قالولي بتحب مِصْر فَقُلْت مَش عَارِف
الْمَعْنَى كَعْبِه وَأَنَا بِوَفْد الْحُرُوف طَائِف
وَأَلَّف مِغْزَل قَصَائِد فِي الْأَدْيَن لافف
قالولي بتحب مِصْر فَقُلْت مَش عَارِف
إِنَّا لَمَّا اشوف مِصْر ع الصَّفْحَة بِكَوْن خَائِفٌ
مَا يَجِيش فِي بَالِي هَرِم مَا يَجِيش فِي بَالِي نَيْل
مَا يَجِيش فِي بَالِي غيطان خَضِرًا وَشَمْس أَصِيلٌ
وَلَا جُزُوعٌ فلاحين لَو يعدلوها تَمِيل
حُكْم اللَّيَالِي ياخدهم فِي الْحَصَادِ محاصيل
بيلبسوهم فراعنة سَاعَة التَّمْثِيل
وَسَاعَةٌ الْجَدِّ فِيهِ سُخْرَة وَإِسْمَاعِيل
مَا يَجِيش فِي بَالِي عرابي ونظرته فِي الْخَيْلِ
وَسَعْد بَاشَا وَفَرِيد وَبَقِيَّة التَّمَاثِيل
وَلَا أُمّ كُلْثُومٍ فِي خمسانها وَلَا الْمِنْدِيل
الصُّبْحِ فِي التاكسي صَوْتَهَا مبوظه التَّسْجِيل
مَا يَجِيش فِي بَالِي الْعُبُور وسفارة إسْرَائِيل
وَلَا الحَضَارَة اللَّيّ واجعة دماغنا جِيل وَرَا جِيل
قالولي بتحب مِصْر أخدني صُمْت طَوِيلٌ
وجت فِي بَالِي اِبْتِسَامَةٌ وَانْتَهَت بعويل
قالولي بتحب مِصْر فَقُلْت مَش عَارِف
لَكِنِّي عَارِف بِأَنِّي ابْن رَضْوَى عَاشُورٌ
أُمِّي اللتي حَمَّلَهَا مَا ينحسب بِشُهُور
الْحُبُّ فِي قَلْبِهَا وَالْحَرْب خَيْط مَضْفُور
تَصْبِرْ عَلَى الشَّمْسِ تَبَرُّد وَالنُّجُوم تدفى
وَلَو تَسَابَق زَمَنِهَا تَسْبِقَه ويحفى
طِفْلِه تَحْمِي الغَزَالَة وَتُطْعِم الْعُصْفُور
وتزنب الدَّهْر لَو يَغْلَط بِنَظَرِه عَيْن
وبنظرة أَو طَبْطَبَة تَرْضَى عَلَيْه فَيَدُور
وَأُمِّي حَافِظَة شَوَارِعِ مِصْرَ بالسنتي
تَقُول لِمِصْر يَا حَاجَة تُرَدّ يابنتي
تَقُولُهَا أَحْكِي لِي فَتَقُول ابدأي إنتي
وَأُمِّي حَافِظَة السِيَر أَصْل السِيَر كَارِهًا
تُكْتَب بِحِبْر اللَّيَالِي تَقُوم تنوَّرها
وَتَقُول يَا حَاجَة إذَا مَا فْرِحتي وحزِنتي
وَفَيْن مَا كنتي أسجل مَا أَرَى لِلنَّاسِ
تَفْضُل رَسَائِل غَرَام للي يقدَّرها
أُمِّي وأبويا الْتَقَوْا والحرّ للحُرَّة
شَاعِرٌ مِنْ الضَّفَّة بَرْغُوثِي وَاسْمُه مُرِيد
قالولها دَه أَجْنَبِيّ ، مَا يجوزش بالمرَّة
قَالَتْ لَهُمْ ياالعبيد اللَّيّ مُلُوكُهَا عُبَيْد
مِنْ أُمَّتِى كَانَت رَام اللَّهُ مِنْ بِلَادِ برَّة
يَا نَاسٌ يَا أَهْلَ الْبَلَدِ شارياه وشاريني
مَنْ يَعْتَرِضُ ع الْمَحَبَّة لِمَا رَبِّي يُرِيد
كَانَ الْجَوَابُ أَنَّ وَاحِد سَافَر إسْرَائِيل
وَأَنَا أبويا قالوله يللا ع الترحيل
دلوقت جه دَوْرِي لِأَجْل بِلَادِي تنفيني
وتشيب أُمِّي فِي عشرينها وعشريني
يَا أَهْلَ مِصْرَ قولولي بِس كَأُمّ مَرَّة
هَا تعاقِبوها عَلَى حُبَّ الْفِلَسْطِينِيّ
قالولي بتحب مِصْر فَقُلْت مَش عَارِف
بِحُبّ أَقْعَد علىالقهوة بِدُون إشْغَال
شِيشَة وزبادي ومناقشة فِي مَالِ الْحَال
وبصبصة ع الْبَنَات اللَّيّ قوامهم عَال
لَكِن وشوشهم عماير هدها زِلْزال
بِحُبّ لمعي وَعَب هَادِي ومحب جَمَال
أَرْوَح لَهُم عَرَبِيَّة خابطة فِي تروللي
كَأَنَّهَا ورقِة مِسوِدَّة مرميَّة
جُوَّاها متشخبطة ومتكرمشة هِيَّة
أَو شلِّةِ الصُّوف ، أَو عُقْدَة حِسابِيَّة
سَبْعِين مُهَنْدِس وَلَا يَقْدِرُ عَلَى حَلِّي
فيجيبوا كُلّ مَفَكَّاتهم وصواميلهم
ويجربو كُلّ ألاعيبهم وتحاييلهم
حَتَّى سَاعَات يغلطوا ويجربوا فِيَّا
بِس الْأَكِيد أَنَّهُم بيحاولوا فِي مشاكلي
وَأَنَّهَا دايماً أَهْوَنُ مِنْ مشَاكِلِهِم
أَحَبّ اقْعُدْ عَلَى القَهْوَة مَع الْقَاعِدِين
وابص فِي وَشُوِّش بِشْر مَش مخلوقين مِنْ طِينٍ
وَاحِد كَأَنَّه تُحُتْمِس ، يَشْرَب الْقِرْفَة
وَالتَّأَنِّي غلبان يُلَفّ اللُّقْمَةِ فِي الجرانين
والتالتة مِن بَلَكُونِتها تُنَادِي الْوَأْد
والواد بيلعب وغالبهم ثَلَاثَة اتنين
أتوبيس كَأَنَّه كوساية مُحَشِّي بَنِي آدمين
أَقُول بِحُكْم الْقَامُوس ، أَنَّ الْهَوَاءَ جَمَادٌ
واشم رِيحُه شياط ، بِس اللَّيّ شايفه رَمَاد
عُكَّازَة الشَّيْخ مُنَيْن نَابِت عَلَيْهَا زناد
يُسْنَد عَلَى النَّاسِ ويعرج مِن شِمَال لِيَمِين
والراديو جَائِب خَبَر م الْقُدْس أَو بَغْدَاد
قالولي بتحب مِصْر فَقُلْت مَش عَارِف
لَا جيتها سَائِحٌ وَلَا نِي أَعْمَى مَش شايف
رِيحُه الْبَخُورُ فِي الْغُورِيَّة وَأَلَّف حَبْلِ غَسِيلٍ
وأيقونات تَبْكِي لِمَا تُسْمَع التراتيل
كَانَ فِيهِ حَدٌّ يَسْقِي كُلِّ لَوْنٍ فِيهَا
اسم الاغنية : مش عارف
كاتب الاغنية : غير معروف
ملحن الاغنية : غير معروف
غناء : تميم البرغوثي