صَديقٌ لي لَهُ أَدَبُ
رَعى لي فَوقَ ما يُرعى
وَلَو نُقِدَت خَلائِقُهُ
وتسأل : أين الوفاء ؟
أما من وفاء ؟ !
و أضحك في وجهك المتجهم
اسأل مثلك :
أين الوفاء ؟
و ماذا عن الأوفياء
و أين هواك القديم ،
و أين النساء . . .
مئات النساء اللــّواتي حببْت
وكلّ امرأه
تظنك ملك يديها
وتحسب حبـّك وقفا عليها
تظنّ غرامك أبقى من الشمس
أرسخ من راسيات الجبال
وتأبى تصدّق ان الوفاء
يظلّ خرافه
يظلّ خيالاً ووهْما
وإسماً لغير مسمّى
وشيئاً محال
نريد من الآخرين الوفاء
نصفــّدهم نحن ، تربطهم بالرجاءْ
بحبل سراب كذوب
ببرق خلوب
و نمضي لنشرب كأساً جديد
و نمضي لنطعم لوناً جديد
لنحيا غراماً جديداً
لنعيد وجهاً جديد
و نرجع نسأل :
أين الوفاء ؟ ؟
نريد من الآخرين البقاء
على عاطفة
ذوت و تلاشت
بأعماقنا و استحالت
إلى صورة زائفة
أنانية يا رفيقي تعشش فينا
تسير رغباتنا في الخفاء
و تحجبها بنقاب كثيف
نسمّيه نحن ،
وفاء !!
بلى يا رفيقي
بلى ، قد يطل
هنالك ظلّ
لبعض رفات
رفات غرام تلاشى ومات
يطلّ و نجهل كيف يطلّ
فنوقد شمعه
لديه و نحضن ذكراه فتره
و نرجع من بعد نؤويه قبره
و ندفنه من جديد
و ما في المحاجر دمعه
و لا في الجوانح لوعه
و نمضي نلي النداء القوي
و كلّ اتجاه
و ننسى القديم
و نحيا الجديد
و نرجع نسأل :
أين الوفاء ؟ !
أما من وفاء ؟؟!