخفف أعراض تضخم البروستاتا الحميد، بما في ذلك كثرة التبول.
يمكنك شراء عشبة عنب الدب على شكل كبسولات، أو على شكل أوراق مجففة. يمكنك استخدام الأوراق على شكل شاي. توصي جامعة ميريلاند بأخذ 2-4 غرامات منه يومياً. هذه العشبة فعالة في علاج كثرة التبول المرافقة لالتهابات المسالك البولية.
يمكنك تناول كبسولات التوت البري أو شرب عصيره. يقول المركز القومي الأمريكي للطب التكميلي والبديل أنه ورغم أن التوت البري لم يُستخدم قديماً إلا لعلاج الاضطرابات البولية، غير أنه يساعد كذلك على الوقاية من التهابات المسالك البولية وعلاجها.
خيوط الذرة هي الأوبار البراقة الخيطية التي تنمو حول الثمرة. يمكن تناول ألياف الذرة على شكل كبسولات أو خلاصة. تُستخدم خيوط الذرة لعلاج الالتهابات البولية وكثرة التبول الناجمة عن تهيج المثانة، كما يمكن استخدامها لعلاج التهاب المثانة الحاد أو المزمن اللذان قد يؤديان إلى كثرة التبول.
توجد عدة طرق فعالة تساعدك على الوقاية من هذه المشكلة أو السيطرة عليها، فلا تتردد في اللجوء لهذه النصائح:
ابدأ بفحص البول وفحص تراكم السكر (ويدعى أيضاً الخضاب الغلوكوزي) Hemoglobin A1C او الهينوغلوبين السكري لتعرف إذا كنت مريض سكر. إذا كنت رجلاً افحص البروستاتا عندك، وإن كنت امرأة قومي بفحص الحوض عند الطبيب لاستبعاد إصابتك بتدلي المثانة أو تضخم الرحم.
سوف تحتاج عند إصابتك بالمثانة مفرطة النشاط أن تتناول نظام غذائي لا يخرش (الشعور بالتهيج) مثانتك. امتنع عن شرب الكحول وتجنب الكافئين والمأكولات الحاوية على الطماطم والمأكولات المتبلة والمأكولات والعصائر الحامضة. تناول نصف كوب من التوت البري يومياً فهو سيريحك من العدوى والتهيج.
احرص على شرب كفايتك من السوائل نهاراً، وتوقف عن الشرب حوالي الساعة السادسة مساء كي تتجنب التبول الليلي. سجل على مفكرة عدد مرات تبولك ومدى إلحاحية التبول عندك باستخدام مقياس من 0 إلى 5.
لاحظ في البداية كم بإمكانك أن تنتظر بعد أن تشعر بالحاجة للتبول. سجل وقت شعورك بالحاجة للتبول ووقت تبولك فعلاً. سجل هذه الأوقات على امتداد اليوم. زد في اليوم التالي الوقت بين شعورك بالحاجة وبين تبولك بمقدار 5 دقائق وقم بهذا كل يوم حتى تصل إلى فترة انتظار مريحة قدرها نصف ساعة.
إذا لاحظت أن إلحاحية البول صارت عندك أقوى من اللازم، فيمكنك البدء بهذا التمرين: عند ذهابك إلى المرحاض للتبول امنع نفسك عن التبول، وخذ 10 أنفاس عميقة ببطء، بينما تقول لنفسك "أنا المسؤول عن مثانتي". اسمح لنفسك بالتبول بعد انتهاء الأنفاس العشرة.
أثناء قيامك بالتبول شد على العضلات المحيطة بأسفل المثانة والإحليل بحيث توقف جريان البول وتبدأه.. سوف يعمل هذا على تقوية عضلات قاع الحوض عند الرجال والنساء ويحسن كثرة التبول.
قد تشعرون بالحيرة بعض الشيء عند قراءة العنوان "فوائد كثرة التبول"، لكن صدقوا او لا ان التبول لأحيان كثيرة يدل على أنك تتناول كفايتك من الماء، وهو أمرٌ حسن إن لم يتجاوز حدود المعقول (8 مرات في اليوم). وإذا لم يدل على مرض أو مشكلة كاملة، وإذا لم يوقظك في الليل مراراً بشكل يؤثر على جودة حياتك، وإذا لم تكن إلحاحية التبول مزعجة ومحرجة لك.
يوجد مؤشران على ما إذا كنت تشرب كفايتك من الماء أم لا. المؤشر الأول هو العطش، فالعطش يدل على التجفاف عندك، وإذا كنت لا تشعر بالعطش فهذا يدل على نيل كفايتك من الماء. والمؤشر الثاني هو مظهر البول، والذي ينبغي أن يكون أصفر شاحب أو صافي.
اليكم في الختام جدول سوف نحاول من خلاله شرح مؤشرات لون البول:
لون البول |
وصف لون البول بالكلمات |
المؤشر |
| بول بدون لون او شفاف | انك تشرب الكثير من الماء. لربما من المستحسن ان تقلل من شرب الماد بعض الشيء | |
| بول بلون القش الشاحب | لون البول طبيعي وصحي للغاية. انك تشرب بما يكفي من الماء ايضاً | |
| بول يقترب الى الصفار | لون البول الطبيعي. | |
| لون البول اصفر غامق | بدل ان لون البول لديك طبيعي لكن من المفضل ان تشرب الماء قريباً | |
| اللون العنبري او العسلي | لا يحصل جسمك على ما يكفي من المياه. عليك شرب الماء حالاً | |
| البول باللون البني |
قد تعاني من مرض في الكبد او انك تعاني جفاف حاد. اشرب الماء فوراً وتوجه للطبيب ان استمرت هذه الحالة |
|
| لون البول زهري مائل للاحمر |
هل تناولت اللفت او البنجر أو التوت مؤخرا؟ |
|
| لون البول البرتقالي |
قد يدل هذا اللون على انك لا تشرب ما يكفي من الماء. |
|
| اللون الاخضر للبول |
حسناً هناك بعض الاحتمالات لذلك: هناك مرض وراثي نادر الذي يمكن أن يحول لون البول الى الأزرق أو الأخضر. وهناك أيضا بكتيريا من نوع خاص يمكن أن تصيب المسالك البولية لتسبب هذا التغيير في اللون. ولكن على الاغلب سيكون ذلك صبغة في الطعام او شراب تناولته سابقاً. أو حتى دواء ما تناولته. لا للهلع لكن اتصل بالطبيب فوراً إذا استمرت هذه الحالة. |
|
| اللون البنفسجي للبول | لون البول البنفسجي؟ لا يوجد شيئاً كهذا | |
 |
البول ذات الرغوة |
وهي علامة تشير الى تأثير هيدروليكي (حركيات السوائل) وهي غير خطيرة، إذا كانت تحدث لفترات متباعدة. |
العربية
