الغروب هي الظاهرة الكونية التي عجزت الأقلام والألسن عن وصف خصال جمالها، تلك الظاهرة التي تسحر الجميع ويقف الإنسان حائراً مذهولاً بجمالها، تتكرر كل يوم ويمتد سحرها على الجبال والبحار والسهول والأنهار، كما أن الغروب أجمل لوحة فنية لم يستطع أمهر فنان أن يرسم مثلها.
ولد الشاعر محمد بن علي السنوسي بمدينة جازان جنوب المملكة العربية السعودية، وعمل كمدير لجمارك جازان، ثمّ رئيسا لبلدية جازان، ثمّ مديراً لشركة الكهرباء، ثمّ مديراً لنادي جازان الأدبي، كما أنّه حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ علي بن أحمد، ثمّ أخذ مبادئ من العربية وتعلم القليل من الفقه على يد والده، ولقد قدم للمكتبة العربية خمسة دواوين وهي: القلائد، والأغاريد، والأزاهير، والينابيع، ونفحات الجنوب، أما قصيدته عن غروب الشمس فقال فيها:
أراق على البحر ذوب الذهبْ
ورقرق صهباءه فاحتست
وألقى على الشمس من لونه
جلاها على الأفق ياقوتةً
وسال على الموج من لونها
فيالكَ من منظر ساحرٍ
نظرت إلى البحر في ساعة
وقد جمع الضوء أطرافه
ومالت تودع من يومها
تدلت على الأفق في نشوة
طواها وألحفها صدره
فيالك من منظر ساحر
تحدرت الشمس نحو الغروب
ولاحت على وجهها صفرة
أمالت بكف السنا جامها
ومدّ لها البحر كف اللقا
وعابثها برهة فانتشت
فيالك من منظر ساحر