كل ما يجب أن تعرفه عن القولون العصبي

الكاتب: نور الياس -
كل ما يجب أن تعرفه عن القولون العصبي

كل ما يجب أن تعرفه عن القولون العصبي.

 

 

كل ما يجب أن تعرفه عن القولون العصبي

 

قد يشك المرء أحياناً أنه يعاني من القولون العصبي و وفقاً لمكان معيشته قد يكون عليه أن ينتظر بضعة أشهر حتى تسنح له فرصة استشارة أخصائي جهاز هضمي حتى يتأكد من إصابته الفعلية بالقولون العصبي و عندما تسنح الفرصة بالفعل – فإنه قد ينسى بعض الأسئلة المهمة كما أنه بمرور الوقت قد تتبادر إلى ذهنه أسئلة جديدة و هذا هو ما يطرحه هذا المقال في واقع الأمر.

 

ما المقصود بالقولون العصبي و ما أعراضه؟


يبلغ عدد السيدات المصابات بالقولون العصبي ضعف عدد الرجال و في الغالب تتفاقم أثار هذا المرض في أواخر مرحلة المراهقة أو في بداية البلوغ كما قد يؤثر على حوالي 2 % من إجمالي سكان العالم ( أي ما يعادل شخصاً واحداً من بين كل خمسة أشخاص ). و في الواقع فإن المقصود بالقولون العصبي هو ذلك الاضطراب الشائع حدوثه في الأمعاء، و الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور الأعراض الآتية:

- آلام و تقلصات في البطن.
- تولد غازات.
- انتفاخ.
- تغيرات في وظيفة الأمعاء ( ينتج عنها حدوث إسهال و إمساك أو كليهما معا ً).
- الشعور بعدم التفريغ الكامل لكل ما في الأمعاء.
- خروج مخاط مع البراز.

و على الرغم من ذلك – فإن الأعراض المصاحبة للقولون العصبي تختلف من شخص لأخر و تتدرج في مستوى شدتها – من أعراض بسيطة و متوسطة في معظم المرضى إلى أعراض شديدة الخطورة في القليل منهم.

و الجدير بالذكر أن القولون العصبي أكثر حساسية و تأثراً من القولون الطبيعي – فالقولون العصبي يبدأ في التقلص إثر تعرضه لأية استثارة بسيطة أو في المواقف التي لا يتأثر بها القولون العصبي كالحالات الآتية:
- تناول الطعام: تؤدي عملية تناول الطعام البسيطة إلى حدوث تقلصات في القولون تكون مصحوبة بطبيعة الحال بالرغبة في الإخراج في فترة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول الوجبة الغذائية أما في حالة القولون العصبي. فإن ذلك يحدث بعد فترة وجيزة جداً من تناول الطعام و تكون عملية الإخراج مصحوبة بتقلصات و إسهال.

- الانتفاخ الناتج عن الغازات و مواد أخرى في القولون.
- الحصول على أدوية معينة.
- تناول أصناف معينة من الطعام.
- المعاناة من الضغط النفسي: و هو ما يؤدي إلى حدوث تقلصات في القولون: أو يزيد من حدتها في حالة

 

مؤشرات الإصابة بالقولون العصبي

 

تتمثل مؤشرات الإصابة بالقولون العصبي التي تحدث بصفة مستمرة و متكررة على مدار 3 أشهر – على الأقل – فيما يلي:

- آلام أو اضطرابات في البطن قد تخف حدتها بعد عملية الإخراج أو تكون مصحوبة بتغير في مرات الإخراج أو درجة تماسك البراز.
- تغير شكل البراز و قوامه – في 25 % من الوقت على الأقل و يكون مصحوباً بالأعراض الآتية:

1 – تفاوت في مرات الإخراج.
2 – تغير في قوام البراز ( كتغيره من إمساك شديد إلى إسهال عادي إلى إسهال شديد ).
3 – تفاوت في طبيعة عملية الإخراج ( كأن يشعر المرء بصعوبة شديدة في الإخراج أو بحاجة ملحة إليه أو بعدم اكتماله من الأساس).
4 – خروج مخاط مع البراز.
5 - انتفاخ أو شعور بتضخم في البطن.

و على كل سيدة أن تسأل نفسها: هل تتنابها أعراض مشابهة في أثناء الدورة الشهرية؟ ذلك لأن ثلث السيدات اللاتي لا يعانين أبداً من الأعراض المصاحبة لأمراض الجهاز الهضمي – يعانين منها فقط في أثناء الدورة الشهرية هذا و يظن الباحثون أن هرمونات التناسل من المحفزات الأساسية المساعدة على ظهور أعراض القولون العصبي. و ذلك لأن نحو نصف السيدات تقريباً اللاتي يعانين من القولون العصبي يذكرن أن الأعراض تتاقم و تزيد سوياً لديهم في فترة الدورة الشهرية و تكون غالباً في صورة إسهال.

بالإضافة إلى ذلك – من الممكن أن يكون نقص الهرمونات دافعاً قوياً لظهور أعراض شبيهة بتلك المصاحبة للقولون العصبي عند بعض السيدات و أكدت ذلك إحدى الدراسات الحديثة التي أشارت إلى أن السيدات في فترة ما قبل سن اليأس و ما بعده تتعدد شكواهن من اضطرابات في المعدة شبيهة بتلك المصاحبة للقولون العصبي.

و يعتقد الخبراء أن الكثيرين من الناس لديهم استعداد وراثي للإصابة بالقولون العصبي – كما أن أحد الأبحاث الحديثة يؤكد أن ثلث مرضى القولون العصبي تقريباً يكون لديهم استعداد للتحول الوراثي و هو ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاضطراب النفسي.

على الرغم من أن العلماء غير متأكدين من السبب الجوهري وراء الإصابة بالقولون العصبي فإن نوبات الإمساك و التقلصات التي تصيب الأطفال ( و كذلك حالات التحرش البدني و الجنسي التي قد يتعرضون لها ) تزيد من احتمال ظهور أعراض القولون العصبي و تفاقمها عند البلوغ.

 

الأسباب المحتملة لمرض القولون العصبي:

 

- اختلال الوظيفة الحركية التلقائية.
- اختلال الوظيفة الحركية للقولون العصبي.
- الاكتئاب.
- أمراض الغدد الصماء.
- الحساسية لأصناف معينة من الطعام.
- الاضطرابات العصبية العامة.
- اختلال الوظيفة الحركية للأمعاء الدقيقة.
- الضغط النفسي.
- الاضطرابات الحسية للأمعاء.

 

مرضى القولون العصبي.

 

يشكو بعض الأشخاص من الإسهال ( أو من تعدد مرات الإخراج) فور استيقاظهم في الصباح الباكر أو بعد تناول الوجبة الغذائية مباشرة ً. هذا، و قد تتفاقم الأعراض المصاحبة للقولون العصبي في حالات الإجهاد و الضغط النفسي كالسفر أو المشكلات الاجتماعية الكبيرة أو تغيرات الروتين اليومي. و بالنسبة للبعض – قد تتفاقم الأعراض المصاحبة للقولون العصبي عندما لا يتناولون وجبة صحية أو عند تناول وجبة دسمة.

 

هل يمكن الشفاء نهائياً من القولون العصبي ؟


إن جزءاً من طبيعة القولون العصبي يكمن في اختلافه من فرد لآخر و مع هذا فإن الأعراض المصاحبة للقولون العصبي – بوجه عام – تتفاوت و تتنوع بمرور الوقت ففي إحدى الدراسات التي أجريت اتضح أن أكثر من نصف مرضى القولون العصبي الذين تم إخضاعهم لهذه الدراسة استمرت معاناتهم من أعراض هذا المرض لمدة خمس سنوات بعد أول تشخيص فعلي للحالة هذا علاوة على ما أدلى به بعض الباحثين من أن نحو الثلث تقريباً تظهر لديهم أعراض القولون العصبي عقب الإصابة بنزلة معوية أو تسمم غذائي و في مثل هذه الحالات تكون الأعراض أخف حدة و يمكن أن تتلاشى في غضون فترة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات.

 

ما الأسباب المؤدية للإصابة بالقولون العصبي ؟


لا يزال القولون العصبي يثير الحيرة و الجدل بين الخبراء فعند فحص قولون الأشخاص المصابين بالقولون العصبي لم يكن هناك أي مؤشرات دالة على الإصابة به و على الرغم من هذا فإنه قد يسبب الكثر من الآلآم و قد يكون أيضاً مصدر تعب و توتر لمن يعانون منه و مع هذا أوشك الباحثون على إدرا ماهية هذا المرض – فقد توصلوا إلى أن عضلات القولون عند هؤلاء المرضى تبدأ في التقلص بمجرد تعرضه لاستثارة طفيفة و على ما يبدو أن القولون لديهم يكون أكثر حساسية إذ يبدي ردود فعل قوية في الماوقف التي قد لا يتأثر بها معظم الأشخاص كتناول وجبة كبيرة أو دسمة أو كتراكم بعض الغازات في البطن.

 

هل هناك علاج للقولون العصبي ؟

 

ليس ثمة علاج محدد حتى الآن للقولون العصبي – و على الرغم من ذلك هناك محاولات و خطوات جادة للتحكم في الأعراض المصاحبة له – فمعظم المصابين بالقولون العصبي يستطيعون التحكم في الأعراض المصاحبة به من خلال التعامل مع الضغوط المحيطة بهم و تغيير نظامهم الغذائي مع تناول الأدوية عند اللزوم.

 

هل يمكن أن تخفف الأدوية من الأعراض المصاحبة للقولون العصبي؟

 

مبدئيا ً، يمكننا القول إنه ليس ثمة طريقة محددة لعلاج القولون العصبي – و ليس ثمة عثار بعينه مستخدم كعلاج أكيد و فعال لاضطرابات القولون العصبي و على الرغم من ذلك توجد بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من حدة الأعراض المصاحبة له في بعض الحالات و في ذلك يتفق معظم الأطباء أنه يفضل استخدام الأدوية عند تفاقم الأعراض أو في بعض الأحيان ( كالسفر – على سبيل المثال ).
لذلك – يصف بعض الأطباء أصنافاً من الأدوية يمكن من خلالها التحكم في تقلصات عضلات القولون إلى جانب المهدئات أو الأدوية التي تقلل من سرعة مرور الطعام داخل الأمعاء و في بعض الأحيان تُستخدم الأدوية المعالجة للاكتئاب في حالة المرضى المصابين باكتئاب.

و بالنسبة للإسهال فإن الكثير من الأطباء ينصحون بالبدء بتناول اللوبيراميد المتوفر في الصيدليات باسم اللوبيراميد المتوفر في الصيدليات باسم الإيموديوم و عقار الديفينوكسيلات بالإضافة إلى أتروبين سلفات ( المعروف أيضاً بعقار اللوموتيل) و بالإضافة إلى ذلك فإن عقار كوليسترامين – و المعروف تجارياً باسم القويستران – الذي من شأنه أن يخفض من معدل الكوليسترول يحدث تأثيراً فجائياً و سريعاً بالنسبة للقليل من المرضى الذين يعانون من إسهال شديد بصفة مستمرة و لا يعانون من مشكلة في امتصاص أحماض الصفراء على نحو جيد – و هي جزء من العصارة الهضمية – و هذا العقار من شأنه أن يعوق إفراز تلك الأحماض و يخمد نشاطها و بالتالي فإنه يساعد في التخفيف من حدة المشكلة.

أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من إسهال أو إمساك و إنما يعانون من ألام في المعدة على شكل تقلصات فقد تكون عقاقير أخرى مفيدة في حالتهم و لأنه من المعتقد أن تقلصات القولون تمثل السبب في ذلك النوع من الآلام المصاحب للقولون العصبي – فإن العقاقير المضادة للتأثير الكوليني – كالأتروبين و البروبانزلين – المعروف تجارياً باسم البروبانثين – أو عقار الديسيكلومين – المعروف تجارياً باسم البنتيل – قد تخفف الألم حيث تعوق إصدار الإشارات العصبية التي من شأنها أن تتسبب في تقلص القولون و بناءً على ذلك فإنه إذا كانت تلك التقلصات تحدث بعد تناول الوجبة مباشرة فإن تناول العقار المضاد للتأثير الكوليني قبل الوجبة مباشرة قد يوقف حدوث تلك التقلصات نهائياً حتى قبل مجرد حدوثها بالفعل.

و بوجه عام لا يرجح استخدام الملينات ( المنشطات الكيميائية) كعلاج في حالة الإمساك لأنها من الممكن أن تضعف جدار الأمعاء إلى جانب أن الكثير من الناس يعتادون عليها اعتياداً كليا ً.

 

هل الأدوية المستحدمة لعلاج أمراض أخرى من الممكن أن تؤدي إلى تدهور الحالة المرضية لمريض القولون العصبي ؟

 

في بعض الأحيام يمكن أن تتفاقم حالة الإمساك من تناول عقاقير كالسكر الفلات و عقاقير الكالسيوم المحصرة للقناة ( Calcium channel blockers) و مركبات تحت الساليسيلات و مضادات الحموضة – التي تحتوي على عنصر الألومونيوم – كما يمكن أن يكون لعقاقير أخرى تأثير عكسي و تسبب إسهالا ً. و تشتمل تلك العقاقير بالفعل على مضادات الحموضة – التي تحتوي على عنصر الماغنسيوم – و اللاكتيولوز و أحياناً تستخدم عناصر كالسليوم و غيره من الألياف القابلة للتخمر كوسائل مالئة – و التي يمكن أن تزيد أيضاً من الانتفاخ.

 

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook