كلمات عن مكة المكرمة.
يرجِع تأسيس مكة المكرمة إلى ما قبل ميلاد سيدنا إسماعيل، الذي بَنا الكعبه بمُساعدة أبيه سيّدنا إبراهيم عليه السلام، وقَبل ذلك كانت مكة المكرمة بلدة صغيرة يسكنها بنو آدم، إلى أن دمّرها الطوفان الذي ضرَب الأرض في زمن النبي نوح عليه السلام.
لـمــكـــةَ يشــتاقُ الـفــؤادُ المـتـيَّـــمُ
وتهـفُـو إليها الـرُّوحُ والقلـبُ والــدَّمُ
فـفـيـهَا لِــداء النَّفـس طِـبٌّ وراحَــــــةٌ
وفيـهَا لـكُـلِّ النَّـاسِ أُنْـسٌ ومَـغْـنَــمُ
فَـأَلـلَّـهَ مـا أحْــلــى الحـيَـاةَ بِبطْـنِــهَــا
وأَلـلَّـهَ كـمْ تَـروي ظَـمـَـا الـرُّوحِ زمْــزَمُ
ولِـلَّـهِ قبْلَ الفجْـرِ في الصَّـحْـن سَـاعَــةٌ
صَـــلاةٌ وتَـسْــبـيـحٌ وذِكْــــرٌ مُــرَنَّـــــمُ
فَإنْ تقتَربْ مِنهَا ففي القلْـبِ حُـبُّهَا
وإِنْ تَبْتَعِـد عَنهَـا فَشَــوْقُـكَ أَعَـظَـمُ
وأمُّ الــقُـــرى نُــــورٌ وبـكــةُ بـهـجـــةٌ
ومَــكَّــةُ خَـــــيْـرٌ شَـــــامِـــلٌ ومُـعَــمَّــمُ
بِهَا الزادُ للأُخرى بِهَا الخيْرُ في الدُّنا
بِهَـا الـرِّزقُ مـن عنْدِ الكَـريـمِ مُـقَـدَّمُ
فَـيَـا سَـعْـد من يَحْيَـا عـلـى حـبِّ مـكَّـةٍ
وَيـاحَـظَّ مَنْ أعـطُـوا وضَـحُّـوا وقَـدَّمُــوا
وفـي هَـا هُـنَـا مِـن أهْــــلِ مَــكَّــةَ ثُـلـــّةٌ
لَـهُـمْ فِـي طَريـقِ الخـيْر بَـاعٌ ومَعْـلـَمُ
وفـي هَـا هُـنَـا من صَفْوَةِ النَّاسِ صَفوَةُ
يُـحَــرِّكُـهُـــمْ حُـــبٌّ عَـظِــيــمٌ مُــتـَمـَّــمُ
لـهـم فـي مـيـاديـنِ الـفضـائـلِ وَقـفـةٌ
لَهُـمْ فِي درُوبِ الـبَذلِ سـاقٌ ومِـعْـصَـمُ
فيـاربِّ وفـقـهــمْ وكــلِّـلْ جُـهُــودهــمْ
وزِدْهُـمْ وأَكْـرِمـهُـمْ علَـى مَـا يُـقـدِّمُـوا
وخـَـيْــــرُ خِـتَـــامٍ بـالـصَّــــلاةِ تَعُــمُّـنَــا
عَلَـى خَـيْـرِ خَـلْقِ الـلَّـهِ صَـلُّــوا وسَـلَّـمُــوا
مكّتي لا جلالٌ على الأرضِ
يداني جلالَها أو يفوقُ
ما تبالينَ بالرشاقةِ و السحرِ
فمعناكِ ساحرٌ و رشيقُ
سجدت عندهُ المعاني فما
ثمَّ جليلٌ سواهُ أو مرموقُ
ومشى الخلدُ في رحابِكِ مختالاً
يمدُّ الجديدُ منهُ العتيقُ
أنتِ عندي معشوقةٌ ليسَ يخزي
العشقُ منها و لا يُضِلُّ الطريقُ
ما أُباهي بالحسنِ فيكِ
على كثرة ما فيكِ من مغانٍ تشوقُ
أنتِ قدسٌ فليسَ للهيكلِ
الفاني بقاءٌ كمثلِهِ و سموقُ
كلّ حسنٍ يبلى و حسنكِ يا مكّةُ
رغمَ البلى الفتيُّ العريقُ
دَرَجَ المصطفى عليكِ فأغلاك
وأغلاكِ بعدهُ الصّدّيقُ
وَشكوكٌ من الرّجالِ سبوقُ
جدٍّ من خلفِهِ فجلّى سبوقُ
إن أرادوا القتالَ أرجفتِ الأرضُ
وضاقت على العدوِّ الطريقُ
أو أرادوا السّلامَ رحّبَ
بالسّلمِ عدوٌّ أصابهُ التمزيقُ
ليسَ بغياً قتالُهُم إنه الرشدُ
ينيرُ السبيلَ و التوفيقُ
كانَ في اللهِ حربهم و العداواتُ
وفي اللهِ سلمهم و الوثوقُ
نَجِدُ الأنسَ في رحابِكِ
والبسطةَ حتّى كأنّنا ما نضيقُ
ويشدّ القلوبَ نحوكِ يا مكّةُ
حبٌّ يطوي القلوبَ وثيقُ
ما نطيقُ الفراقَ عنكِ و هل
يحملُ قلبٌ في الحبِّ ما لا يطيقُ
يا نفوساً تطوفُ بالبيتِ
لولا حرمة البيتِ ميّزتها الفروقُ
أنتِ لولا الإسلامُ كنّا نرى
السابقَ منّا يفوتهُ المسبوقُ
أهيم بروحي على الرابيه
وعند المطاف وفي المروتين
وأهفو إلى ذكر غاليه
لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآمــاقيه
ويجري لظاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعماقيه
فأرسـل من مقلتي دمعتين
خواطر عن مكة المكرمة
جَمال وقِيمة مكة المُكرّمة عند الإسلام والمُسلِمين وما تشمله من مُقدّسات دينية وحضارية قيمة جدًا، جعل لسان الشعراء والأدباء يتغنّي بها، هُنا نقدم لكم خاطرة عن مكة المكرمة للاستاذ حسين عرب.
أم القرى يا جنة الـيوم والغـد
ويا زينة الماضي التليد المجدد
ترابك أندى من فتيت معطر
وصخرك أجدى من كريم الزمـرد
أعز بلاد الله في الأرض موطنا
ومولد خير الأنبيـاء محمــد
عرفنا الهوى قبل أن يخلق الهوى
لديك فوافيناه في خير موعـد
عشقناك أطفالا صغارا وفتية
وزدنــاك أشياخا عظيم التوجـد
رويناك بالدمع السخين محبة
تنم على الوجد المكيــن المـؤكد
فلا عز من يجفوك إن عزفت به
صنوف الأماني رادها شر مــورد
ولا زال من يحبوك إن عصفت به
صروف الليالي من قريب ومبعـد
بلاد الهوى والجود والوحي والندى
ومهد الكتاب المستطاب الممجد
أحـط بك الحجاج من كل عابد
تبتل للمعبود أو متعبــد
تنادوا إلى وادـك من كل سبسب
وجاؤا إلى ناديك من كل فدفـد
تهادوا إلى سـاح كريـم مطهر
تنادوا لديه من مسود وسيد
لك الله إن الله حامك ملجأ
لكل تقي مستقيـم مـوحد