كلمات (3)

الكاتب: المدير -
كلمات (3)
"كلمات (3)

 

? تقليل العلائق:

مِنْ أهمِّ الكلمات التي توفر لك راحة قلبك كلمة (لا).

يجبُ أن تكون لديك الجرأة على أنْ تقولها...

أقصدُ أنَّ (لا) تجعلك حرًّا مِنْ كثيرٍ من الالتزامات التي تكبِّلُك وتحاصرُك وتزعجُك.

عشْ حرًّا...

لا تلتزمْ إلا بما تحبُّ وبما تستطيعُ.

وعشْ لنفسك لا للناس...

 

مِنْ عادتي التخفُّفُ من المواعيد، لكنَّ شخصًا مِنْ خارج الدولة أخجلني، فأعطيتُه موعداً للزيارة، وفرَّغتُ له نفسي، واستعددتُ للزيارة بما ينبغي... ولكنه اعتذرَ بعارضٍ عرضَ له قبل الموعد بقليلٍ... وهكذا ضيَّعتُ يومًا... ولم ألمه، إنما لمتُ نفسي، لأني تركتُ عادتي.

ومرحبًا بالزائر، ولكن مِنْ غير موعدٍ بعيدٍ.

 

ومِنْ جميل الشعر:

أتى زائرًا مِنْ غير وعدٍ وقال لي ??? أعيذُك مِنْ تعليق قلبك بالوعدِ

? ? ?

 

? تعزية صديق بأبيه:

رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له، ورضي عنه.

وغمسه بنهر رحماته وبركاته، وأسكنه فسيحَ جناته.

وتقبَّل عمله، وحقَّق فيه حسن أمله.

وعظم الله أجرَكم.

وغسل قلوبَكم بكوثر الصبر والرضى.

وكان الله معكم.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

? ? ?

 

? القرار الصعب:

أصعب قرارٍ هو أن تجد نفسك مضطرًا للتخلي عن مكتبتك التي بذلتَ في تأسيسها سنوات، وجمعتها من مختلف البلاد...

وذلك لاضطرارك إلى الخروج من البيت إلى بيت آخر بسبب تعسُّف صاحب البيت، وتعذُّر وجود بديل بسعر مناسب...

هل يمكن للطبيب وغيره -كالنّجار أو الحدّاد مثلًا- أنْ يبيعوا أجهزتهم، وكيف سيعملون عند ذلك؟

والله المستعان على هذا الهم المقلق، والحزن المزعج....

? ? ?

 

? أول كتاب:

أول عمل علمي قمتُ به حين أقمتُ في دبي تأليف رسالة بعنوان:

(المشقة في البحث عن شقة).

كان ذلك عام 1998م.

وأظنها أول رسالة تُؤلّف في هذا المعنى.

 

وقد قال فيها الأخُ الصديقُ الشيخ محمد عبدالله ابن التمين الشنقيطي (والحال مِنْ بعضه كما يقول أهلُ مصر):

جادتْ قريحةُ شيخنا في علمهِ
بأريجِ مسكٍ فائقٍ في الرَّوعةِ
يأتي بما يسبي العقولَ يسوقُهُ
لطفُ المعاني في جمال القصَّةِ
فأزالَ عن قلبي بحُسْنِ بيانهِ
همَّ المشقة في طِلابِ الشقةِ

 

ومما جاء فيها:

سأل الخليفةُ المهديُّ الإمامَ مالك بن أنس في المدينة المنورة: هل لك دار؟

فقال: لا. فأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وقال له: اشترِ لك بها دارًا.

فمهّد له بذلك أحسنَ قرار، وأنقذه من همَّ الاستئجار.

ومن العجب أنّ إمامَ دار الهجرة لا دار له، أليس هذا مثيراً للوله!

? ? ?

 

? خاطرة حول كلمة للإمام أبي بكر بن عياش:

رُوي عن الإمام الجليل أبي بكر بن عياش الكوفي (??-???) أنه قال:

الدخولُ في العلم سهل، لكن الخروج منه إلى الله تعالى شديد[1].

والمقصود بالشدة -والله أعلم- الخروجُ مِنْ تبعات العلم...

ومِنْ ذلك النظرُ في النية التي تصاحبُك في الاشتغال به، وتصحيحُها، وتصحيحُ النية ليس بالأمر السهل، بل هو شديد.

ومِنْ ذلك العملُ به دون الاكتفاء بتحصيله وجمعه وتكثيره.

ومِنْ ذلك عدمُ الاستغراق به عن واجبات الإصلاح...

وبعض الناس يكون العلم وبالًا عليهم ويصيبهم الغرور...

وبعضهم يبيع العلم بيعًا...

وبعضهم يفتي وفق الأهواء...

 

وقد يكون قصد الإمام أبي بكر التجرّد والانصراف للعبادة، ولاسيما عند التقدُّم في العمر، والقائل كما ترى كان مُعمرًا... عاش ?? سنة...

والقول مجالٌ واسعٌ للتأمّل والنظر والتفسير...

ومِن الممكن الإفادة منه وَفْق سياقه...

الخلاصة أنَّ على المرء ألا يستغرقه جمعُ العلم دون العمل به.

والمناهج متعددة...

وهناك العلماء، وهناك الزّهاد والعُبّاد.

وفي كلٍّ خير...

ولم يُعهد عن السلف الدعوةُ إلى ترك العلم ابتداء.

والله تعالى أعلم.

? ? ?

 

? محضر سماع:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.

وبعد: فإنَّ الأخت الشيخة المفتية أم عمر حصة خلفان بن حضيبة قد قرأتْ عليَّ قسمًا مِنْ كتاب روضة الناقل ونزهة العاقل للإمام أبي الفرج ابن الجوزي، وقرأتُ عليها قسمًا، فتمّ لها جميعُ الكتاب سماعًا، وذلك في ستة مجالس، وتمّ هذا في دبي يوم الأربعاء السادس عشر من جمادى الآخرة سنة ???? الموافق ?? من آذار عام ????م.

وأجزتُ لها أنْ ترويه عني هو وكتاب تعظيم الفتيا لابن الجوزي أيضًا، وقد سبق لها سماعُه مني، والحمد لله رب العالمين.

وكتب عبدالحكيم الأنيس حامدًا ومصليًا.

 

صدى المحضر:

قال فضيلة الشيخ المحقق الدكتور جمال عزّون معلقًا على هذا المحضر:

العجب لا يكاد ينقضي مِنْ حرص أعلامنا السابقين - كلّما عنّتْ لهم فرصة - على إحضار زوجاتهم الحرّات، وسرّيّاتهم وإمائهم المسلمات، وذرياتهم ذكورًا وإناثًا، مجالس سماع كتب الحديث.

وطباقُ السّماع شاهدة على فعلهم.

 

كم مِنْ أنثى سُمِّعَتْ صغيرة حضورًا، واحتاج إليها الأكابرُ بعد عشرات السّنين، لكونها آخر حيٍّ على ظهر الأرض يصلهم بسندِ كتابٍ أعلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إنَّ إسماع كتب السُّنة للصغار هو إرضاعٌ للقلوب أعظم من إرضاع الأفواه، لا جرم أنّ ذينك الرضاعَيْن أثمرا حفاظًا للقرآن وحافظات، ومحبين للحديث ومحبات.

 

شتان بين رضاع الأقدمين السُّنة والقرآن، ورضاع الأحدثين الطرب ومزامير الشيطان.

هنيئًا لأم عمر بـ تعظيم الفتيا وروضة الناقل، وعساها ترضعهما ذكرًا وأنثى.

ورحمة الله على ابن الجوزي شيخ الوعّاظ، وحفظ عاشق تراثه أنيسنا الحكيم.

? ? ?

 

? معاناة وتجربة:

أخفقتْ جميعُ محاولات حمل الأولاد على القراءة والتعلق بالكتب، ولم تنجح سوى طريقة واحدة هي: القراءة الجماعية...

كنتُ خصصتُ موعدًا بعد صلاة الجمعة يحضره عددٌ من الإخوة محبي العلم، ويحضره الأولاد، وقد قرأنا في هذا اللقاء -مع أنه أسبوعي- خمسة عشر كتابًا...

 

ويدُ الله مع الجماعة...

لا بد للأب أنْ يخصص لأولاده وقتًا يقرأ فيه معهم... فالمُلهيات البرّاقة التي تجتذبهم كثيرة... والتعلُّقُ بالكتاب والقراءة الجادة في طريق الانقراض...

 

وقد سُئلت عن طريقة ذلك، فكتبتُ باختصار:

القراءة الجماعية فيها أربعة أركان:

الأستاذ

الطالب

المكان

الكتاب

والأستاذ هو قطب الأركان.

وعليه أن يحدِّد ما ينفع الطالب، ويحدِّد المكان، ويستمر في التزام الموعد، ويقرأ الكتاب مِنْ أوله إلى آخره.

يفتتح الدرس هو، ثم يقرأ الحاضرون بالدور.

ولا يسهب في الشرح ليتم الإنجاز.

وهكذا...

هذه كلمة سريعة موجزة، ولعلي أعود إليها بشيء من التفصيل.

والقراءة الجماعية نافعة جدًا ومثمرة.




[1] طبقات القراء للذهبي ? /???.


"
شارك المقالة:
24 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook