إنّ الكلام ليعجز، وإنّ الكلمات لتفنى في وصف النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، فهو النور الذي أخرج العالم بأسره من ظلمات الجهل، والضلال، ونقدم إليكم كلمات عن خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
قصيدة وأفض إلى نجل النبي محمد للشاعر حسن بن علي بن جابر الهبل اليمني، هو شاعر يمني في القرن 17 م/ 11 هـ، ولد في صنعاء ونشأ فيها واشتغل بالعلوم والأدب، حتى لقب بـأمير شعراء اليمن.
وأفض إلى نجل النبي محمد
من طلق الدنيا ثلانبي محمد
من طلق الدنيا ثلثا واغتدى
مستسلما إذ خانه أصحابه
واستعجل ابن هند موته
وقل التحية من سميك من غدا
وبكربلا عرج فإن بكربلا
حيث الذي حزنت لمصرعه السما
فإذا بلغت السؤل من هذا وذا
عج بالكناسة باكيا لمصارع
مهما نسيت فلست أنسى مصرعا
ما زلت أسأل كل غاد رائح
بأبي وبي بل بالخلائق كلها من
من لو يوازن فضله يوما بفضل
من قام للرحمن ينصر دينه
من نابذ الطاغي اللعين وقادها
من باع من رب البرية نفسه
من قام شاهر سيفه في عصبة
من لا يسامي كل فضل فضله
من جاء في الأخبار طيب ثنائه
من قال فيه كقوله في جده
من أن محض الحق معه لم يكن
هو صفوة الله الذي نعش الهدى
ومزلزل السبع الطباق إذا دها
كل يقصر عن مدى ميدانه
بالله أحلف أنه لأجل من
قد فاق سادة بيته بمكارم
بسماحة نبوية قد أخجلت
وشجاعة علوية قد أخرست
ما زال مذ عقدت يداه إزاره
لما تكامل فيه كل فضيلة
ورأى الضلال وقد طغى طوفانه
سل السيوف البيض من عزماته
وسرى على نجب الشهادة قاصدا
وغدا وقد عقد اللوا مستغفرا
لله يحمد حين أكمل دينه
يؤلي ألية صادق لو لم يكن
لم أثن عزمي أو يعود بي الهدى
ما سرني أني لقيت محمدا
فأتوا إليه بالصواهل شزبا
وبكل أبيض باتر وبكل
فغدت وراحت فيهم حملاته
حتى لقد جبن المشجع منهم
فهناك فوق كافر من بينهم
تركوه منعفر الجبين وإنما
عجبا لهم وهم الثعالب ذلة
صلبوه ظلما بالعراء مجردا
حتى إذا تركوه عريانا على
نسجت عليه العنكبوت خيوطها
ولجده نسجت قديما إنها
ونعته أطيار السماء بواكيا
أكذا حبيب الله يا أهل الشقا
يا قرب ما اقتصيتم من جده
أما عليك أبا الحسين فلم يزل
لم يبق لي بعد التجلد والأسى
يا عظم ما نالته منك معاشر
قادوا إليك المضمرات كأنما
يا لو درت من ذا له قيدت لما
حتى إذا جرعتهم كأس الردى
بعث الطغاة إليك سهما نافذا
يا ليتني كنت الفداء وإنه
باعوا بقتلك دينهم تبا لهم
هو أفضل الخلق.. وسيد الحق عليه أفضل الصلاة والسلام.. وهو الذي تعجز عن وصفه الألسن.. وتحار العقول في التحدث عنه.. فلا تدري من أين تبدأ.. وإلى أين ستنتهي.. فقد نصح الأمة.. وكشف الله به الغمّة.
صحيح ما رأيتُ النورَ من وجهِكْ.. ولا يوماً سمعتُ العذبَ من صوتِكْ.. ولا يوماً حملتُ السيفَ في رَكبكْ.. ولا يوماً تطايرَ من هنا غضبي كجمرِ النارْ.. ولا حاربتُ في أُحُدٍ.. ولا قَتَّلتُ في بدرٍ صناديداً من الكفَّارْ.. وما هاجرتُ في يومٍ.. ولا كنتُ من الأنصارْ.. ولا يوماً حملتُ الزادَ والتقوى لبابِ الغارْ.. ولكنْ يا نبيَّ اللهْ أنا واللهِ أحببتُك لهيبُ الحبِّ في قلبي كما الإعصارْ.
الله كرر في تبجيله سوراً.. وألبس الشمس مِنه النور والقمر.. وأخجل البحر مِن يمناه والمطر.. فهاك عذري فكم مثلي قد اعتذر.. إن الذي أعجز المداح والشعر.. أعيا الورى فهم معناه فليس يرى.. في القرب والبعد فيه غير منفحم.. مولاي صلِ وسلم دائماً أبداً على حبيبك خير الخلق كلهم.
هل تَقبل؟ حبيبي يا رسولَ اللهِ هل تقبلْ؟
نعم جئتُ هنا متأخراً جدًّا،
ولكن ليس لي حيلةْ،
ولو كانَ قدومُ المرءِ حينَ يشاء لكنتُ رجوتُ تعجيلَهْ،
وعندي دائماً شيءٌ من الحيرةْ،
فمَن سأكون أمامَ الصَّحْبِ والخِيرةْ،
فما كنتُ أنا “أنسَ” الذي خدمَكْ،
ولا “عُمرَ” الذي سندَكْ،
وما كنت “أبا بكرٍ” وقد صدَقَكْ،
وما كنت “عليًّاً” عندما حَفِظَكْ،
ولا “عثمانَ” حينَ نراهُ قد نصرَكْ،
وما كنتُ أنا “حمزةْ” ولا “عَمْراً”، ولا “خالدْ”.
إن إسلامي أنا قد نِلتُهُ شرفاً من الوالِد،
ولم أسمعْ بلالاً لحظةَ التكبيرْ،
ولا جسمي انشوى حياً بصحراءٍ بكلِّ هجيرْ،
وما حطَّمتُ أصنامً ولا قاتلْتُ في يومٍ جنودَ الكفرِ والتكفيرْ،
وما قُطِعَتْ يدي في الحربْ،
ولم يدخلْ هنا رمحٌ إلى صدري يَشُقُّ القلبْ،
ولم أُقدِمْ على شيءٍ ولم أهربْ،
ولا يوماً حَملْتُ لواءْ ولا واجهتُ في شَممٍ هنا الأعداءْ،
ولا يوماً رفعتُ الرايَ خفَّاقةْ،
أنا طفلٌ يُداري فيكَ إخفاقَهْ،
ولكن يا رسولَ الله أنا نفسي لحبِّكَ يا رسولَ الله وحبِّ اللهِ تَوَّاقَةْ.