كلمة وفاء للأخت

الكاتب: المدير -
كلمة وفاء للأخت
"كلمة وفاء للأخت




أُختاه يا نبعَ الحنان، وشبيهة الأم في الكلام، لستُ أُوفيك ما تستحقينه إلا كلمة وفاء أنت لها أهلٌ يا وردة في بستان، فجمال رُوحك ودماثة خُلقك وكريم صبرك، هبةٌ من عطايا الرَّحمن،

حفِظك المولى وعافاك من الأسقام، وجعلك من ساكني الجنان.

 

مَن يعرِف مكانة الأخت والشقيقة يذكُر ما قاستْه أخت نبي الله موسى وهي تبحث عن أخيها لتردَّه إلى أمِّها، فتعرَّضت للخطر فما رجعت إلى البيت، ولا سمحتْ أن تفرِّط في قرة عين أمِّها وأبيها، ولو أن فرعون علم بذلك، لهلكتْ، لكن الله عزَّ وجل سلَّم؛ قال تعالى: ? وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ? [القصص: 11 - 13].

 

ومَن يَعرِف مكانة الأخت يدري معنى الطيبة والوُدِّ، ويعلم مدى الشوق والعرفان، ويقدِّر للأخت تحمُّلَها وتفانيها في خدمة الإخوان.

 

فكيف تُوفِي أُختك حقَّها كوفائك لأمك والوالد في وصية الرحمن؟! وكيف يعلو عندك قدرُها؟ لو تعلم ما تُكنه لك من خالص المحبة والود، وخالص الدعوات في الليالي الحالكات، فتَنسى نفسها وهمومَها حين تَذكُرك، فتُخلص لك الدعاء بالخير والبركات!

 

فطرة الله في النفوس السليمة الطيبة الرضية، فهل تذكَّرتَها يومًا؛ لتُبادلها نفسَ الشعور والاهتمام، ولو بكلمة وفاء وأحسن العبرات.

 

شكرًا أختاه وجزاك الله خيرًا.

فلا يَصُدَّنَّك عن صِلتها الأعمالُ ولا الزوجة والأولاد، ولكلٍّ حقُّه، وليس الواصل للرحم بالمكافئ، ولكن الواصل لرحمه مَن إذا قطَعوه وصَلهم، كما في الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الواصل بالمكافِئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطِعت رحمُه وصَلها)؛ رواه البخاري.

 

هذه الكلمات بلسمُ وفاءٍ، وهمسةُ إخاءٍ لكل الأخوات حفِظهنَّ الله تعالى.


"
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook