الشيطان مصدره شَطَنَ، ويُقال غزوةٌ شطونٌ أي: بعيدة، وشطنتِ الدّارُ شُطُوناً إذا بعُدت، والشَّيطانُ: فيعال من شطن، أي: بَعُدَ، ويقال: شيطن الرَّجلُ، وتشيطن، إذا صار كالشَّيطان، وفعل فعله، فيكون سبب تسميته إبعاده عن النعيم وإخراجه من الجنة بعد أن كان فيها، ونفيه إلى الأرض بعد أن كان من أهل الجنة.
عندما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح، وبعد أن كان إبليس عليه لعنة الله واحداً من الملائكة المقرّبين أمره الله سبحانه وتعالى كما أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام، فسجد الملائكة طائعين ملتزمين بأوامر الله حيث كان ذلك ديدنهم وحالهم في كل وقتٍ وحين، إلا أنّ إبليس رفض ذلك تكبّراً وجحوداً وتعالياً على خلْق آدم، مُدّعياً أن خَلْقه كان أفضل وأشرف وأكرم من خَلْق آدم عليه السلام، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)،[وكانت تلك أوَّل معصية يُعصى بها الله سبحانه وتعالى، وبعدها سخط الله عزّ وجل وغضب على إبليس وطرده من بين ملائكته المقربين، وجلعه في السافلين إلى يوم الدين.
يمكن للمسلم أن يبتعد ويسلم من وساوس الشيطان بعدّة طرق جاء ذكرها في كتاب الله وفي سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقد ذكر العلماء بعضاً من تلك الطرق والوسائل إن التزم بها المسلم نجا من وساوس الشيطان، وإن أصابه شيءٌ منها كان قوياً صلباً