خلال مراحل الحمل الأخيرة، تبدا العديد من الأسئلة والتخوفات المختلفة في السيطرة على المرأة الحامل، فهل ستكون ولادتها سهلة أم ستتغلب فيها؟ هل سيكون الطلق طبيعياً أم صناعياً؟
بالطبع تكمن راحة المرأة في معرفة كل هذه التفاصيل بشكل مفصل، ولذلك نقدم لك المقال التالي لنشرح لك عن الطلق الصناعي واستخداماته بالتفصيل، إلى جانب بعض المعلومات الهامة حوله.
قبل تعريف الطلق الصناعي يجب أن نعرف ما هو الطلق أصلاً.
قبل الولادة تظهر علامات تشير إلى اقتراب موعدها، ولعل أهمها الطلق أو ما يعرف بالانقباضات التي تساعد في فتح عنق الرحم تحضيراً لخروج الجنين.
تتميز المرحلة الأولى من الولادة بالطلق المنتظم بهدف فتح عنق الرحم بشكل كامل ليصل قطره إلى 10 سم، كما وتساعد هذه الإنقباضات المنتظمة في إدخال رأس الطفل إلى فتحة عنق الرحم استعداداً للولادة.
ولكن في بعض الحالات الطارئة أو بسبب ظروف معينة وبعد مناقشة الموضوع مع الطبيب المختص، تلجأ الحوامل للطلق الصناعي.
هو عبارة عن حث صناعي لبدء الولادة عن طريق تحفيز عملية الإنقباض.
في الآونة الآخيرة بدات النساء تلجأن للطلق الصناعي بشكل كبير ومكثف، وحتى الاطباء بسبب جدول اعمالهم المزدحم، ولكن بدورها حذرت الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) النساء من اللجوء للطلق الصناعي إلا في حالات الطوارئ فقط، والتي تشكل خطراً على الجنين داخل الرحم.
عادة ما يتم استخدام الطلق الصناعي في الحالات التالية:
عادة ما يتم استخدامه عن طريق واحدة من الطرق التالية:
1- الطلق الصناعي عن طريق الأدوية
يتم استخدام التحاميل المهبلية المخصصة خلال فترة المساء، لتسرع حدوث الولادة في الصباح التالي.
الأمر الجيد في هذا النوع من الأدوية أنه يسمح للحامل في التحرك في غرفة الولادة بحرية.
2- الطلق الصناعي عن طريق الهرمونات
يقوم الجسم بشكل طبيعي بانتاج هرمون الاوكسيتوسن من أجل تحفيز التقلصات، ولكن في حالات الطلق الصناعي يتم إعطاء هذا الدواء للحامل عن طريق الوريد بجرعات منخفضة.
الأوكسيتوسن قادر على تحفيز وتسريع عملية الطلق والولادة، ولكن في بعض الحالات يصبح الطلق سريعاً ومؤلماً ولا يتم السيطرة على الألم ألا من خلال تناول المسكنات، بالتالي يجب وقف إعطاء الأوكسيتوسن في حال أصبحت الانقباضات قوية ومؤلمة ومتقاربة جداً.
3- الطلق الصناعي عن طريق تَمْزيقُ أَغْشِيَةِ الجَنِيْن
عندما يتمزق الكيس السلوي يزيد انتاج البروستاغلاندين (Prostaglandin) لتسريع الانقباضات والطلق، ولكن في بعض الحالات يقترح مقدمو الرعاية الصحية تمزيق الكيس السلوي صناعياً.
يتم ذلك عن طريق ادخال اداة بلاستيكية معقمة وضعيفة إلى عنق الرحم، مما يؤدي إلى تحريك رأس الطفل إلى العنق مسبباً في حدوث انقباضات وتمزق الكيس السلوي.
إن اتباع هذه الطريقة ينطوي على عدد من الفوائد التي تتمثل في:
أما سلبيات تَمْزيقُ أَغْشِيَةِ الجَنِيْن صناعياً تشمل:
4- إحداث الطلق بشكل طبيعي
وذلك من خلال حث الحلمات لإنتاج هرمون الاوكسيتوسن الذي يشجع الانقباضات.
هذه الآلية تشبه فكرة إرضاع الوليد بعد الولادة والتي تعمل على تحفيز الانقباضات من أجل إبطاء النزيف.
بالطبع ينطوي الطلق الصناعي على بعض المخاطر، لذلك لا تنصح النساء عادة بإجراءه إلا في حالات طارئة ومعينة.
أما مخاطره فتشمل:
هناك حالات يجب فيها التنازل وتجنب الخضوع للطلق الصناعي، والتي تشمل:
في معظم الحالات التي يتم فيها تطبيق الطلق الصناعي تلد النساء بشكل طبيعي، ومن غير المتوقع ان تعاني المراة من مضاعفات بعد الولادة أو حتى في الولادات المستقبلية.
ولكن إن خضعت المرأة للولادة القيصرية بعد الطلق الصناعي، فتكون بحاجة إلى عناية طبية مركزة ومكثفة، كما يجب عليها ان تستشير طبيبها حول الولادات المستقبلية وطبيعتها.
تجدر الأشارة أخيراً ان على الحامل استشارة طبيبها قبل أخذ قرار اللجوء للطلق الصناعي من أجل مناقشة جميع الجوانب في هذا المجال، كما من المهم ان تطرح عليه جميع الأسئلة التي تدور في ذهنها، علماً أن جميع الأسئلة مهمة ولا يوجد هناك أسئلة سطحية أو مخجلة لطرحها على الطبيب، فكل معلومة مهمة جداً في هذا الموضوع.
الوعي والمعرفة التامة بكل نواحي الطلق الصناعي سيسهل عليك التعامل مع الموضوع ويجنبك عناء الخوف والرهبة في غرفة الولادة.
www.webteb.com