برق الربيع لنا برونق مائه
فالترب بين ممسك ومعنبر
والماء بين مُصندل ومكفر
والطير مثل المحسنات صوادح
والورد ليس بممسك رياه بل
زمن الربيع جلبت أزكى متجر
فكأنه هذا الرئيس إذا بدا
يعشو إليه المجتدي والمجتني
ما البحر في تزخاره والغيث في
بأجلَ منه مواهباً ورغائباً
والسادة الباقون سادة عصره
أيها الشاعرون يا عاشقي النبـ
ابعدوا ابعدوا عن الحبّ وانجو
اهربوا لا تدّنسوا عالم الفنّ
احفظوا للفنون معبدها السا
قد نعمتم من الحياة بأحلى
يعمه الآخرون في ليلها الدا
اقنعوا باكتآبكم واعشقوا الفنّ
وغدا تهتف العصور بذكرا
اقنعوا من حياتكم بهوى الفنّ
واحلموا بالطيور في ظلل الأغـ
اعشقوا الثلج في سفوح جبال الـ
وأصيخوا لصوت قمريّة الحقـ
اجلسوا في ظلال صفصافة الوا
واستمدّوا من نغمة المطر السا
وتغّنوا مع الرعاة إذا مرّ
وأحبوا النخيل والقمح والزهـ
شجرات الصفصاف أجمل ظلاّ
وغناء الرعاة أطهر لحنا
وعبير النارنج أحلى وأندى
وصفاء الحقول أوقع في النفـ
وغرام الفراش بالزهر أسمى
ونسيم القرى المغازل أوفى
وحياة الراعي الخياليّ أهنأ
في سفوح التلال حيث القطيع الـ
حيث تثغو الأغنام في عطفة المر
وينام الراعي المغرّد تحت السّـ
في يديه الناي الطروب يناجيـ
مستمدّا من همس ساقية السفـ
آه لو عشت في الجبال البعيدا
وأغنّي الصفصاف والسرو أنغا
أعشق الكرم والعرائش والنبـ
كلّ يوم أمضي إلى ضّفة الوا
اصدقائي الثلوج والزهر والأغـ
ومعي في الجبال ديوان شعر
أتغّنى حينا فتصغي إلى لحـ
وأناجي الكتاب حينا وقربي
وخرير من جدول معشب الضفّـ
وثغاء عذب من الغنم النشـ
آه لو كان لي هنالك كوخ
في سكون القرى ووحشتها أقـ
ليتني من بنات تلك الجبال الـ
ليتني ليتني وهل تبعث الأحـ
قدّرت لي السنين أني هنا أقـ
في ضباب الخيال أمشي وحولي
قد أحبوا أيامهم وتمّرد
إن أكن قد ولدت في هذه الضجّـ
ولأعش في الخيال حيث تهيم الـ
هكذا تهدأ الأماني إلى حيـ
هكذا أدفن الطموح كما يد
وعيون الأقدار يضحكن مني
ياعيون الأقدار لا ترمقي دمـ
إن يكن في دمي طوح نبيّ
كان هذا الطموح لعنة أيّا
كلما حّقق الزمان لقلبي
لست أدري ماذا سيجنيه قلبي
أبدا أرتقي النجوم وأرنو
لست أدري شيئا أنا اليأس يا أر
أنت وحيي ومنك تنبع أحلا
إرفعيني إلى السماء إذا شئـ
وأعيدي مني إذا شئت للطيـ
أضحكيني وأطلقيني ورقاء
أو دعيني أبكي على أشقياء الـ
ضاع يا أرض فيك معنى الأماني
وخبت في كآبة الموت أصوا
فعلام العزاء والأمل المو
ولم الأشقياء يخفون بلوا
قد وصفت الشقاء في شعري البا
وشدوت الحياة لحنا كئيبا
فأثارت كآبتي عجب النا
ما دروا أنني أنوح على مأ
أنا أبكي لكل قلب حزين
واروّي بأدمعي كلّ غصن
فصل الربيع من أجمل فصول السنة، وذلك لأنه فصل تتفتح فيه الأزهار، وتنمو النباتات، هو فصل يرمز للبهجة، والعطاء، فالجميع ينتظر قدومه بفارغ الصبر، بسبب اعتدال مناخه، فتكثر فيه الرحلات، والمناسبات، ويتميز بالشمس الجميلة المشعة لنورها الدافئ.
تطل علينا بدايات فصل الربيع أحد أجمل فصول السنة، فهو ذو مناخ معتدل، ويمثل المرحلة الانتقالية من موسم الشتاء إلى موسم الصيف، فهو يمتاز بليله ونهاره المعتدل بين الحر والبرد، وشمسه معتدلة في العلو والهبوط، وقمره معتدل في أول درجة من الليالي البيض، قال بعض العلماء كانت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول وفي فصل الربيع أيضاً، وأنشد في ذلك:
يقول لسان الحال منه
فوجهي والزمان وشهر وضعي
يترقب محبو الطبيعة الساحرة، والطقس الجميل، وهواة التصوير بلهفة موسم الربيع، كما يحرص بعض الزوار على تمديد فترة بقائهم في المحافظة، للاستمتاع بمشاهدة موسم تفتح الزهور، والنسمات الباردة المنعشة التي تحمل شذى الزهور، والروائح العطرية للأزهار الجبلية، بعد انقشاع الضباب، وفي فصل الربيع تعود أمواج البحر إلى طبيعتها الهادئة، لتأذن للصيادين ركوب البحر، وعودة الأنشطة التي يترقبونها لاستخراج أنواع مختلفة من الأسماك.
تزهر الأشجار، فهي أحد ميزات فصل الربيع وأجملها، وهو ظاهرة تفتح الأزهار، فبعد أن مضى فصل الشتاء بأمطاره الغزيرة، ورياحه، وعواصفه المخيفة، أقبل علينا فصل الربيع ليعوضنا عن كل ذلك، ففيه الأزهار المزينة بحلتها الرائعة وألوانها الزاهية والنضرة، وفي هذا الفصل أيضاً تزهر أزهاراً خاصة لا تتواجد في باقي الفصول كزهرة شقائق النعمان.
إنَّ الذي سوّاك ربّ مبدع، يهب الجمال لمن يشاء جمالاً، فأني وجدت الجمال فاسأل عن مبدعه، وأني رأيت الصنعة فاسأل عن صانعها، لا تجعل الجمال يحول بينك وبين من سواه، ولا تشغل نفسك بالرسالة وتغفل عن مرسلها، فالربيع له رسالة، يبعث بها عبر نسماته، وأزهاره وعبيره، فالطبيعة الجميلة هي سلاح ذو حدين، فهي هداية لمن نظر اليها بعين الحكمة، وهي غواية لمن غفل عن الحكمة فيها، شأنها كشأن نبات اللوف جميل المنظر، نافع لعلاج الأمراض لمن أهتدى للسرالمودع فيه، ولكنه خشن الملمس، سم قاتل لمن غفل عن سره واشتغل بمظهره.
يعتبر موسم الربيع الذي يعقب موسم الشتاء من أروع الفصول السياحية، فعندما تنقشع سحب الضباب، وتطل الشمس بأشعتها الزاهية، تتفتح الزهور والورود في السهول الخضراء، وتتكشف روعة المروج الخضراء، والجبال المكتسية اخضراراً، وتصبح الرؤية واضحة للاستمتاع بكل هذا الإبهار من الاخضرار على امتداد البصر.