في غيبَتِكَ تُثقَل علَي الدقائِق، والوقتُ مع غَيرِكَ لم يَعُد يُحتَمَل. رَبَطتَني ما بينَ عَهدٍ ووثائقٍ، ولم تَترِك لي سِوى القصائِد والأوراقِ، أَما اليوم أقول لك، لا أشتاقُ لغيرِكَ من الناس في هذا الوجود.
أحِبُها وحنيني يزداد لها، عشِقتَها وقَلبي يتأَلم برؤيةِ دَمعِها، أفهمها حين أرى الشَوق في عينها، كم تمنيتُ ضَمَها، كَم عَشِقت الابتسامة من فمها، والضحكة في نبرات صوتها، لا بل الرائحة من عُطرِها، سألتها كم تشتاقي لي؟ فأجابت: كاشتياقِ الغيوم لمَطرها، اشتياق الحمامة لعُشِها، اشتياق الأم لولدها، اشتياق الليلة لنهارها، اشتياق الزهرة لرحيقها، بل اشتياق العين لكُحلها، اشتياق قصيدة الحب لمتيّمها، بل اشتياق الغنوة للحنها، قلت لها: كل هذا اشتياق. قالت: لا بل أكثر فأكثر. فأنت وحدَك حبيبي في الدنيا كلها. فرحت أتغَنى بسحرِها، أغزِلُ كلام الهَوى بعشقِها، ومن أشعارِ الهوى أسمعها، لا بل لأجلها أنا حفظتَها، فاحترت بمَ أصفها. قَلبي! لا فسوف أظلمها. حُبي! ملكتي! صغيرتي! فكل هذا لا يكفي فأنا في الحبِ أعبدها، في روحِ روحي أسكنتها، ومعبودَتي في الحبِ جعلتها، فيا طيورِ الحُب َأَوصِلوا لها سلامي، حبي، وبأني أنتظرها. يا كل العالم احكوا لها عشقي، وهيامي، وكم اشتقت لقلبِها.
لسانُ الهَوى في مهجتي لك ناطقٌ يخبر عني أنني لك عاشقٌ، ولي كبدُ جمر الهوى قد أذابها، وقلبي جريحٌ من فراقِك خافق، وكم أكتم الحب الذي قد أذابني فجفني قريح والدموع سوابق.
أرى آثارهم فأذوب شوقاً وأسكب في مواطنهم دموعي، وأسأل من بفرقتهم بلاني يمن عليّ منهم بالرجوع.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.