كلام السباع والجمادات

الكاتب: علا حسن -
كلام السباع والجمادات.

كلام السباع والجمادات.

 

من علامات الساعة التي لم تقع – كلام السباع والجمادات:
 

عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:“عن أبي سعيد الخدري قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه قال: ألا تتقي الله تنزع مني رزقا ساقه الله إلي. فقال: يا عجبي ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنس. فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي: أخبرهم، فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق. والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده” رواه أحمد وروى الترمذي.


شرح الحديث:


إنّ الحديث بيُشير إلى تغير جوهري في قوانين الأشياء، وخرقٍ للنواميس المعهودة، وهذا الخرق يكون بين يدي الساعة، ومن علاماتها، فالحديث يدلُ صراحةً على مخاطبة العجماوات من السّباع، وهذا امرٌ غير معهود وخارق للنواميس، وكونها غير معهودةً لا يعني أنها محال، بل الادلة تُشير إلى وقوع مثل ذلك حتى في عهد رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:” وبيْنَما رَجُلٌ في غَنَمِهِ إذْ عَدَا الذِّئْبُ، فَذَهَبَ منها بشَاةٍ، فَطَلَبَ حتَّى كَأنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا منه، فَقالَ له الذِّئْبُ هذا: اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فمَن لَهَا يَومَ السَّبُعِ، يَومَ لا رَاعِيَ لَهَا غيرِي فَقالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ، قالَ: فإنِّي أُومِنُ بهذا أنَا وأَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه”. صحيح البخاري.


فهذا الأثر يُصرح بكلام الذئب والبقرة، وهو خارقٌ للعادة، لذا تعجب الصحابة من ذلك، فبين النبي عليه الصلاة والسلام أنه وأبو بكر وعمر رضي الله عنه عنهما يؤمنون بحصول ذلك، وفي هذا الحديث لطيفة عجيبةً، وهي قول الذئب من لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري، فقد ذكرَ بعض العلماء أن المُراد بيوم السبع، أيام الشدائد والفتن التي تشغل الناس فيذهلونَ عن غنمهم.

 




أيضاً ليس هناك أي إشارة في الحديث ترشد إلى زمان تلك الخوارق، ولعلها تكون بين يدي الساعة، أو خلال الفتن والملاحم العظمى.

 

شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook