السهو لغة هو النِسيان، وترك الشيء من غير قصد، وسجود السهو اصطلاحاً هو: سجدتان يسجدهما المسلم لله تعالى لجبر الخلل الواقع في صلاته، وقد شرع الله تعالى سجود السهو في نهاية الصلاة؛ لسدِ النقص فيها، وكسب رضا الله تعالى، وإرغام الشيطان بسبب وسوسته للعبد، والسهو في الصلاة قد يكون بسبب الزِيادة فيها، أو النُقصان منها.
سجود السهو ثابتٌ بالسنة النبوية الشريفة، فقد سها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، وسجد سجود السهو، وقد ورد دليل مشروعيته في العديد من الأحاديث الصحيحة، ومن هذه الأحاديث ما ورد عن عبد الله بن بُحيْنة رضِي الله عنهما: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قام في صلاةِ الظهرِ وعليهِ جُلوسٌ، فلمَّا أَتَمَّ صلاتَهُ سجد سجدتيْنِ، فكَبَّرَ في كلِّ سجدةٍ وهو جالسٌ قبلَ أن يُسَلِّمَ، وسجدهما الناسُ معهُ، مكانَ ما نَسِيَ من الجلوسِ) [صحيح البخاري].
يُؤدى سجود السهو كما يؤدى السُجود في الصلاة، على سبعة أعظم، وهو سجدتان يقول المسلم فيهما كما يقول في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات، ويكبر عند السُجود وعند الرفع منه، وليس هناك ذكرٌ خاصٌ بسجود السهو، ويقول في الجلوس بين السجدتين: رب اغفر لي.
يجب سجود السهو على المصلِي في حال وُجد سببه، فسجود السهو واجبٌ في حالات ثلاث هي: النُقصان في أركان أو واجبات الصِلاة، أو الزِيادة فيها، أو الشكُ بالزِيادة أو بالنُقصان، وهو واجبٌ في حالات السهو فقط، فمن ترك ركناً من أركان الصلاة متعمِداً كانت صلاته باطلة، ووجبت عليه إعادتها، أما في حالة ترك سنة من سنن الصلاة؛ فإن سجود السهو يُعدُ وقتها مستحباً وليس واجباً.