سيدنا عيسى عليه السلام هو احدى أنبياء الله تعالى الثمانية والأربعون، وهو ابن السيدة مريم ابنة عمران، فمريم امراءة صالحة وتقية من بني اسرائيل، فقد كانت عابدة وناسكة متفرغة للعبادة الله عز وجل، وبإرادة من الله تعالى، بشرتها الملائكة باصطفاء الله عز وجل لها، فقال تعالى: ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين - يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )، صدق الله العظيم، و بشرت الملائكة السيدة مريم بأن الله سيهب لها ولداً يخلقه بكلمة منه ويطلق عليه اسم المسيح عيسى ابن مريم، وسيكون نبيا ً وقائدا لبني إسرائيل في الدنيا، ويعلمهم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وأيده بالمعجزات وبعض الصفات لا يملكها غيره.
أمر الله عز وجل سيدنا عيسى عليه السلام بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقد أيده الله عز وجل بمعجزات لتكون برهانا على صدق نبوته، ومن هذه المعجزات خلق من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله تعالى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله تعالى، وينبئ قومه بما يأكلون وما يدخرون، وعلى الرغم من جميع معجزات سيدنا عيسى عليه السلام إلا أن بني إسرائيل أبوا واستكبروا ورفضوا الإستجابة لسيدنا عيسى وأمر الله تعالى، وظنوا أن معجزات سيدنا عيسى ليست إلا سحرا، ولم ييأس سيدنا عيسى من دعوة قومه لعبادة الله وتبعه جماعة من الناس أطلق عليهم اسم الحواريون.